الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون يفضلون مخاطر الحرية على أهوال العبودية

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 2 / 13
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


بلدنا ينمو ويتطور تدريجيا ،لا يؤمن بالقفزات العاجلة،فنحن اليوم فيض ونضج وتطلع لمواكبة الحياة في كل الميادين.صيرورة ماضينا المنهك أيقظت شعبنا من غفوته في سيره نحو التقدم والتجديد والتصحيح.وشقاؤنا وبؤسنا يرشدنا لمصارعة حكامنا وظالمينا بقوة حرياتنا التي أكتسبناها وحتى معارفنا الانسانية،وهي هنا لا أغلى منها بل هي الهم.ويصح هنا قول الكونت (لا با تين) في برلمان بولندا: ( إنني أفضل مخاطر الحرية على أهوال العبودية ). وأبناء شعبنا حين يستفتون الماضي وينظرون في الحاضر ويقيسون ما يتمنون وفق رؤيا عصرية متمدنة يتصورون أخيلة وجمال المستقبل، فالنظر إلى الماضي هو حدث او جملة أحداث تمت وانقضى أمرها،والحاضر هو وليد الاحداث التي سلفت حيث يشرئب الحاضر الماضي/حيث هنا نحاول تصحيح مفاسد الماضي،ونسعى بمن معنا إلى تصور مستقبلنا،فعملية اصلاح المجتمع من فهم رزين لخصائص الوطن،ويصح هنا رأي ( وليم جيمس ) : ( بوجود تحليل الأحداث في المجتمع في ضوء عدد محدود من الأسباب ) وليس من خلال سلسلة سببية لا متناهية حسبما يعتقد ( هربرت سبنسر) فحسب المرء أن ياتي بتفسير علمي معقول ،فقد انتقل مجتمعنا من أزمات حقيقية إلى أطوار جديدة بفضل الظروف الموضوعية وركة التاريخ وحتى استمراريته وتغير وضعنا بعد أن كنا في تشاؤم سابغ إلى تفاؤل مطلق،هذا الانتقال يكفل ارتقاء الانسان وازدهار العراق وحتى تطوره الذي هي هنا سنة لا تقبل الخطأ او التراجع. وهنا تكمن مسؤوليتنا كناخبين،فالتمسك بحرية بلدنا والبدء في مرحلة جديدة من الحياة السياسية خارج (اللعبة الطائفية) إذا اننا قطعنا مسافات بعيدة على طريق البناء الوطني التقدمي،و لا يحيا العراقيون حياة عصرية ،إلا إذا اخذنا بأسباب العلم ،أما كيف نعيش هذه الحياة،فذلك يستوجب إرادة صلدة صادقة وجهدا دائبا من الليبراليين ،ولعمري انها مسؤولية تاريخية تقع على شعبنا لاتخاذ القرار الصائب والتصويت الحر للقوى الوطنية العلمانية التي تقف بمواجهتها قوى التخلف المتأسلمة التي تحاول جرنا إلى الماضي الميت ال1ي لن تستطيع إحياءه إلا إذا انتزعت منا حرياتنا،فالأصل الذي ينادي به العلمانيون (أن الطاعة تعني المشاركة بالقرار لا الخضوع مثلما تريد ألاحزاب الطائفية والراديكالية). إن الخروج من عتمة التاريخ المتردي والضعيف إلى حالة القوة المدنية والتقدم إلى امام مع الليبراليين هو الهدف الأكثر اهمية ،كما أن فضح تجاوز المتأسلمين على مقاليد سلطتنا يفرض نوعا من المراقبة لأدائهم،الذي كشفت اوراقه ،منها على سبيل المثل ( الفساد ،وعود مزيفة ،عدم وجود خطط خمسية لرسم السياسة الاقتصادية ،شخصيات هزيلة لا تتمتع بالكفاءة ،شهادات مزورة ، فشل في قطاع الخدمات ،عجز في القطاع الصحي ، اصرار على المضي في المحاصصة لتشوي معالم دولتنا الفتية في تجربتها الفريدة بالمنطقة ، عدم وضوح اتباعهم الهوية العراقية،ضعف في الدفاع عن المصالح العراقية ولعل الفكة ومشكلة التعويضات للكويت وعدم أخراج بلدنا من البند السابع دليل التراجع السياسي ،والأهم لم تحسم موضوعة هدم بنى التخلف فما زالت المعالم شاخصة وهي شهادة حقيقية تنبة المواطنيين إلى ضرورة الخروج من كبوة المتأسلمين ) . ومن النافل توضيحه ،أن تجربتنا الديمقراطية نجاحها مقرون بحل معادلة مخاطر الحرية وتفضيلها على خطايا المفسدين الفاشلين.هنا شعبنا الواعي الفاهم ألاعيب تأجيج المشاعر لتسويق ذلنا فالتاريخ يحدثنا أن سدنة هياكل الوهم من المتأسلمين فشلوا في صياغة نظرية سياسية ،وكذلك عجزوا عن وضع نظرية اقتصادية،بسبب تأليه الحاكم،وانساق الفقهاء خلف الفردية بالحكم وسخروا عقولهم فحرفوا الدين عن اهدافه لصالح الطغاة والسلاطين ،في حين الليبراليون يتعهدون في تصحيح المسار وتحطيم بؤر التخلف في مجمل النشاطات الانسانية ،واملنا ان نصوت جميعا لعالم يصون حرياتنا ويرسخ تجربتنا الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة