الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيبه القائمقام

قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)

2010 / 2 / 14
الادب والفن



مهداة الى عبد الرضا الحميد

كان عقله المشوش يبحث عن فسحة ولوضئيله حتى يهدا من شلالات الاسئلة التي تتقاذفة من القمم فتفجر فيه صراعا ظل ساكنا في سنواته التي جردها الزمن مثل شجرة ندية غصنا غصنا .... فأنطفأت بصمت احلامه واماله مخلفة عتمة في زوايا الروح اكملت عليها تماما سلسلة حروب هو في اتونها الضحية دائما فالمكلل بالغار والمجد حينها والمنسي حين يصمت دوي المدافع .. لم تبق له قلاع يحتمي بها من زمن يشتمه دائما .. اسئلة واسئلة كالحمم تنزل فوق رأسه لتزيده رعبا رغم بصيص النور الذي يحاول ان يجذبه الى عالمه الجديد
اه لو توقف الزمن وبدا مع اول اطلالة تفتح فيها هذه الحقيبه ؟
توقف امام الشارع الترابي الذي يخترق القريه الى نصفين فبدا له وكانه طريق الخلاص والامال
ضوء القمر ينشر ضياءه على القريه الغافية كل الاشياء واضحة معالم البيوت والنهر حتى بساتين النخل خلف القرية
قال عبد الله محدثا نفسه انه ليل ليس فيه ستر مااتعسني!‍
اسرع في خطواته ومعها يزداد اضطرابه وهلعه
قرب اول بيت في القريه استقبله كلب هزيل بنباحه المتواصل
ها .. ماعدت وحيدا أذن ‍‍‍‍‍‍‍!‍‍‍‍‍‍‍
ومثل صفارة حارس يقظ استيقظت كلاب القريه فصار المشهد احتفاليا من طراز خاص هذه الموسيقى الصاخبه ربما توقظ اهل القريه
وقف امام النهرالصغير الذي يطوق القريه ببيوتها الطينيه التي سيجت بصفائح الدهن الفارغه والتي ملئت بالتراب والمرصوصه بعضها فوق بعض فرأى وجه الراعي الصامت ..كانه يبتسم له
2
اقترب بخطواته المتعثره من دارالمختارملتفتا للوراء كانه يريد ان يزيح ماضيا مرا يده التي تمسك الحقيبه بقوه راحت الاخرى تطرق الباب بخجل !
وحيدان كانا في ذك الليل وصمت تقطعه انفاس عبد الله التي تسمع من بعيد!!
يرمقه المختاربنظره ماكره جعلته مثل ساحه مكشوفه امامه
مالذي فعلته ؟
نظر عبد الله لوجه المختارالمزدحم باخاديد حفرها الزمن
وقال بصوت اكثر ارتعاش ووهنا" اعرف انك الان تلومني لكني كل يوم ارى تلك الحقيبه في يده لايفارقها مثل ظله وانا اصبح مثل مدن مهجوره تزحف عليها رمال الصحراء فلاحياة مثل باقي البشر حياتي
ارجوك يا مختار الليله فقط الليله فلا احد يتصور اني هنا !!
اغلق المختار باب الغرفه عليه ليبقى وحيدا" مع حلمه الذي يتشبث باطواقه..
هل سينتهي زمني الميت والمعطل ؟ نطر للحقيبه.. اقفالك السريه لن تعصى علي!
بيدين مرتجفتين فتح الحقيبه وحدها المرءاة المعلقه وسط الغرفه شاهدا على وجهه المخطوف بالفزع اخرج محتوياتها لعله يعثر على ما ينسيه اساه وسنواته القاحله عيناه اللتان تمسحان الحقيبه لم تجد سوى صور فاضحه ومجلات خليعه ورسائل حب من نساء وصور يظهر فيها القائمقام كالشمبانزي واقفا او جالسا اوممدا" مع نساء نصف عاريات ... شي ساخن غمر وجهة فجعل عيونه تسبح في برك النار اخذته الرغبه بالضحك فانفجر يضحك من اعماقه ثم بدا يبكي بحرقه
3
عالم القريه الصغير المتكرر في كل الفصول احتساء الشاي في المقهى والتسكع عند ضفه النهروالنوم باكرا ايقظه من سباته سرقه عبد الله للحقيبه فقد سرت شائعه ان في الحقيبه وثائق ومخططات الجسر الستراتيجي الذي سيربط القريه بالقضاء فراح البعض يصفه بعدو التقدم فيما لعن اخرون حظ القريه العائر واجمع اخرون ان عبد الله لم يسرق وان الدوله تريد ان تتنصل من المشروع !!
في الليل كانت سياره القائمقام يترجل منها اثنان ليتسلما الحقيبه من المختار
كان عبد الله في الضفه الاخرى من النهر يحس بثقل وحدته فيما رائحه الطين تعطر المكان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفاصيل مفعمة بالرؤياالخصبة
المهندس كاظم الساعدي ( 2010 / 2 / 14 - 22:52 )
توقفت كثيراً امام مقاطع تلم بالتفاصيل الدقيقة المجسدة للحياة وهي العمق المفضي الى ادب متمكن مثلآ..يرمقه المختار بنظرة جعلته ساحة مكشوفة..ثم المقطع الاخير وانت تسرد التنبؤات للقرية بخصوص الحقيبة تجعلنا نتبين المجتمع بتفاصيلة رائع يااخي بارك الله بك استمر نحن ننتظر جديدك العميق بالرؤيا والدلالات والصور الرائعة انت بادب تصور نراها صورتك

اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل