الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصنام المالكي تغزو كربلاء

عباس عبد الرزاق الصباغ

2010 / 2 / 13
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


من يسير في شوارع كربلاء البائسة والتي نوهنا عنها سابقا وفي أكثر من مرة بأنها مدينة الأزبال والأنقاض والتجاوزات التي ليس من الممكن ان تحصل حتى في اشد البلدان تخلفا، تتقافز الى ذاكرة الرائي تلك الأصنام والأوثان التي كانت تحيط بالكعبة المشرفة ولا تغيب عن البال بعض مشاهد فيلم الرسالة ـ على سبيل المثال ـ والتي كانت تُري بوضوح جليٍّ كيف كان التخلف والجهل والبؤس المعرفي والفكري والأخلاقي يضرب أطنابه في بلاد العرب ولا سيما المناطق المقدسة مثل مكة المكرمة وتخصيصا الكعبة المقدسة وهاهي المشاهد نفسها في عصر الجاهلية الثانية ..جاهلية الديمقراطية التي جلبها الينا المحتل واستعملها من ظن انه له الحق في تعميم نموذجه الحزبي (حزب الدعوة الإسلامية) على عموم محافظة مهمة مثل كربلاء المقدسة من خلال رفع الدعايات الانتخابية قبل الموعد الرسمي لذلك وفي مخالفة صريحة للدستور وعلى أسطح البنايات العالية ( خوفا من تمزيقها أو إحراقها) وفي المناطق الحساسة والإستراتيجية المهمة وعلى بعد خطوات معدودات من المراقد المقدسة فلو كانت تلك "الصور" العملاقة او الجداريات تمثل اتجاها وطنيا عاما او كانت تمثل تشجيعا للمواطنين على خوض الانتخابات ـ مثلا ـ لهان الأمر ولعدت المسألة ضمن السياقات الرسمية الداعية والحاثة على خوض الانتخابات البرلمانية كونها مرحلة فاصلة ومحورية في تاريخ العراق المعاصر وعليها يتحدد مستقبل البلاد .ولكن ان ترفع وبشكل أحادي الجانب وفردي التوجه من قبل الحكومة المحلية في كربلاء التي تريد ان تتسابق مكانيا وزمانيا ودعائيا لخوض السباق الانتخابي على طريقة (اتغدى بيهم قبل ما يتعشون بيه) او إنها رفعت من قبل الحزب نفسه وهو نفسه الذي يقود المحافظة، ما يشير الى ضعف ادارة "الحكومة" المحلية التي يبدو انها وبهذه الصورة لا تهش ولا تنش او انها تهش وتنش على طريقة صدام المقبور ..
وقد كان على "الحكومة" في كربلاء وبدلا من التطبيل والتزمير و"اللواكَـة" من خلال رفع جداريات نوري المالكي زعيم حزب آل الهر في كربلاء قبل الأوان ، كان عليها ان تتفاعل مع ما يكتب في وسائل الإعلام عن فشلها (فضلا عن الفساد) في إدارة الواقع الخدمي الهزيل في المحافظة والحد من التجاوزات والخروقات التي لم اجد لها أي مثيل في المدن القريبة من كربلاء على الاقل فضلا عن الخروقات الأمنية ومتابعة الفنادق و(المنازل خانات) التي عجَّت بها كربلاء دون رقيب او حسيب وسيأتي اليوم الذي تدفع فيه كربلاء ثمن هذا التهاون المتعمد .
صور الأستاذ المالكي المرفوعة في أعالي السطوح وفي واجهات البنايات وفي الأماكن الحساسة جدا تذكرنا بصور القائد "الضرورة" وصوره وجدارياته الكريهة التي كانت تبعث على الاشمئزاز والقرف ويبدو ان "الرفاق" الجدد من حزب الدعوة الاسلامية قد استهوتهم هذه اللعبة فحاولوا ان يستنوا بتلك السنة سيئة الصيت ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها خاصة إبان احتدام منافسات السباق المحموم الى قبة البرلمان والحليم تكفيه الإشارة !!.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة