الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدخل ايران السافر في الشأن العراقي وصمت احزاب الاسلام السياسي اتجاهه, لماذا؟

نزار أحمد

2010 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



قامت الارض وانقلبت السماء عندما شكك السفير الامريكي بنوايا وتوقيت قرارات هيئة المساءلة والعدالة حيث نددت وشجبت جميع عناصر احزاب الاسلام السياسي تصريحات السفير الامريكي واعتبرتها تدخلا سافرا بالشؤون العراقية متناسية ان من اوصلها الى السلطة كانت امريكا وليس ايران, ايضا دعا نوري المالكي الى طرد السفير الامريكي من بغداد, كذلك نظمت احزاب الاسلام السياسي مظاهرات عدة مؤجرة الحضور من اجل التنديد بالسفير الامريكي وشجب التدخل الامريكي في الشؤون العراقية. خلال الاحتفال بعيد الثورة الايرانية اعلن الرئيس الايراني احمد منجادي تأييده لقرارات هيئة المساءلة والعدالة وشجبه لقرارات هيئة التمييز, كذلك قسم امام الحضور الجماهيري بأنه سوف لن يسمح لعودة البعث. فمن هو احمد منجادي حتى لايسمح بعودة البعث؟, وماعلاقته بالموضوع؟, اليس الامر شأنا عراقيا داخليا؟, والتحدث عنه واصدار الاوامر بخصوصه يعتبر تدخلا سافرا في الشأن العراقي؟. ولماذا لانجد عناصر احزاب الاسلام السياسي تدين وتشجب تدخل الرئيس الايراني في الشأن العراقي؟. لماذا لا تنظم المظاهرات ضده؟. لماذا حرام على امريكا التدخل في الشأن العراقي وهي التي صنعته بدماء جنودها واموال شعبها حيث وصول احزاب الاسلام السياسي الى السلطة كلف امريكا اكثر من خمسة الاف قتيلا واكثر من 500 مليار دولارا, بينما حلال على ايران التدخل في الشأن العراقي وهي لم تخسر جنديا واحدا او تصرف دولارا واحدا بهذا الخصوص بل على العكس من ذلك استفادت ايران سياسيا واقتصاديا من احتلال العراق. كذلك مالفرق يا احمد منجادي بين بعث سوريا وبعث العراق؟. اليس كلاهما من نفس الطينة والمصنع؟, لماذا تريد طرد بعث العراق وتحابب وتعانق بعث سوريا؟ ثم ان صحت توقعات احزاب السلطة بأن البعث هو من يقف وراء التفجيرات التي تمزق العراق, اليس بعث سوريا يحتضن قيادات بعث العراق ويمد له يد العون ماليا وتسليحيا ولوجستيا وسياسيا واعلاميا؟. فما الفرق بين الاثنين؟.



كذلك تؤكد جميع تقارير الاستخبارات الامريكية والموشرات والادلة الميدانية على ان دور ايران التخريبي في امداد ومعاونة الارهاب الذي يمزق العراق لايقل شأنا عن دور الدول العربية حيث ان ايران تمد المليشيات والكتائب الشيعية الارهابية كقوات بدر وجيش المهدي وكتائب حزب الله وعصائب اهل الحق (الباطل) بالسلاح والمال والدعم الفني والتدريبي وساهمت مساهمة مباشرة في اشعال وادامة الاحتقان الطائفي, طبعا هذا بالاضافة الى نشاطات الاستخبارات الايرانية ومليشيات جيش القدس وباسيج في العراق, فبينما لاتترك عناصر احزاب الاسلام السياسي مناسبة الا وتحدثت من خلالها عن الدور التخريبي الذي تمارسه الدول العربية في العراق بينما لحد هذه اللحظة لم يتطرق مسؤول واحد من احزاب الاسلام السياسي عن الدور الايراني التخريبي في العراق, لماذا؟. كذلك مايثير السخرية والاستغراب والضحك هو تصريح موفق الربيعي هذا اليوم والذي اشاد بالدور الايراني في حفظ امن واستقرار العراق.



عندما احتلت ايران بئر الفكة, نفت عناصر المجلس الاعلى والكتلة الصدرية والفضيلة وعلى لسان كبار قادتها كجلال الصغير وهمام حمودي وبهاء الاعرجي هذا الحدث بينما قللت عناصر حزب الدعوة من اهمية الحدث وكذبت مرارا وتكرارا بخصوصه, فبعد اربعة ايام من الاحتلال اكد لنا جزما كلا من متحدث الحكومة الرسمي ورئيس وزرائها بأن القوات الايرانية قد انسحبت كليا من البئر, وهذا التأكيد تبين بأنه عبارة عن كذبة نيسان حيث لم تنسحب ايران من الحقل الا بعد ستة اسابيع من الاحتلال وبعد تقديم حكومة بغداد تنازلات عدة بخصوص قضية رسم الحدود, ايضا قلل علي الاديب من اهمية الحدث مدعيا بأن الحقل لم يكن عراقيا كاملا ولكنه كان حقلا مشتركا.



مهما اختلفنا بالرأي ومهما حاولنا ان نتجاهل الحقيقة, لايمكن ان ننكر بأن احزاب الاسلام السياسي هي احزاب مصنوعة في ايران وخاضعة للنفوذ الايراني وتنفذ سياسات وتطلعات حكومة طهران على حساب مصلحة العراق الوطنية مقابل دعم ايران لهذه الاحزاب ماليا ومعنويا وفنيا وتسليحيا. حيث هل تستطيع احزاب الاسلام السياسي في العراق الكشف عن مصادر تمويلها؟, فعلى الرغم من ان اعداد احزاب الاسلام السياسي في العراق قد تجاوز العشرين حزبا ولكنها لازالت اغنى الاحزاب العاملة في العراق حيث كل حزب منها يملك مليشيا مسلحة عائدة له, مع عدة قنوات فضائية, مع عدة صحف يومية ومركزا حزبيا في كل مدينة وقرية عراقية وصرفياتها على الدعاية الانتخابية تفوق صرفيات الاحزاب العلمانية بعشرات المرات مضافا اليها تأجيرها لمئات الاقلام التي لاتسكت لحظة واحدة عن التهريج والتطبيل لها, كذلك صرفها ملايين الدولارات في عمليات شراء اصوات الناخب كتوزيع البطانيات والصوبات واوراق المائة دولار وماشابه ذلك, وصرفها ملايين الدولارات في دعم المواكب الحسينية وتزويدها بالخدمات الضرورية كالماء المستورد والماكولات والتجهيزات الطبية والخيم المستوردة ووسائل النقل وتنظيمها لعشرات المظاهرات المدفوعة الثمن. فمن اين لها هذه الاموال الخيالية؟. فقط ما صرفه حزب الدعوة على زرع صور وجداريات المالكي في كل شبر من شوارع ومباني العراق يتعدى مبلغ العشرات ملايين دولارا.



ايضا خلال السبع سنوات الماضية ظلت جميع عناصر احزاب الاسلام السياسي صامتة بخصوص قطع ايران لحصة العراق المائية وبنائها المستمر للسدود وتحويلها لمسارات الانهار التي تصب في المياه العراقية. ايضا تجاهلت احزاب الاسلام السياسي احتجاز ايران للطائرات العراقية المدنية والعسكرية وملفات الاسرى والمفقودين العراقيين اثناء الحرب الايرانية فعلى الرغم من ان الحرب العراقية الايرانية قد انتهت قبل اكثر من عشرين سنة لازالت ايران تحتجز الاف الاسرى العراقيين.



واخيرا لدي سؤال اسأله للشعب العراقي وهو أن كنت ياشعب العراق تريد احزابا عميلة لاتفكر الا بارضاء اسيادها في طهران ومصالحها الخاصة الفردية فانتخب احدى قوائم احزاب الاسلام السياسي, فمبروك عليك اختيارك مقدما حيث سوف لاتنال منها غير الفقر والتشرذم والامراض والتخلف والجهل والمحرم والطائفية والعنصرية والتمييز و تفضيل مصالح ايران على حساب المصلحة الوطنية وسرقة المال العام والفساد والفضائح والمبالغة والتبدع في احياء الشعائر الحسينية والانقطاع المبرمج للكهرباء ونقص وضحالة وعدم صحية ماء الشرب وبرك المستنقعات التي تزين شوارع مدن وقرى العراق والمزابل والاختناق المروري والعزلة الرياضية الدولية وتدهور الخدمات الصحية ومصادرة حريات الشخص الفردية وتسييس الاعلام ومصادرة استقلاليته والوعود الزائفة والشقاق والنفاق وتبريرات الفشل وصراعاتها العقائدية التي لاتنتهي, اما ان كنت تريد تغييرا واملا في المستقبل فانتخب احدى القوائم العلمانية, وشخصيا لايهمني من تكون هذه القائمة العلمانية حيث مهما كانت سيئات القوائم العلمانية فأنها سوف لن تكون اسوأ من قوائم الاسلام السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغز
عبد الكريم البدري ( 2010 / 2 / 13 - 23:21 )
أنا الذي لايمكنني استيعابه لحد كتابة هذه السطورهو هل بمقدورنا ان نعلّم الدولة الوحيدة العظمى زيزي السياسة بحيث يبدو لنا انها اخطأت خطأ لايمكن اصلاحه؟ اذن ما معنى هذا التحريرالمزعوم الذي كلفت نفسها وسمعتها الدولية وضحاياها والمبالغ التي لازالت تصرفها على قواتها العسكرية. وهل يعقل ان الجلبي قد خدعها ام ان هناك علة اخرى تحتاج الى روزخون على شاكلة رجال الحكم الآن كي يفتوننا بحلها. فمن يصدق هذا الذي يجري في هذا البلد من مهازل لم يشهدها تأريخ البشرية منذ الخليقة ولحد الآن.
شكرا لك سيدي


2 - ثق
عدنان ( 2010 / 2 / 14 - 07:51 )
ثق ايها الكاتب العزيز ان وضع العراق لن يستقيم ما دام عملاء ايران يتربعون على كراسي السلطة ..ولا ديمقراطية مع هؤلاء وامريكا تخدع نفسها اذا رات ان قوى دينية متخلفة ستسمح بقيام نظام ديمقراطي في العراق ..ويبدو ان الامريكان افلسوا في العراق اتجاه النفوذ الايراني المتصاعد في العراق ،وهذه حقيقة صار يلمسها كل عراقي ..فحرمان صالح المطلق وظافر العاني من المشاركة في الانتخابات جاء بسبب انتقاداتهم الصريحة للتدخل الايراني في العراق هذا التدخل الذي بلغ الى ان الرئيس الايراني اعلن بوقاحة قرار حرمانهما قبل ان يعلنه الجلبي وهيئته ..وعلى ذلك لم يكن حرمانهم بسبب الدعاية لحزب البعث

اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة