الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في النهاية تبين انه : راتّي !!

يوسف ابو الفوز

2004 / 7 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ضحكت بصوت عال ، حتى ان زوجتي دفعت باب غرفتي بحذر لتعرف السبب ، وانا المتجهم من ايام لاكثر من سبب . لم اضحك لنكتة او لصورة كاريكاتيرية ، ضحكت بعد قراءة تقرير صحفي ، وجدته منشور على اكثر من موقع اعلامي في الانترنيت ، يتحدث عن أراء خبيرة الجسد السيدة ( باتي وود ) ، مستشارة لغة الجسد في ولاية أطلنطا الامريكية ، عن شكل صدام حسين خلال مثوله امام القاضي العراقي وسماعة لائحة الاتهامات تمهيدا لمحاكمته . ولكن لماذا الضحك هنا ؟ الخبيرة تحدثت عن احساس الهزيمة الذي اظهره الطاغية المجرم ، مارشال الماريشالات ، خلال تلك الدقائق ، التي مرت كاسعد دقائق في حياة كل مواطن عراقي من ضحايا نظام عفالقة البعث ، النظام الديكتاتوري المقبور ، وهم يرون جلادهم السفاح ضئيلا ، ذليلا ، وقيود المجرمين في رسغيه يقوده رجال الشرطة العراقية الى قفص الاتهام ، ومرت كل ثانية من هذه الدقائق الذهبية وكأنها الجبل على اعصاب الطاغية المجرم وانصاره الذين لم يصدقوا منظر فارس الامة الضرورة ـ حفزه الله ـ وهو بذلك الشكل المقرف . قالت السيدة باتي وود " لقد ذهبت نظراته القوية التي تشبه شعاع الليزر. لقد ذهب كل هذا". وأوضحت " أن صدام دأب خلال جلسة الاستماع على وضع بصره في الأرض حانيا كتفيه مع علامات على فقدان القوة " ، وتضيف " في الوقت الذي يوقف فيه صدام ردود الفعل المفتعله فإنه يعود إلى الوضع الذي يدل على الهزيمة الذي يوضح أنه يعي جيدا أنه لم يعد يمتلك سلطة" . لقد ادرك الديكتاتور المجرم ان نهايته حلت ، وادرك الكثير من انصاره ذلك ، لذا راحوا يتشبثون بالوهم وراحوا بدورهم يتحولون الى خبراء جسد ، ولكن وكالمعتاد انطلاقا من الروح القومجية الشوفينية ذاتها التي كانت ترى في المجرم الجلاد امتدادا للقعقاع ولصلاح الدين ونبوخذ نصر وغيره من الرموز التاريخية التي سطوا عليها فافسدوا جانبها المشرق في ذاكرة المواطن العراقي لانها صارت ترتبط بديماغوجيتهم ودجلهم وشرورهم . الذي اضحكني هنا ، ليس مشهد القائد الضرورة ، في صوره واللقطات التي ظهر فيها يزرزر ويدوّر بعينيه مرعوبا ، ذاهلا ، الذي اضحكني هو افلاس القومجية من انصار نظام العفالقة ، افلاسهم الذي دفعهم للسير قدما في محاولة قلب الحقائق متوهمين انهم يمكن ان ينجحوا في استمرارهم في تزييف الوقائع . صحيفة عربية ، لم تنطق يوما بحرف عن جرائم الديكتاتور ونظامه الشوفيني بحق ابناء شعبنا ، ولم تمر في صفحاتها طيلة كل السنين العجاف الماضية مفردات مثل الانفال وحلبجة وتهجير الاكراد الفيلية وكل مفردات الموت العراقي على يد فارس الامة ونظامه حارس البوابة الشرقية ، هذه الصحفية القومجية ، وحتى قبل ظهور تقرير خبيرة الجسد الامريكية تحوّل محرريها ايضا الى خبراء جسد من طراز اخر ، وبالطبع من منطلقات قومجية خالصة ، وراحوا يرون ما يعجبهم في شكل بطلهم القومي وهو في قفص الاتهام . احدهم كتب : " دخل صدام مرفوع الراس " !! ، وراح يمنح هذا الراس "المرفوع" اوصافا نجد بعضها في الكتب المقدسة والاساطير . لكم هو مزري ومضحك هذا ؟ ايظن هؤلاء القومجية ان القرن الواحد والعشرين لم يجلب شيئا للمواطن العربي المسكين ، وان حدود تفكيره لا تزال محصورة في كلمات نشيد بلاد العرب اوطاني ، وتلقي ما يسطروه له من اوهام واكاذيب وفبركات ، وانه ليس ممكنا ان يطلع على وجهات نظر اخرى يمكن لعقله وتفكيره ان يستوعبها ويقبلها بديلا لاكاذيبهم وتخرصاتهم ؟ صديق فنلندي وهو يقدم لي التهاني بمناسبة مثول صدام في قفص الاتهام ربما كان اصدق من خبيرة الجسد الامريكية حين استغنى عن اسم الديكتاتور صدام حسين ورمز له بكلمة ( راتّي) الفنلندية ، وهي تعني خرقة القماش التي تستخدم كممسحة في تنظيف الارضية . هكذا راى صديق للشعب العراقي ، المجرم الذليل في نهايته ، فكيف وجد نهايته ابناء العراق الذين اكتووا بنيران عذاب نظامه الفاشي طيلة خمسة وثلاثين عاما ؟؟

سماوة القطب
6 تموز 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن