الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة وزير الثقافة

أمير الحلو

2010 / 2 / 14
كتابات ساخرة



تحرص اكثر دول العالم (العاقلة) على جعل منصب وزير الثقافة من حصة شخصية مثقفة حقاً حفاظاً على تراثها وادبها ومثقفيها،وكانت فرنسا في طليعة تلك الدول إذ تسنم اندريه مارلو ولانك هذا المنصب وأصبح هذا الامر تقليدياً ،حتى ان مساعدات وزارة الثقافة الفرنسية امتدت الى الخارج وقد انتج المخرج المرحوم يوسف شاهين عدة افلام منها(وداعا بونابرت)بدعم مالي فرنسي،لذلك فان ما حدث مؤخراً مع وزير الثقافة الفرنسي الحالي فردريك ميتران يعتبر (نقلة) الى الوراء في تاريخ هذه الوزارة العريقة،فلم يجبره احد على التحدث عن حياته الشخصيةالشاذة ولا مغامراته وآرائه التي قد لا تجد لها قبولا لدى اكثر المثقفين وعموم الناس ...وانا هنا لا(أتدخل)في شؤون فرنسا الداخلية لان الثقافة عالمية وقد نهلنا من الادب الفرنسي العريق وندين بالمعروف له في جانب كبير من معلوماتنا وثقافتنا ،أما الدول(النائمة) فلا مانع لديها من وضع جاهل على رأس وزارة الثقافة لاعتبارات لا علاقة لها بالادب والموسيقى والسينما والرسم وغيرها بل لانه محسوب على جهة ما،وأذكر انني تعرضت الى تحقيق (جاهل)من قبل وزير الثقافة قبل عقدين ولم يكن بامكاني الكتابة ضده مباشرة،فكتبت موضوعاً عن مذكرات وزير الثقافة المصري الاسبق الدكتور ثروت عكاشة وقلت انه خصص 12 صفحة منها للحديث عن كيفية التعامل مع(الدو) في البيانو علاوة على مؤلفاته وانجازاته الثقافية،وكانت رداً واضحاً ولكن لا أحد كان يستطيع محاسبتي على(براءتي) في الكتابة،لانها تتناول موضوعاً (خارجياً).ولا شك ان ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة المصري وهو فنان تشكيلي لادارة منظمة اليونسكو وحصوله على المركز الثاني في عدد الاصوات يعطيه مكانة دولية كمثقف،وقد لاحظت وعلى الرغم من اوضاع مصر الاقتصادية الصعبة فان عمليات الصرف على المهرجانات السينمائية الدولية والمسرحية وغيرها لا تنقطع،ولا تخلو القاهرة أو الاسكندرية من مهرجان ثقافي في أي شهر من اشهر السنة ويجري الصرف عليه بشكل كبير،وهذا باعتقادي هو المعنى الحقيقي للثقافة خصوصاً في البلدان العريقة تاريخيا في الثقافة.
ان هناك من الوزارات ما يمكن،لأي سبب كان،وضع وزير على رأسها لاعتبارات لا علاقة لها باختصاصه،ولكني اعتقد ان وزارة الثقافة تعتبر(خطاً احمر)في هذا المجال فلابد لوزير الثقافة في اي بلد من أن يكون ملماً بشؤون السينما والمسرح والرسم والموسيقى وبما يمكنه من أن يعرف ما يحصل حوله وليس(أطرشاً في الزفة)وتدفع الثقافة والمثقفون ثمن ذلك ...
أذكر ان أحد وزراء الثقافة عندنا حضر افتتاح مسرحية (يا طيور)للفنانة المبدعة عواطف نعيم فسأل قبل بدء الافتتاح (متى تبدأ التمثيلية؟)فتبادل الحضور واكثرهم من المثقفين النظرات وهم يرون وزيرهم لا يفرق بين المسرحية والتمثيلية !
أعود للوزير الفرنسي فردريك ميتران فاقول ان الاعراف الفرنسية ليست شرقية مثلنا وان عمه كان رئيساً لجمهورية فرنسا وهو يعلن عن وجود إبنة غير شرعية لديه وكان يصطحبها معه في المناسبات،ولم يؤثر ذلك على وضعه الرئاسي ومكانته،ولذلك فان الضجة على وزير الثقافة الفرنسي تتأتى من(خرقه)للثقافة الحقيقية وحديثه عن الشذوذ والمغامرات الشخصية التي لاعلاقة للمثقفين بها .
أللهم اجعل وزراء الثقافة في جميع انحاء العالم ممن يقرأون ويكتبون ويشاهدون السينما والمسرح ويفرقون بين المدرسة التكعيبية والانطباعية في الفن التشكيلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حدثنا
محمد ( 2010 / 2 / 14 - 08:58 )
كنت اتوقع ان تحدثنا عن وزراء الثقافة السابقين والذين عملت معهم بكل اخلاص وتفاني .. حدثنا عن ثقافتهم .. حدثنا مثلا عن ثقافة لطيف نصيف جاسم ماذا كان رايه بالماركسية والدارونية البايلوجية والاجتماعية وعن مدى تاثره بنيتشه وسارتر كامثلة ... بدلا عن حديثك عن وزير الثقافة الفرنسي


2 - رد
أمير الحلو ( 2010 / 2 / 14 - 09:11 )
أخي محمد
تحية
لو فهمت المقال لعرفت المقصود وقد ضربت مثلا بجهل وزراء الثقافة عندنا بالثقافة مقارنة بالوزيرين الفرنسي والمصري..أعد قراءة المقال فلعل وعسى أن تفهم..بأذن الله.
أمير الحلو


3 - يبقى السوآل
خالد ( 2010 / 2 / 14 - 09:25 )
ولكن ياسيد أمير...يبقى السوآل..وأنت من فتح أساريره وليس القاريء الفقير مثلي أوصدوا أمامه حتى الأنتساب الى كلية الأعلام في حينه لأنه ليس ببعثي...! فكيف أنت..يامن تعايشت مع هؤلاء الوزراء الفاشيين وانت بأرفع المناصب الأعلامية ..كيف تم ذلك دون خدمة تسديها لهم وليس للعراقيين بالتأكيد


4 - استاذي
محمد ( 2010 / 2 / 14 - 09:31 )
عودة على الموضوع .. في يوم من ايام اعوام الرمادة اتاني صديق بمجلة الف باء وفيها مقال لك حول مطاردتك لذبابة او بعوضة فقال اي كاتب هذا ؟؟ فقلت له انتظرني حتى يوم غد فاخذت له مقال لك في مجلة المثقف الجديد الصادرة عام 1969 وفيها مقال لك اسمه ( تسعة معاول لانهاء الراسمالية ) فقلت له اقرا المقال واحكم فاصابه الذهول بالمقارنة بين المقاليين ولم يصدق انهما لكاتب واحد .. مااردت قوله ان واجبك الان هو ليس الحديث عن وزير الثقافة الفرنسي او الارجنتيني واجبك الان ان تنور الاجيال الجديدة وخاصة من المثقفين لعرب خارج العراق من المفتونين بصدام وفترته بما شاهدته وعرفته
ارجو ان تعذرني اذا كان هناك اختلاف في التسميات والتواريخ فانا اتكلم من ذاكرتي


5 - رد
أمير الحلو ( 2010 / 2 / 14 - 11:30 )
أخي محمد
أكرر لو تقرأ المقال حول الذبابة لعرفت ان المقصود هوليس الحشرة المعروفة، كان هذا اسلوبي في الكتابة المبطنة وقد خضعت للتحقيق مرارا بسببه..نشرت مقالا حول شجرة متسلقة في غرفتي في المجلة وصلت الى حد ووقفت عنده لأنها تعرف حجمها الحقيقي..في التحقيق معي جرى فحص الشجرة وكان الله معي اذ انها اغلقت برعمها الذي تنمو منه..كانوا يفهمون احيانا قصدي.
كنت انشر مقالاتي في الثقافة الجديدة وبعضها موجود الان على موقع الحوار المتمدن ومقالي هو عشرة معاول لهدم الرأسمالية وليس تسعة...ارجو عدم الدخول في سجال لامبرر له مع بالغ احترامي.
اخي خالد
كنت مديرا للاذاعة العراقية عام 1967ولم أنتم الى حزب وبأمكانك الاستفسار من لجنة المساءلة والعدالة وبعدها يمكنك (أجتثاثي).. ولم أخن قضيتنا الوطنية يوما..ارجوك ايها الاخ الكريم ان نتحاور عن الاوضاع الراهنة وانا لم اخرج من العراق منذ الاحتلال وارحب بك من كل قلبي في بغداد.


6 - والان لماذا التبطين ؟
محمد ( 2010 / 2 / 14 - 12:25 )
معك كل الحق ان تستعمل التبطين سابقا بل وحتى السكوت ومداراة النظام في وقتها ... فنحن نعرف اي نظام كان هو ولكن الان اعتقد ان زمن التبطين قد ذهب وننتظر منك الان ان تكتب بدون تبطين عن كل مارايت وعرفت


7 - من لم يكن بلا خطيئةفليرمهابحجر
الحارث العبودي/أستراليا ( 2010 / 2 / 14 - 13:09 )
الاخ أمير المحترم
مع بالغ أسفي نحن شعب لايفهم الرحمة والتسامح والغفران وتقبل الآخر راجيآ تحمل ثقل التعليقات وخاصة للذين يجهلون تأريخك النضالي أضافة الى الظروف والضغوط التي واجهتك في مرحلة النظام السابق لك ولآخرين أجبروا على ذلك سلامي لأبوأمين وشكرآ.


8 - شهاده
شمران الحيران ( 2010 / 2 / 14 - 18:39 )
من الظلم ان ترمى التهم على الناس جزافا وان يلفق الكلام على كلا من شغل منصب او وظيفه حكوميه في زمن النظام المباد..حيث تمحورهذا الفهم حتى اصبح ثقافه بائسه يتداولها السياسيين وصولا الى عامة الناس بفضل التغذيه لهذه الثقافة البائسه بغية ابقاء السياسيين الفاشلين في مواقعهم وتعزيز روح العداء والاستئثار بين شرائح المجتمع وتقسيم الشعب العراقي وفق مسميات وملل وكلل
من اجل تنفيذ المشاريع الخارجيه المشبوهه.....كما احب ان اشير الى الاخ (محمد) الذي بدا بطريقه التهكم على مقال السيد امير الحلو ..ان اضع له شهادتي لهذا الرجل الذي اعرفه وقدلايعرفني..انه كان نظيفا ومهنيا وتمثل بتواضع وخلق دًل على اسمه ولم يكن من المداحين اوالانتهازيين الذين وجدوا لانفسهم موقع بين المنافقين.....كما اعلمك ايضا بان الحلو كان متهما بالشيوعيه لما كان ينشر له من طرح مقارب الى اللون الماركسي بطريق الاسلوب والطرح..والذي يجعلني اضع تعليقي هذا هو الرفض للظلم والتجني على الاخرين
وان يكون الضمير سلطه للحكم والخلق...تحياتي للجميع


9 - شهادة
الحارث العبودي/أستراليا ( 2010 / 2 / 15 - 00:23 )
الأخ شمران الحيران صاحب التعليق(8)أود الاشارة الى ان الاخ أمير الحلو كان من الرعيل الاول لقياديي حركة القوميين العرب أمثال الشهيد الدكتور باسل الكبيسي(أغتيل في أواسط السبعينات في باريس على يد الموساد الصهيوني)والقائد الفلسطيني نايف حواتمة وهاشم علي محسن وعبد الرزاق الاسدي..وآخرون..والآن يدير(جريدة الجريدة)الصحيفة الرسمية للحركة الاشتراكية العربية وأمينها العام الاستاذ عبد الاله النصراوي..للأطلاع وشكرآ...


10 - رد
أمير الحلو ( 2010 / 2 / 15 - 07:12 )
شكرا للشريف الاخ العبودي ولو قرأ الذين انتقدوني مقالاتي في موقعنا الرائع الحوار المتمدن لعرفوا جانبا من حياتي السياسية ولعرفوا اني خريج اكثر سجون العراق ومنها قصر النهاية ورقم واحد وهذه ليست منية مني ولكني أخال من بعض من كنب عني لم يدخل مركزا للشرطة كسياسي..سامحهم الله.
الاخ محمد..الكتابة المبطنة تعني احيانا عدم المباشرة في الطرح وقد تستفيد من قصة او حادث لتقول من خلاله ما تريد..اقرأ مقالاتي ستجد ان هذا هو اسلوبي واعتذر اذا كان يضايقك..مع كل الشكر والتقدير.


11 - ذكرتني بالعلج
زيد ميشو ( 2010 / 2 / 15 - 07:29 )
بالعودة إلى الموضوع
سيدي الكريم
إن كانت فرنسا قد رجعت خطوات إلى الوراء بسبب متران
فنحن لم نعرف ماتعني خطوة إلى الأمام
فبالرغم من الكم الهائل من المثقفين العراقيين إلا إنهم جميعاً تحت المطرقة للأسف الشديد
فقد كانت وزارة الثقافة العراقية هي الأسوأ من جانب التوجيه الحكومي ولو سنحت لها الفرصة لكانت الأفضل من الجانب الآخر ، أي مثقفينا
لقد صدّرت عقول مفكرينا وفنانينا إلى دول الجوار وخلا العراق منهم
واليوم الحال أسوا
أعتقد بأن دولة مصر هي الوحيدة التي تملك وزير ثقافة له قيمة فعلاً
لذا نراه يتعرض للمضايقة بالرغم من ترشيحة لمنصب مهم يستحقه
تحياتي


اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-