الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في قصيدة (الدمعة) للشاعرة رشا عمران

محمد علي سلامه

2010 / 2 / 14
الادب والفن


"المطرودة من الفراغ الى حيث لا شيءيقطع استرسال فراغ آخر"


توجه داخلي للنص وللكثافات التي تربط دقاته منذ أول مفردة حتى التوافد في بحرالانشقاقات والآلام... لدينامكية النص الذي يجرك للنهاية في هبوط لا تستطيع أن تغير مجراه ربما هبوط الانتحار .


حدث أكبر في تدفق بعيد لحظة استشعار قيد ـ اختيار فصل أنثوي من مدرج العادات الطويلة، لها نمط مفصول كبراكين معنية حركة فصل داخلي ... دينامكية مشتعلة تبرر انتصارها الأخلاقي في جوف الحزن /الألم /الزمن، لحظة كتابة للشعر المثقل بهموم منتشرة في فراغات متصاعدة إلي اللانهائي من عد تنازلي لحوار مفصول في عقل يدرك تماما أن هناك خطاء كبير ، جرم اكبر في حقها الأنثوي، ورغم توفر توليفة تولد عائد من اشتهار فديتها ، فبركة المتصل في كابوس الذات رحلة انتشار العورة والألم والأخطاء داخل موكب النساء المستمر المتدافع أكثر وبغزارة ، إنها قدرات مشفرة في تواعد ميثولوجي منتصف في شارع بلا أرصفة أو حواجز ،مطلق اللحظات والتوازنات ـ الأسبق في دفعات موسيقية للألم وللشهرة السجينة كوكب شاعرة... عالم من مقاعد وأصوات.... والذي اشتهر عائده بتكريس أعداد سالفة لنصرة الكون كمجري بعيد للجسد وللحرية ... لتعادل الأمور كما وجدناها نحن (أنثي) مرمية في الحزن مخلفة التخفي لأنه لا يصح ، فيما دفعنا لترك الباب مطلقا للحقائق الخفية لمطلق الشخصية الأنثوية بتداعيات الكون والرجال.


تعيدني كل هذه الأشياء السالفة كبداية للتحرك واصعد في قراءة منشطة لصورتي المرغمة والمبدية لخشوع تام ـ الشعور نص يحمل ألم الحالة الكاملة والتي هي بصدد سجنها في فراغ الأولياء المعادين للنبل ـ قداسة الأنثى ، الشعور بها كوليد يحمل كون آخر رموز سرية لا تفك فآنا الأوان أن اكتبها شطر صغير من بحر النساء الغامض الذي هو بحاجة للاكتشاف لإعادة استخراجه جديدا بعيون أخري من رجال وحزن ، لعلها العدالة في شرخ طويل بين تمويل العادة والمورث ، فما دفع الشعر ما دفعه لهذا ألهي وقد قررنا الحكمة وصنفنا الكائنات أجناس وملل وعدنا بالفن ليكون في مثال الشعر والانطباع والتحليل النفسي لحركة تمهد لنا صلاة للعشق للأرواح التي لا تجد سبل في فكر جسدها شأنها الكوني والخاص كتعادل بين قصائد ومجريات آدمية تعادلنا بصفة كاملة لرحلة الامتصاص المحذوف من شاطئ باردا مثلجا من لهب ،



الدمعة


هذة البداية العنوان الذي احتلته شاعرتنا الجليلة في حضرة المفردات ،الألم الأنثوي ،وإذ بدأت معه لا يكفي وكأنها كأي دمعة عابرة إلي حين السقوط في النص حينها كم اعرف الدمعة إنها حقا دمعة صورتها علي أنها ليست دمعة عابرة وفقط أو عادية بل هي دمعة الأحاسيس الكبري التي ولفت في الإنسان مدي عذاباته خلقه سره اضطهاده، وحين تأتي الدمعة من أنثي أستحق أن اجزم علي صرامة الدمعة التي أتت بها (رشا عمران )فهي صورة اختلاط وافي للعديد من منجزات الحزن الذي استوطننا، كما من المشاعر التي تشرحنا كبكاء مسرود في حركة الأحاسيس والامتدادات الصاعدة لبداية النهاية والكون.


إنني اردد نهج سالف مع تيهي المتوافد والذي اشعر به هنا كنقص في حصولي علي المعلومة الوافية لهذه الدمعة ،اكرر عطاء هذا العنوان (الدمعة)التي تخترق مسامات كل الأحداث الموجعة التي تخدش اللحظات وتعود بنا ،الدمعة التي تأتي بتراكم داخلي من فراغ وحزن ، الدمعة والراحة ، يا لها من دمعة رشا ويا لي من امتصاص خروج سريع من هنا .


توجه داخلي للنص وللكثافات التي تربط دقاته منذ أول مفردة حتى التوافد في بحر الانشقاقات والآلام... لدينامكية النص الذي يجرك للنهاية في هبوط لا تستطيع أن تغير مجراه ربما هبوط الانتحار .

لقد عدلت قصدها في حقيقة الكتابة كما تتمني أن تلقي بها قطع الشأن الانفراد عدم الصلاحية المبكرة في الطفولة بالخبر ،وهي تجمع ذرتاها الصغيرة ،أن هذا الصفاء ما لبس وراءه التخفي والرغبات وحقد الناس ولعنتهم ,,سوف أتلو كمية حرة من جدل يعادل كل الحريات في قصدها ،من اللامنطقي أن لا نشعر ولكننا مرغمون علي التوالي بهذا الأمر ـ العيب المسموم ـ في القصة التي نتلقها كبداية، أن حدث القصيدة يوافيه زمن الريب الصمت وتكرار الخديعة، ولم أكن اشمل في بداية حواري كل هذا ولكني أسدد العائد من نشاط ساحق في عيونها كسرد مقصوص بتوالي لعادة منكبه في العورة والهوس المدفوع من حالة الشعور بالذنب الأكبر وانزعاجها من المحاط بها في عالم الكواليس والخدش ، هنا قصة الشعر اكتملت هنا توالت مواثيق كبري للحداثة الكونية في ان تولف لحظاتك في تعادل لمنهج الشعر بأسطورة الشخص الداخلي وانفراده المطلق ، وكما ان الحالة مدفوعة في عوالم الكائنات وهذا الربط بين( نحل الجبال )والغيم ـ هذه الدينامكية في تجسيد ينتقل في العوالم الضخمة والخفية للعبث ذاتيا بممتلكات شاعر يسخر الردود الآنية والمحيطة في داخله في حالة غضب وسخط عارم لهذه التي ترتقي بهذا القصيد كبعد إنساني يسافر إلي جذر الخلق بعاداته وتقاليده ، بنية نساء العالمين .


لو أردنا أن نعقد وحدة مبنية للشعر باتصال مع القوة التي تهز العالم ـ أن انفراد الأمر مجزي ـ هي قصة كاملة تشرح الوقت والحجرات،تفكك الصخور قوافل للنمل تأتي بالعتمة ،تهزي للنور الذي تباعد وللعادلة التي لا تتحقق .

نعم، لم تري غير انها مدفوعة في الألم والتداعي والسخرية من عالم تهدمت فيه الأحاسيس حتى عاد خشن بلا شعور ، فما الجمال الذي أتيت به لحظة خروجك من نفسك ـ انفصال المنطقي عن اللامنطقي ـ الذي أتي بكل هذا من توليفة السنين ،مدفن الأحشاء والغيب ، عزل التقارب ،فكان اللاوعي المستورد الوحيد لوقته لصدق الكثافة فكتبت (رشا) واقسم إنها لحظة الم ياهتز لها الوجدان الآدمي، كما انتقلت منك لي لتعرف إننا متشابهان للحظة واننا بهذا الألم اللعين ،وربما جماله في الشعر يبدو وسيما فلا نستطيع الكتابة بلا آلام .


كل هذه الدلائل معادلة للكتابة ، الانفلات نحو الدلائل التي تحفظ بها النص وكأنه يبني منظومة لدلائل شاهقة في عمارة الإنسان والحدث ،من أول طابق للنهاية وللعكس ، تؤكد ميزانية الشعر علي تدافع الحرارة حيث الحاجة لترمومتر جدير بقياس الذبذبات كشحنة كهربائية معادلة لحركة مغناطيسية في أجهزة الجسد بحواسه البعيدة الغارقة في الحزن ، بتدافع معاير الألم وانتشار الفكر ،لفلسفة هذا الشعور نحو انشطار بعيد للوجود في شخص الشاعر الذي أراد أن يلقي بنفسه كهموم وجيزة في كل من يلقاه بحس مرهف وطموح ابعد من الشعر كصورة وجسد وتاريخ فاعل في منطق الإنسان المرغم علي هذا .

سؤلا بعيدا ..سقوط العلاقة والنفي النقدي.


سأتحدث عن الصورة الشعرية برمزيتها واختصارها الواضح في قضية النص المطروحة، بل ومن ناحية العقل، ولكنني سأتخطى كل هذا سريعا لأبداء في نقاط قراءة نفسية وأتساءل: هل الشعر بحاجة لمعالج وهل لنا ان نطرحه كمنهج للنقد فقط ؟؟ولكن! إذا كان الشعر هكذا فما الدافع وكتل الأحاسيس والوجود !لا اعرف أيها السادة علاقة أسئلتي بالخطاء ؟!ولكن! تبدو مشكلة العالم الذي لا يفهم الشعر بعد وتعدو الخلاصة في منظومات مدرسية غبية تحكمها أيدلوجيات بعدية عن الشعر كفن كوجود أنساني بحاجة للقدرة اكبر لتفكيك شفرات هذا الموجز الذي بنته شاعرة في عالم بلا منطق أو قيم أو عالم بلا حريات .... فلا شعور للجمال ولا حقيقة للحرية ،فلن أكون ككل هذا المتوافد وارتبط بعلاقة الدهشة والأمور المغايرة ومدارس النقد ولكني سأتحرك في شخص المفردة وانتقالها النفسي للمتلقي، هل هذه الأشياء وافرة تبدو لها قيمة؟ إذا لماذا نسلط الشعر ولماذا فشل الشعر في زمننا الحديث برغم الحداثة والقدسية للقديم ،فلقد فشل الشعر تماما ونحن الذين أفسدناه خربناه لأننا لا نفهمه ،ونتمنى ان يوجز المنطق السائد للعالم للقيم وللسياسة ،للكوني الحر والخيال ،للألم والنكسات النفسية والعاطفة والحالات العصبية وتوافر الشروخ والانهيارات، ما الشعر سؤلاً طويلاً معادا مرات بلا إجابات ؟ ولكني سأقول انني قرأت شعرا هنا ربما في حالاته النفسية واندراجه الفني التكتيكي بلغة شاعرة قادرة علي ان تأتي بالأشياء في حالة تشريح لتوجز لنا لحظات محسوسة فينا جميعا ولكننا غير قادرين علي ان نتطرق اليها نحسها وتدمعنا تنهر فينا بقهر،بخبايا موت وانتظار ولهة ونهاية ،بعدم الرضي والعدالة بالسجن الذاتي وبكثافة الإنسان وتحوله لجشع عير منظم وفاشل تماما في الحصول علي راحته المطلقة ،إنني أبدو ضعيفا ولا أشكل نقطة من عوالم أوجزتها شاعرة تمتلك قدسية خاصة للأرواح ..طبيعة شعورها الفني بموجزها النفسي في حداثة أدرجتها سمة عملاقة لقصيدة نثر سجنت في اللامنطق فقط وغاب وطن يلهث العادات ويكرسها قديما في حديثا :



********


الدمعة


لم يخبرني أحد

وأنا أجمع ذراتي الصغيرة

أن صفائي الذي لا لبس فيه

مجرد فضيحة لما تتخفى وراءه الرغبات

لم أكن أعرف و أنا أحفر بصمت النمل طرقاتي الضيقة

أنني ما ان أبدا بالمسير

ستتبعني شبيهاتي

وهن موقنات أن المسافة الى الضوء

محض انتحار

أو عبور صارخ

أو سقطة شاهقة

لم أنتبه أبدا

وأنا أنزع عن جزيئاتي قشور العتمة التي أسكنها

أن وقتي القليل

دليل الاشواك الى الوخز

ودليل االجرح إلى الملح

ودليل القسوة ضد برهانها

ودليل الحجر ضد صلابته

كثيرا ما رددت و انا اتكاثر في نفسي

أنني :

أنا الغياب في كل شيء

المطرودة من الفراغ الى حيث لا شيءيقطع استرسال فراغ آخر

كثيرا ما تساءلت وأنا أقف على عتبات الأحاسيس

من أنا ؟؟!

لست أنا الشجرة لتسقط اوراقي

ولست العشب ليطأني أحد ما

ولست حتى الجدار لتعربش على خشونتي حشرات البرية

ومن أنا ؟؟!

وأنا أقل من أن أرى

وأخف من أن يمسكني أحد

ومن أنا ؟؟!

إذ لا لون لي ليهتدي بي التائهون

ولا رائحة لاجذب نحل الجبال

ولا كثافة بي لاشكل فارقا في الغيم

ومن أنا ؟؟!

أولد في الحزن

وأختفي ولا يبالي بي أحد

أو أولد في أول الحب و في آخر الحب و في تلف القلوب

وأختفي ولا يبالي بي أحد

أولد في الألم وفي الفرح القليل

وأختفي ولا يبالي بي أحد

أولد بين أجفان الطفولة

ويشربني حنان الأمهات

وأختفي ولا يبالي بي أحد

املأ طرقات المقابر

وأبلل ورد الأضرحة

وأدل المعزين على الثكالى واليتامى والأرامل والعشيقات السريات

وأختفي ولا يبالي بي أحد

لكن سري في غيبتي

وسري في عودتي

وسري

أنني إذا ما عصيت أستفقد

وإذا ما تأخرت استحضرني هوس العشب في الارواح القاحلة

و سري

أنني إذا ما مررت

وهبت نقاء خواصي للطيبين

وكأي عابر فاتن

أمر ، أقيم قليلا ، أختفي

ولا أبالي

ان لم يبالي بي أحد .



********


هذا النص المنشور بمجلة النرد http://www.elnrd.com/news/notice/245.html

والذي ورد لي بتاريخ قديم قد علقت فيه أنماط كبري لشعر حقيقيا وأردت يومها أن أعيش معه في أسئلة الشاعرة لأبدو كأنني في عمر الوقت الطويل كي ما أعود بدراسة العالم وتقرير مصيره النفسي وتلقائيته،النص الذي يدور في عوالم المتغير الحركي من البداية للإنسانية للذات وللشخص نفسه والذي يقنن الشخص كمضطهد يحمل كثافة اللغز الأكبر وانهيار أسلافه الذين أتوا بالقيم بالقوانين بتدشين الصفة لرموز العقل وفلسفاته وفكرة اكتشافه لهذه المشاعر الباطنية والمستوردة لخرافات الحقيقية التي تريد التحرر من موجزات العالم الضخم لتقيد حرية الإنسان كاحتلال وجودي ينفي النمط السائد ليكثف أجزاء تجري في الغيب والأحاسيس... تلقي بثقل النفي والتداعي ، خروج القصف الذاتي للغضب وللعنة ، أبدو بجزء الحرية التي تصرخ لكني مرغم علي الخروج من وقتي المنفي في حصار جزيئات بعيدة تستحق عمري النهائي .....فـ تحياتي( رشا ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرة ناقد بصير
محمد سوادي العتابي ( 2010 / 2 / 14 - 18:28 )
سيدي الكريم
جهد تغبط عليه
لانك فعلا قد تحركت من خلال المفردة
وتشخيصها باسلوب نفسي ميتافيزيقي
تحية عراقية
من
عراقي وافتخر


2 - تحية شكر
محمد علي سلامه ( 2010 / 2 / 14 - 21:46 )
شكرا علي هذه الشهادة التي جاءت في محلها بتقديري الشخصي عن انطباعكم النقدي الفلسفي الذي جاء بتعبيرا قادر علي تشخيص الأشياء في قالبها

تحياتي أيها الناقد

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس