الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تغرق السفينة تهرب الفئران اولا

مالوم ابو رغيف

2004 / 7 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نريد محاكمة عادلة ،هذه العبارة اصبحت على كل فم ولسان وكانها شعار امة ال يعرب الجديد ،وشغلهم الشاغل وقضيتهم المركزية .ولعلها المرة الاولى التي نسمع فيها من هذه الامة كلمة "عادلة" وان بشكل مشوه ،مظلل ،حق يراد به باطل .لا يستطيع احد من هؤلاء المنادين بالعدالة ان يشرح لنا ما هو تصوره للعدالة والعدل وما المقصود بهما وما نوعهما .الجميع يحجم عن ذلك ويكفي بالمطالبة ،اما عن جهل او عن نية مبيته وقصد خبيث لتحويل محاكمة صدام الى قضية سياسية ومن ثم اخراجه من المحكمة العراقية واحالته الى محكمة دولية يسجن بعدها في احد الدول الاسكندنافية . هذا ما يهدف اليه قطيع المحاميين العرب ، تأجيل المحاكمة لاطول وقت ممكن بحجة عدم شرعية الحكومة العراقية وعم صلاحيتها على محاكمة صدام وزمرته والانتظار حتى مجيئ حكومة منتخبة ،وفي الوقت نفسه تشجيع اعمال الارهاب والتخريب والقتل لمنع اي عملية انتخابية او اعاقتها قدر الامكان وافتعال الازمات واثارتها عن طريق مجاميع البعث الساقط وجمهرة االمتطرفيين الاسلاميين والمنحرفين وخلق حالة من عدم الامن والاستقرار تمهيدا لحرب اهلية تفوت الفرصة على محاكمة صدام في داخل العراق .
سكوت المحاميين والصحفيين عن تعريف معنى العدالة القانوني ومحاولة الباس هذا المصطلح ثوبا سياسيا ومدنيا فضفاضا واعادته وتكراره ليصبح احد القضايا العربية ومحل اهتمام شعوبها ورجال دينها هو احد الوسائل الخبيثة للاجهاز على العدالة نفسها واعاقة تنفيذها .
العدالة لا تعني سوى القضاء على عدم العدالة وانصاف الضحية وانزال العقاب بالجاني حسب طبيعة الجرم الذي اقترفه وفق القانون وطبقا لاجراءت حقوقية معترف بها وتمارس وفق اعراف وتقاليد وقوانين دولة ما.واذا كان انصاف الضحية يمثل احد الشروط الاساسية في تحقيق العدالة فان توفير كافة الاجرائات الحقوقية للمتهم للدفاع عن نفسه يعتبر شرطا اساسيا في المحاكمة العادلة .وحقوق المتهم هي حقه في الدفاع عن نفسه وحقه في السكوت عن الادلاء بشهادته وحقه في الحصول كافة ما يسمح لمحامي الدفاع للاطلاع على تفاصيل القضية ومحاورها ونوعية الاتهام المقدم ضده .وهذا ما كفلته المحكمة الحالية لصدام وزمرة القتلة من افراد عصابة البعث اللعينة .
ستكون المحاكمة غير عادلة ايضا اذا ما حاول الدفاع اللجوء الى الكذب والتزويرواستخدام وسائل الاعلام لتظليل الرأي العام اواتباع اساليب غير مشروعة واعطاء القضية طابعا سياسيا غير جنائي من اجل انقاذ المتهم من يد العدالة .ولا يحق للمحاميين اعاقة العدالة او سد الطريق امامها للوصول الى الحقيقة ،فواجب المحامي هو المساعدة للوصول الى الحقيقة وليس طمسها عن طريق التظليل والتلفيق وبعكسه سيكون المحامي نفسه عرضة للعقاب والمسائلة القانونية ثم احالته الى المحكمة بتهمة تظليل العدالة .
كما نسمع هذه الايام عبارة المتهم برئ حتى تثبت ادانته ،ومثل عبارة المحكمة العادلة تبقى هذه العبارة معلقة غير واضحة لا يفهم منها سوى الانحيازالظمنى الى جانب المتهم في حالة توفر الادلة الجرمية بحقه بشكل لا يسمح اي مجال للشك كما في حالة المجرم صدام حسين .ينبغي التفريق بين متهم جرى اتهامه بناء على ملابسات ظرفية او مكانية كان يكون موجود في موقع الجريمة ساعة حدوثها او العثور على بعض متعلقاته في مكان الحدث وبين متهم اخر متلبس بالجرم المشهود اومجرم ليس الشك وحده هو الذي استدعى سوقه الى المحكمة بل لتوفردلائل وبراهين ثابته يعرفها الجميع وتدل عليها الوقائع والاوراق الثبوتية واوامر بالقتل والتدمير واحتلال دول اخرى عن طريق الحرب بدون مصوغات قانونية.في مثل هذه الحالة التي تشبه حالة المجرم هتلر لا يمكن افتراض براءة المتهم حتى تثبت ادانته بل افتراض اجرامه حتى تثبت برائته .هتلر انتحر قبل محاكمته ولكنه مجرم ليس بنظر ملايين البشر فقط بل وبنظر القانون ايضا وان لم تكن هناك محاكمة او محامي دفاع او حضوره شخصيا لتعذره بسبب هلاكه .السيد وزير العدل مالك دوهان الحسن صرح في مقابلة تلفزيونية اجرتها معه فضائية العربية ،صرح انه الى جانب تأجيل المحاكمة حتى اجراء الانتخابات ومجيئ حكومة منتخبة لتقوم باجرائات المحاكمة ،وهذا بالظبط ما يهدف اليه قطيع المحاميين العرب ،تأجيل المحاكمة وتاخيرها واللعب على الوقت لحين توفر ظروف سياسية مواتية لتخفيف الحكم على زمرة البعث اللعينة .وكأننا ندور في حلقة فارغة يرسمها لنا اعدائنا فنلتجأ للتبريرات او الاستجابة الى تفاهاتهم وتحليلاتهم السياسية السمجة .الحكومة العراقية موقته وهي شرعية باعتراف دولي وستقوم هذه الحكومة بتسيير شؤون البلد بكل جوانبه المالية والاجتماعية والقانونية والدولية لحين قيام الانتخابات ومجيئ حكومة منتخبة ،واذا اخذنا برأي هؤلاء الموتوريين فاننا سنبقى لا نحرك ساكنا امام موجة الارهاب والتقتيل والتهريب والتخريب ومعاقبة الجناة وفضحهم .محاكمة صدام وزمرة القتلة يجب ان تكون باسرع وقت ممكن لان احدد اسباب الارهاب الموجود في العراق هي وجوده في السجن من دون محاكمة فهؤلاء الاوغاد لا زالوا يعتبرونه رئيسا شرعيا رغم خزيه وجرائمه وهروبه واختفائه كما تختفي الجرذان المرعوبة .كما ان مسؤلية احتلال البلد تقع على عاتقه هو ،فلقد ارتكب الخيانة العظمى بصفته قائد عام للقوات المسلحة ورئيس للجمهورية والمفروض بمن هو بمنصبه القتال لاخر رصاصة وعدم ترك موقعه .ربان السفينة هو اخر من يترك سفينته وربما يفضل الغرق معها اما الفئران فهي اول من يهرب من السفينة ،وهكذا فعل المجرم صدام وحزب البعث الفاشي هربوا كما تهرب الفئران من سفينة اكثروا الثقوب فيها باسنانهم القارضة ولكنها لم تغرق بل توشك على الابحار بعد اصلاحها والبحر سيكون هادئا والريح ستكون مواتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها