الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التدخل الاجنبى

أمينة النقاش

2004 / 7 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الصور التي بثتها الفضائيات العربية والدولية ، لزيارة كل من «كولن باول» وزير الخارجية الأمريكي وكوفي أنان السكرتير العام للأمم المتحدة لإقليم دارفور في السودان الأسبوع الماضي، تبعث علي الألم قبل الدهشة0 تخلي الزائران عن الملابس الرسمية، وارتديا القميص والبنطلون وتجولا في انحاء دارفور وفي معسكرات النازحين من مدنهم وأرضهم وديارهم، وافترشا الأرض، حيث التف حولهما مئات من مواطني دارفور المشردين يشكون إليهما القتل والدمار والتشريد الذي لحق بنحو 15 ألف مواطن حرقت قراهم ونهبت ممتلكاتهم،ويستغيثون بهما لإنقاذهم من الجوع والتشرد وانعدام الرعاية الصحية وتعرض حياتهم لخطر الموت اليومي0

قبل زيارة باول وأنان، ذهب إلي دارفور، لتفقد أوضاع الكارثة الإنسانية بها عدد من المسئولين الأوروبيين ، ليصبح غيبة الدور العربي الفاعل عن درء هذه الكارثة الإنسانية المروعة والتخفيف منها، مبعثا للتساؤل والألم والفضيحة!

أكثر من عام والأوضاع الأمنية في دارفور تتفاقم وتنتقل من سييء إلي أسوأ، والأدانات من داخل دارفور وخارجها تتوجه للحكومة السودانية بالاتهام بقيام مليشيات الجانجويد التابعة لها بعمليات تطهير عرقي ونهب وقتل وحرق القري، في ظل صمت عربي مخيف، تخللته بعض المعونات الطبية والغذائية من دولة الإمارات العربية، وبعثة لتقصي الحقائق من جامعة الدول العربية، لم نعرف عن نتائجها شيئا!

وإذا كان البعد الجغرافي سببا لصمت دول المشرق والمغرب العربي إزاء سفك الدماء شبه اليومي في دارفور ، فإنه لم يكن مفهوما في القاهرة0 وعلي الرغم من كثرة الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي عقدت مؤخرا في العاصمة المصرية، لم تعن واحدة منها بالبحث في مأساة دارفور0 ولم تنشط الأحزاب القائمة بما فيها الحزب الوطني الحاكم في الدعوة لإغاثة مواطني دارفور، وتقديم العون الإنساني للمشردين منهم، علي الرغم من تشدق قادته بالحديث عن العلاقات الأزلية التي تربط مصر بالسودان، برغم أن هذه الكارثة قد أخذت بعدا سياسيا بعد أن تصاعدت مطالب الحركات المسلحة المعارضة للحكومة السودانية في دارفور بتدخل المجتمع الدولي ، لاجبار الحكومة السودانية، علي إبرام اتفاق معها، شبيه باتفاقها الأخير مع الحركة الشعبية لوقف الحرب الأهلية في الجنوب0

تدخل المجتمع الدولي هو وحده الذي سيوفر حلا لمأساة دارفور، حتي لو كانت بواعثه خدمة حملة الرئيس بوش الانتخابية0 فهو الذي سيجبر الحكومة السودانية علي نزع أسلحة المليشيا التابعة لها وإزالة العقبات أمام برامج الأغاثة وبدء مفاوضات مع حركة العدل والمساواة ، ومحاكمة كل من ارتكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان في دارفور وتوفير الأمن لأهلها في غضون تسعين يوميا، وفقا لما تعهدت به لكوفي أنان0

ويبقي الحديث عن التدخل الأجنبي في شئون السودان باعثا علي السخرية، لأن مبررات هذا التدخل كامنة في صمت عربي جارح، وضلوع الحكومة السودانية بسياساتها التي تتمسك بهياكل الدولة الدينية، في تفجير الوضع في دارفور وفي كل أقاليم السودان0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة