الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن صدّام ضد الأمريكان

محمد نفاع

2004 / 7 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قد يكون العنوان الأكثر رواجًا لدى البعض" ليس دفاعا عن صدام" ويأتي أحدهم مثلي ويخبط مثل هذا العنوان خبطة واحدة، سيبرطم البعض، أو يبدي أسفه ويستنكر، فهذا حقه، وهذه ثمرة من ثمار التعددية ذات الشعبية الهائلة... أقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق; تأثرت وغضبت وانفعلت وأنا أرى صدام حسين التكريتي في المحكمة التي يشرف عليها الغزاة الأمريكان، مع أني لم أكن أبدًا من مؤيدي صدام في بعض الممارسات، وأؤكد، فقط في بعض الممارسات.
الذي يحاكم صدام حسين عمليا هو الرئيس الامريكي – أي ما أسمته الفضائيات العربية المشرفون على المحاكمة – وهو حُسن تخلص حسن فلا هي قادرة على القول: الاحتلال الأمريكي فهذا كثير عليها، ولا هي من النذالة لدرجة ان تقول: الحكومة العراقية، فقالت: المشرفون على المحاكمة، وهو حل وسط، والحل الوسط هو أزنخ وأبيخ الحلول، فهو خليط عجيب من الصدق والكذب والشجاعة والجبن والمبدئية وانعدامها.
كل رئيس امريكي منذ استقلال هذا البلد وتكونه جاء غازيا ومستوطنا من أوروبا على حساب الهنود الحمر، سكان البلاد الأصليين، فانظروا أية مصداقية جبارة لهذا العالم الحُر وزعيمته لتكون حكمًا بين الناس.
لم يحاكم أي رئيس امريكي وهو يقتل ويحتل ويدمّر في الفيتنام، حتى جاء الشعب الفيتنامي وهتك أم الاستعمار الامريكي، ولم يحاكم أي رئيس أمريكي وهو يعتدي على كوريا وغرينادا وبنما وتشيلي ولبنان... ولا وهو يحاصر ويهدد كوبا البطلة... ويخطط لإعادة أمثال باتيستا وطغمته، كما أعاد بينوشيت الى تشيلي بديلا لأييندي.
ولا يحاكم طبعًا شارون بالرغم من دوره القيادي البارز في خانة طويلة من المجازر ضد الشعب الفلسطيني في الماضي والحاضر، من صبرا وشاتيلا حتى اليوم، لم يحاكم حكام اسرائيل وهم يحتلون في سوريا ومصر وفلسطين ولبنان، بل لاقوا ويلاقون كل الدعم من الادارات الامريكية ذات المصداقية...
كل الاحترام لهذه القائمة الطويلة من المحامين الذين استعدوا للدفاع عن صدام حسين التكريتي، لكن المحاكمة صامتة على العموم، مثل القراءة الصامتة فهي أكثر حفظا واستيعابا، وهذه الحكومة العراقية التي نصبتها امريكا من أجل حرية الشعب العراقي ضد طغيان صدام جاء أحد أقطابها وقال لمحام أردني: سوف لا نكتفي بقتلكم بل سنقطعكم قطعًا، هذه هي حرية العالم الحر وذيوله وعملائه، وأنا اقترح على العالم العربي الرسمي حلاً وسطًا فهو يموت حبا في الحلول الوسط والوسط والأوساط والشرق الأوسط الهزيل والصغير اقترح عليه ألا يعارض محاكمة صدام، فقط أن يطالب بتغريمه مبالغ من المال بحسب مقياس شدمي في مجزرة كفر قاسم، الخمسون بقرش واحد، فهذا حُسن تخلص حسن، كأن تقول بحسب مقياس ريختر في موضوع الهزات الأرضية مع الاعتذار العميق لريختر على هذه المقارنة، وهذا الاقتراح العربي اذا قبل لن يحدث هزات أرضية في العالم العربي الذي يحب القيلولة والاستكانة والنوم الهادىء والاستقرار والأمن المستتب ويحب الأشقاء العرب وكل قطر عربي شقيق، وتراه يعبر عن حبه وهيامه في فلسطين والعراق... هُتكت أمهاتهم، واحدة تقول لواحدة ان كان ما فيهن خير ولا رجا!!
لست على علم تام بتركيبة وانتماءات ومنطلقات المقاومة العراقية للغزاة المجرمين الانكلو امريكيين، وقد تكون هذه المقاومة مثل طبيخ النوَر والشحاذين، ولكن كم هو لذيذ هذا الطبيخ للجائعين، الجائعين الى مقاومة العدو الأكبر للإنسانية، الإمبريالية الامريكية.
لم يستطع الكثير من الناس، وهم خليط عجيب إخفاء اعتزازهم بوقفة صدام الرجل، الزلمة في وجه ومواجهة المحكمة القزمة على ارض الرافدين، وأنا واحد من عامة الناس، من هذا الخليط من البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد