الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم

عبدالغني بريش اللايمى

2010 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بسم الله الرحمن الرحيم 00
لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم 0
عبدالغني بريش اللايمى /أمريكا
وصل يوم الاثنين الثامن من فبراير 2010 ديكتاتور دولة تشاد المجاورة إدريس ديبي الى العاصمة السودانية الخرطوم للقاء زميله في الديكتاتورية والاستبداد المطلوب لدى العدالة الدولية الجنرال عمر البشير ، وهذه هي الزيارة الأولى من نوعها لإدريس دبي الى السودان منذ ست سنوات 0

شهدت علاقات البلدين منذ عام 2003 توترا شديدا كادت ان تؤدي في بعض الأحيان إلى نزاع عسكري بين الجانبين - لاتهام كل منهما الطرف الآخر بدعم ومساندة الجماعات المعارضة لنظام كل منهما 0 وفي خلال فترة الجذب والشد بين الرئيسين تدخل العقيد الليبي الأخضر " معمر القدافي " أكثر من مرة لإجراء صلح ومصالحة بينهما لمصلحة الشعبين الشقيقين ، واستطاع الزعيم الليبي فعلا في كل هذه المرات جمعهما والصلح بينهما ، غير ان هذه المصالحات والتصالحات كانت دائما تذهب أدراج الرياح - ليعودا مرة أخر إلى المربع الأول ونقطة الصفر 0

وقع الجانبان منذ نشوب الخلافات بين الطرفين عددا من الاتفاقيات والعهود والمواثيق - كإتفاق عدم الاعتداء الذي تم ابرامه بين الحكومتين في العاصمة السنغالية دكار في آذار / مارس 2008 - غير ان هذا الاتفاق كغيره من الاتفاقات كان مجرد حبر على ورق ، والسبب يرجع إلى طبيعة النظامين الديكتاتوريين اللذان لا يحترمان العهود والمواثيق 0
إن نقض العهود صفة من صفات نظام الانقاذ الحاكم في السودان - وما زال عمر البشير ينقض العهود والمواثيق مع خصومه السياسيين في الداخل ، وقلدهم في ذلك تلامذتهم في العاصمة التشادية أنجمينا الذين تخلقوا بهذا الخلق الذميم ، فأصبحوا لا يرعون ديناً ولا خلقاً ولا عرفاً ، وأصبحوا يستحلون نقض العهود والمواثيق بأتفه الحيل والأسباب - مما أدى إلى خلق الخلاف والشقاق ، وزرع العداوات والأحقاد ، بين الشعبين السوداني والتشادي 0
إننا أكيد مع اقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدولتين الجارتين ، وندعو ونتمنى استقرار تلك العلاقات لما فيها من فائدة للشعب الدارفوري في معسكراته وملاجئه الإجبارية على طول حدود البلدين ، واننا ندعم اي عملية تساهم في تحقيق سلام دائم في دارفور 0 غير ان السؤال الذي يطرح نفسه دائماً في أي لقاء يجمع بين عمر البشير وإدريس ديبي - هو - هل يستطيع هذان الديكتاتورين ان يلتزما بالإتفاقات المبرمة بينهما ؟ 0
الإجابة على هذا السؤال - بلا - ! وذلك للأتي :
* شمولية النظامين وطبيعتهما العسكرية والديكتاتورية 0
* ضعف النظامين وهشاشتهما داخلياً 0
* وجود معارضون وقوات معارضة لكل من النظامين في داخل حدود دولة النظام الآخر 0
* وقع البلدان عدة اتفاقات لتطبيع العلاقات بينهما غير انها ظلت حبرا على ورق 0
* انعدام الإرادة الحقيقية لدى النظامين لوضع مصالح الشعبين فوق مصلحتهما الخاصة 0
* 0000 الخ 0
نعم لا أحد من المتتبعين للشئون السودانية التشادية مقتنع بأن عمر البشير وإدريس ديبي سيلتزمان بالاتفاق الذي وقعهما يوم الاثنين الثامن من نوفمبر 2010 في العاصمة السودانية الخرطوم ، بل سيذهب ادراج الريح كغيره من الاتفاقات السابقة 0
أن ما تم الاتفاق عليه بين الديكتاتورين السوداني والتشادي ما هو إلآ مجرد نفاق سياسي الذي يعد من أخطر أشكال النفاق 0 ويجئ ممارسة هذا النفاق رغم احتكار النظامين المستبدين في كل من الخرطوم وانجمينا لمصادر القوة القهرية والمادية 00 وهذا سببه ضعف النظامين من حيث الأداء الحكومي ، وعدم رضا الناس في البلدين عنهما، وعدم قبولهم بهما 00 لعدم ارتكازهما لأي شرعية شعبية وجماهيرية وديمقراطية 0
النظامان رفضا طيلة وجودهما في الحكم ، على تحقيق التكافؤ في عدالة إعادة توزيع الثروة ، والتصدي لمشاكل المجتمع في بلديهما ، لكنهما خصصا موارد الدولتين لدعم الميزانية العسكرية التي تستهدف التصدي للمعارضة في كلا البلدين ، والانفاق بسخاء على الجماعات والتنظيمات السياسية القزمية التي لها استعداد للنفاق " كما في حالة الجماعات الجلابية في السودان مثلا " 0
زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي الى الخرطوم " مشبوهة " ، لأنها أتت في الوقت الذي يواجه فيه الجنرال عمر البشير تهمة جديدة تضاف إلى التهم السابقة الموجهة إليه من قبل الجنائية الدولية - وهي تهمة " الإبادة الجماعية " ، كما أنها تأتي في الوقت الذي يواجه فيه إدريس ديبي ضغوطاً كبيرة من قبل الجماعات التشادية المعارضة المتواجدة في الأراضي السودانية 00 غير ان المفاجأة كانت عندما خرج علينا أبواق النظامين ليتحدثوا بلهجة ظاهرها طئ الصفحات السوداء في علاقات الدولتين الجارتين ، وباطنها خبث ونفاق تجاوز كل الحدود ، حيث أصبح الكل في حالة دهشة ، وأكثر المتفائلين من المتتبعين للشئون السودانية التشادية باتوا يتوقعون مرحلة شؤم وبؤس ستمر بها علاقات البلدين في الأشهر القادمة 0
ان مثل هذه اللقاءات المزيفة بين البلدين بإسم الأُخوة وحسن الجوار كانت الستار الذي من وراءه مارس الديكتاتورين لعبة المصالح ومحاولة جني أرباح شعبية تعيد لهما وزنهما السياسي - سيما وان هناك انتخابات برلمانية ورئاسية قادمة في كل من البلدين في هذا العام 0 انها لقاءات عبثية لشراء الأصوات والمواقف بأبخس الأثمان وبالوعود بالمناصب والوظائف الكبيرة 00 أما الأهداف الوطنية لكل من النظامين اللاشرعيين فلم تعد جزءا من اهتمامهما 0
ان لقاء الخرطوم يوم الاثنين الثامن من فبراير 2010 الذي أيدته بعض الدول الإقليمية سيكون مصيره كغيره من اللقاءات السابقة لعدم إطمئنان أي من النظامين للآخر 00 وسيعود نظام ( ديبي + البشير ) الخطرين الحقيقين على مصالح الشعبين التشادي والسوداني إلى ممارسة عادتهما المحبوبة قريبا - وهي عادة نقض العهود والمواثيق وعدم احترام علاقات حسن الجوار - طالما هذه العادة القذرة تضمن لهما البقاء في كرسي السلطة لأطول فترة ممكنة 000000000
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -