الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعضاَ من الحب إن أمكن ....

حنان عارف

2010 / 2 / 14
الادب والفن


كتب كاتب انكليزي :" بقدر ما نتهاوى بقدر ما نكره أصدقاءنا القدامى نكره كتبنا القديمة نكره آراءنا القديمة و في الآخر يصل بنا الأمر إلى كره أنفسنا .... "
و قرأ قارئ عربي ذلك .... في الوقت الذي كان يبحث فيه عن بعضا من الحب في الكتب و الروايات , في الأدب و الأشعار بعدما عجز عن إيجاد أي شيء منه على ارض الواقع .... في حياتنا اليومية .... داخل نفسيتنا المحطمة و أرواحنا المتعبة ... و ضمن همومنا الكثيرة و أحلامنا المدمرة و آمالنا المؤجلة و آلامنا المؤكدة و مشاكلنا المعقدة ..!
و لكن و مع صعوبة هذه المهمة التي تبدو مستحيلة فالغاية تستحق التعب و البحث و الجهد .. و الغاية أصبحت دائما تبرر الوسيلة مهما كانت .
الغاية هنا الحب و المناسبة عيد الحب و المهداة إليه المحبوب .... أما الوسيلة فهي السرقة .!!!!
و لعدم قدرة هذا العاشق المادية على شراء هدية قيمة تليق بمحبوبته و بسبب مبادئه التي تمنعه من مد يده و تحسين وضعه المعيشي بطرق مشروعة و غير مشروعة و لأنه رجل المبدأ في زمن اللامبدأ , قرر صديقنا الاتجاه إلى الهدايا المعنوية و لعدم قدرته النفسية و الروحية على ابتكار كلام الحب الجميل في زمن انقرض فيه أي جميل , حاول عبثا أن يخلق بيتا شعريا أو نثريا يصف فيه ما يعتمر قلبه من حب لها اكتشف فجأة عجزه عن الحب و ليس السبب انتهاء الحب للشيء الجميل الوحيد في حياته و إنما عمر يملئه اليأس و الألم , التعب و المرض , القهر و الذل , الخوف , المجهول , الماضي و الحاضر و اللامستقبل ...... و بعد كل هذا كيف بإمكاننا أن نشعر بالحب و لم يعد في قلوبنا مكانا للأفراح , و لا حتى للأحزان .... زمن المشاكل التي تحيط بك من كل جانب , زمن الكوابيس التي ترفض أن تتركك حتى تجدها تغادر حلمك لتبقى معك في يقظتك و مع التطور و عصر التكنولوجيا و السرعة , و الوصول إلى القمر أخذنا نشعر بأننا آليين مجردين من المشاعر و الأحاسيس .
لقد أعتدنا على مشاهد الدم و هو يغسل الشوارع بدلا من الماء و المطر , اعتدنا رؤية الأجساد الهامدة تفترش الأرصفة و الأشلاء تتطاير كألعاب نارية لم تعد تستطيع نشرات الأخبار هز مشاعرنا أو تحريكها , لم يعد هناك فرق كبير بين اللون الأحمر الذي يسيل على الطرقات و اللون الأحمر الذي يكسو الورود , لم يعد هناك فرق بين الوردة التي تقدم في عيد الحب, و الورد التي توضع على شاهدة القبر !
جمدت الملامح في الوجوه و اعتدنا الموت أحياء .
البعض لا يزال يبحث عن بصيص نور و يتمسك بالقليل من الأمل ! كحبيبة صديقنا الآلي , ولأن الغاية كما قلنا تبرر الوسيلة " رحم الله ميكيافليي – فهو شخص سابق لعصره بكثير" و لأن راتبه لا يحتمل الهدية المادية و لأن روحه لا تمتلك القدرة على الإحساس و لأن ذاكرته دخلها فيروس من نوع خطير وأعيدت معالجتها لتصبح خالية , اقنع نفسه بالهدية المعنوية برسالة خليوية مسروقة من رسائل الغير.
الآن الرسالة جاهزة تنتظر الموعد المنتظر قرأ قارئنا العزيز خبراً مفاده :" نواب عرب يحاربون الحب !
الوسيلة : " اتخاذ إجراءات عاجلة بحق شركات الاتصالات التي ترسل رسائل نصية أو تمرر اتصالات تعرض الحب على الهاتف.
الغاية : " الحفاظ على قيم الأمة وبنائها الأخلاقي.. ومكافحة الفساد ".......
و بحركة لا إرادية قام بمسح الرسالة مستغربا في الوقت نفسه كيف نحارب الحب و كنا في الماضي أهل الحب و شعرنا العربي زاخر بأنواع الحب على مدى العصور ألفت دواوين و كتبت مجلدات تتغنى به .
هل أصبحنا اليوم بعد كل هذا الغنى العاطفي نعاني إفلاسا في المشاعر و عجزا في الأحاسيس يفوق عجزنا الاقتصادي بأضعاف مضاعفة !
و مع تاريخ عربي مليء بشعراء الحب و الغزل يقفز اليوم عيد الحب في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام قادما إلينا من الغرب و كنا نعتقد أن الشرق هو من علم الغرب الحب. تغنى التاريخ العربي القديم و الحديث بشعراء الحب الذين شاركونا نفس الهواء الذي نتنفسه و نفس الماء الذي نشربه و لكن لعله لم يشاركونا نفس الهموم و الآلام ! في عيد الحب هناك : الوسيلة هي الحب و الغاية هي الحب أيضا
في عيد الحب هنا : الوسيلة هي الحب و الغاية هي تنشيط حركة السوق الاقتصادية و كسر الركود فأصبح الحب يباع و يُشترى كأي سلعة أخرى مقدرا بقيمة الهدية فالحب الأكبر لصاحب الهدية الأثمن وسعر الوردة الحمراء ينافس الذهب و الدولار بالارتفاع .
رفضه الدين , نبذته الأخلاق و القيم الاجتماعية , استهجنته العادات و التقاليد الباااااااااا سلة , تمسك فيه العشاق و المراهقين , و الباحثين عن بعضا من الحب في زمن اللاحب و بين مؤيد و معارض ضاع الحب و ماتت المشاعر وافترق العاشقان في الرابع عشر من شباط من العام نفسه لعدم اتفاقهما على تحديد ماهية الحب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??