الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن: في مقدمة المواقع الاعلامية..وبعد..!

طلال شاكر

2010 / 2 / 15
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


وفقاً لاستبيان احصائي لشركة.. أكسا.. المتخصصة في مجال الانترنيت نشر بتاريخ 24 1- 2010.. كمقارنة جودة بين صحف عربية ومواقع اعلامية متنوعة وبين الحوار المتمدن في نطاق العالم العربي، تصدر فيه الحوار الترتيب الاول في لائحة التصنيفات المذكورة....
بديهياً لم يأت هذا النجاح عارضاً اولغياب منافسة حقيقية، بل قطعاً حققته مواهب وجهود معرفية وفنية وادارية اعطت لهذا الموقع الاثير اجود ماتملك من المهارات في حسها الفكري والروحي والديمقراطي المفتوح. من عتبة هذه المنطلقات شعرت من واجبي أن لايمر هذا النجاح محمولاً بين السنة المحبين كتهاني واشادة واعجاب فقط بل اردتها مناسبة لتقويم هذا النجاح من زاوية اخرى تستدعي تأملاً ومعاينة موضوعية نحو هذا الظفر الاعلامي المرموق.. ومها بدت هذه الحصيلة الموفقة سارة ومبهجة يظل النجاح الرفيع في حقيقته هو اكثر مسؤولية واشق جهداً ومثابرة حين ينجز ويثنى علية، فالبقاء في ذرى النجاح تبدو هي المهمة الاصعب من السعي اليها..وبالتالي تصبح المحافظة على هذا الانجاز عملية مركبة من حيث مستلزماتها المطلوبة كجهود وصبر مثابر وشعور عميق بالمسؤولية.
كان الحوار المتمدن في تجلياته واشعاعه اشبه بمعرض فكري متناسق جذاب يحاول بناء فرص نجاح ممتدة في مجرى عمله كأبتكارات وتجديد، وغيره الكثير من المواقع ممن سعى نحو ذلك التفوق و تلك النوعية والمنافسة في مجال الاعلام الالكتروني التي لايمكن التقليل من أهميتها وتأثيرها كأنجازات ، ألا ان الحوار استطاع بجدارة وتميز من بين جل تلك المواقع وحقول الكلمة، ان يعرض الاحسن ويقدم الافضل، فالكتابات والابحاث والتنوع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والادبي ، هي في عمومها منتوجات فكرية وثقافية، غاية في الجودة والتنوع ومن مشارب فكرية مختلفة، ورغم هوية الحوار المتمدن وجذور مؤسسيه اليسارية بيد أن رحاب الحرية والديمقراطية في مفهومه الانساني عند رواد الحوار وبناته، قام على الاعتراف بالاخر المختلف وأتاح ربما فرصاً متكافئة للاخرين لاظهار اختلافهم وهذا احد اسباب نجاحاته المهمة والمؤثرة ، أن هذا التفاعل الايجابي الهام قد لبى الى درجة معقولة رغبات واهتمامات شبكة واسعة من القراء والمثقفين والمثقفات والسياسيات والسياسيين من مختلف الاعراق والديانات والانتماءات، الى حد ان الكثير من المواقع الاخرى تترسم خطى الحوار وتنقل عنه الكثير من المقالات والابحاث وألاراء مستمدة من هذه الريادة ثقافة فتح منافذ النشر المفتوح والرأي الحر بخاصة بين المواقع العراقية وهذا في محصلته نشر ثقافة الاستنارة والتفاعل الفكري والسياسي والثقافي بين العراقيين في المهجر وفي الداخل ومختلف الشعوب العربية والقوميات في (العالم العربي) وخارجه ، وهذا ليس بعيداً عن تأثير وتفاعل جودة النص وجاذبية الكلمة مع الحس الروحي لكتاب الحوار المتمدن بنوعيتهم واختصاصهم وثقافتهم المتميزة ورهافة اقلامهم وموقفهم الفكري والانساني وهم يتصدون الى مختلف المواضيع الملتهبة أستناداً الى اجواء الحرية المفتوحة التي وفرها الحوار المتمدن والحصيلة سعة هذا التأثير وفعاليته التي نلمسهما ونحس بهما ، وهذا بظني عاملاً مهماً من عوامل تفوق الحوار المتمدن وريادته..وهذا ما يوجب من ملمح سديد اخر يضع مقتضيات هذه الانجازات وتطويرها تنتصب مباشرة أمام مؤسسة الحوار المتمدن كمهام ومسؤولية كصيغة وكيفية يتم بواسطتها نثر الرعاية والحرص على هامات هذه التشكيلة المعرفية الغنية ويطور الصلات بها ويديم التفاعل معها، و لعلي أجد من تطبيقات هذا الاهتمام أن يجري التفكير بتقديم جوائز ذات قيمة معنوية لمساهمات ومهارات هولاء الكتاب في مختلف المواضيع ، مثلا جائزة الابداع أوالمثابرة الفكرية في مجال معين باسم جائزة الحوار المتمدن للنشاط الفكري أو الادبي... ، وهذا برأيي هذا له معنى تحفيزي وروحي كتوقير من مؤسسة ابداعية لكتاب وأدباء يشكلون صرحاً مهماً في البناء الاجمالي لهذه المؤسسة الفكرية وتواصلها. أن المحافظة على جودة وغنى المساهمات الفكرية والسياسية لموقع الحوار يمثل خياراً اساسياً، يستدعي بناءه في رحاب رؤية نقدية قائمة متوازنة تنهض على تقديم الاجود والاحسن والافضل من المقالات والمساهمات الادبية ، وحجب النشر عن تلك المقالات التي لا تستحق النشر والفاقدة الى الجودة والمعنى والهدف.. وبكل صراحة أقول كثيراً مااصادف كتابات من هذا اللون تنشر في موقع الحوار، واغلب الظن أجدها ومثلي العديد من الكتاب ممن يشاطرونني الرأي بعدم استيفاءها لضوابط نشرها كمادة جاهزة.. من أجل جعل فكرة الترابط بين الحوار وكتابه تسير بروح تضامنية أقدم مقترحاً أخر ارجو أن تتفحصه ادارة الموقع وتتأمله بعناية وهو: اصدار هوية الكترونية خاصة بكتاب الموقع تجدد سنوياً بكلفة رمزية هي 10دولارت امريكية كنوع من التواصل والتأزر والاشتراك واترك التصرف الفني والعملي لادارة الحوار لتقييم هذه الفكرة وجدواها، مع ظني أن ذلك سيقدم نوعاً من الريادة والتجديد في فهم وتعزيز دور الموقع، أضافة الى البعد المعنوي الثر في ترسيخ شعور التكافل والاقرار بمسؤولية الجميع بدعم ومؤازرة الحوار المتمدن كموقع لنا جميعاً .. وكما اسلفت ان البقاء في ذرى النجاح يتطلب جهوداً استثنائية وهوتحدي كبير بالنسبة لمؤسسة تقوم على نسق فكري محدد وتتواصل بجهود وادارة مثقفين يساريين علمانيين، فهل ياترى فكرت ادارة الحوار المتمدن ببناء كادر تعاقبي يتولى متابعة المهمة بنفس الهمة وبنفس التأهيل المهني والفكري الذي واصلته ونفذته بأبداع القيادة المشرفة الان على تسيير الموقع. اتمنى أن تدرك ادارة الحوار اهمية هذه القضية وبعدها وأن توليها جل الاهتمام رغم علمي بصعوبة المسألة وأستثنائيتها، وان تفكر في المستقبل الذي هو في كل الاحوال الحاضر المتجدد. وبالترابط مع مجمل رؤيتي اشير هنا الى مسألة مهمة ذات أستحقاق اَني هو ان تتلمس ادارة الحوار قدرتها وامكانياتها بصور متوازنة وان تتجنب التوسع والامتداد دون ضرورة ملحة وان تحافظ على جمالية الموقع وجاذبيته وتناسقه، وفعاليته، والذي أجده ربما يعاني من وحشة الاكتضاض والتحشد في واجهته المحدودة ،ولابد من اخراج وتوزيع اخر لمواضيعه تحافظ على تفاعل القارئ مع معروضاته الفكرية بسلاسة ويسر.. رغم شعوري ان المهمة صعبة نوع ما، غير ان مقتضيات التجديد والتطوير تبقى في اساسيات النجاح وهي مليئة بكثرة من التحديات المفتوحة.. ان الخدملت التي تقدمها ادارة الحوار المتمدن جيدة وفعالة وتستحق الثناء، غير اني لاحظت سرعة انزال بعض المقالات نحو متدرجات الانهاء دون ان تحظى بفرصة متساوية مع مقالات اخرى رغم نشرهما في وقت متقارب أو سوية، واحياناً تغيب صور بعض الكتاب دون غيرها في واجهة مقالاتهم، ولم استطع تفسير هذه الظاهرة المتكررة هل هي فنية أم غيرذلك لااعرف... ومن قطاف رؤيتي أجد أن الفرصة كبيرة امام نجاحات متاحة ومنتظرة لموقع الحوار اذا تمسك بأسباب النجاح التي منحته الاولوية في سلم الجودة والتفوق وهو بحاجة وفي أية موقع وترتيب يقف الى مراجعة خططه ومشاريعه والتفاعل العميق مع النقد والتصويب الموضوعي الذي يناله من اياً كان وأملي به كبيراً كواحة خضراء للافكار والرؤى الانسانية والعلمانية.. واليسارية المتجددة.. مع تحياتي الى كادره النشط المثابر والصبور وخصوصاً النساء المتألقات في ادارته.
طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام صحيح
الدكتور محمد العامري ( 2010 / 2 / 16 - 01:15 )
شكرا لكاتب المقال على وصفه الدقيق لموقع الحوار المتمدن .. وانا اجزم ان هذا الموقع هو فضاء حرية نشبع به رغباتنا الفكرية المكبوته في مجتمعنا وواقعنا المتخلف


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 2 / 16 - 12:10 )
الأخ طلال شاكر المحترم تحية لك على الأفكار الإيجابية والبناءة الهادفة الى تطوير هذا المنبر ، أو صوت كل الفقراء والديمقراطيين . هناك العديد من الإقتراحات الهامة وأتفق معك بخصوصها خاصة في مجال توفير الدعم المادي للموقع ، وهو إقتراح معقول أن يتم إصدار هوية إلكترونية وهي تمنع إنتحال البعض لإسماء بعض الكتاب في هذا الموقع والكتابة بأسمائهم في مواقع أخرى أو في التعليقات أحياناً كما حصل مع إحدى الأخوات. كذلك إشتراك سنوي بمبلغ رمزي . كذلك يكمن تخصيص ( جائزة ) معنوية رمزية وليست مالية لبعض الكتابات الهامة .لا سيما أن المنبر من وجهة نظري هو أداتنا الثقافية التي نواجه بها الأن طوفان الجهل والتجهيل ، وثقافة كراهية الآخر المختلف . أخي الكاتب المحترم تحية لك


3 - تحية
طلالشاكر ( 2010 / 2 / 16 - 14:24 )
شكري للدكتور محمد العامري وتفضله بالتعليق وتصويب مارأيته مناسباً لسير الحوار المتمدن وتطوره. وشكري الجزيل للاستاذ النبيل سيمون خوري الذي اجد في ملاحظاته ومداخلاته مايغني وينصف وهذه هي سجايا المثقفين المعرفيين وشكري لكل من قرأ الموضوع وارتضاه ومن خالفه وجفاه..

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر