الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناخب.ودوره في تحديد المرشحين

حبيب النايف

2010 / 2 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


الانتخابات البرلمانية على الأبواب والمتنافسون قد اعدوا العدة من اجل دخول هذا السباق المارثوني للظفر بأحد المقاعد المخصصة للبرلمان مما جعل المنافسة تشتد والمتبارون سخروا كل الطرق التي قد تجعلهم يصلوا بأمان ليتربعوا على الكرسي النيابي الذي يعتبر العصا السحرية التي تنقلهم إلى عالم آخر لم يكن يحلموا به في يوم من الأيام وخاصة بالنسبة لهكذا منصب في العراق قياسا لما موجود في بقية دول العالم لذا نرى المرشحين يقوموا بإعداد البرامج المنمقة والكلمات المعسولة والوعود التي تغري كل من يستمع إليها مما يجعل الجميع مذهولين بما تحتوي لان ما يستمعون إليه قد ينقلهم بين ليلة وضحاها إلى عالم آخر لتصبح مدننا تعج فيها العمارات الشامخة وتغمرها الإنارة الملونة لتمتلئ الشوارع بالحركة المتواصلة إلى ما بعد منتصف الليل كما نرى في مدن العالم الكبرى التي نسافر لها مجانا من خلال شاشات التلفزيون لترينا ما تزهو به مدن عملاقة كلندن وروما وموسكو وبرلين وغيرها ونتمتع بما أقدمت عليه دبي ببرجها العملاق الذي ابهر العالم المتحضر لنبقى نحلم ونحن نستمع إلى مرشحينا وهم يسطرون علينا بطولاتهم الورقية ناهيك عن الذين يجيدون الإلقاء وفن الخطابة والطريقة التي يتفننون فيها بإخراج الكلام واصطياد العبارات التي تغري السامع بما سوف يتحقق من خلال تلك الخطب العصماء والوعود الوردية التي تنقلنا إلى ما نريد على الجناح السحري لمصباح علاء الدين حيث تجول بنا أشرعته الخلابة بكافة أرجاء الوطن وهو يتوسد الشوارع المخضرة والحدائق العامرة بعد أن عمرها مرشحينا الأعزاء بكلماتهم المعسولة وخطاباتهم الرنانة لتتحول تلك الكلمات فيما بعد إلى مواعيد عرقوب بعد إن يفوز المرشح ويحجز كرسيه في البرلمان ليبقى يعد السفرات إلى مختلف البلدان وما تدره عليه والمنافع الاجتماعية وأعداد الحمايات والمقابلات التلفزيونية التي تجرى معه كأنه احد نجوم هوليود .
إن المواطن الذي يريد إن يتحقق له الأمان وتتوفر له الخدمات ويشعر بان ما أقدم عليه هو الحل الأمثل عليه أن يكون حذرا و أن يتمعن جيدا في الأسماء التي تطرح إمامه ويجري عليها فحوصات كاملة ليتعرف على المرشح جيدا
تحصيله الراسي __خلفيته الثقافية __سجله الإداري والوظيفي __علاقاته الاجتماعية ومدى تحمله للمسئولية واهتمامه بما يدور حوله
حتى يكون قد أراح نفسه وضميره مما قد يلاقيه لاحقا بعد أن لا يجيد الاختيار وينساق وراء الإغراءات والعلاقات الخاصة ويقوم بانتخاب شخص غير كفء وغير مؤهلا ليبقى الحال على ما هو عليه ويبقى مجلس النواب خاضعا للمحاصصة والمساومة وتبقى مشاريع القرارات معطله لان الإخوة الأعداء قد اختلفوا على نقطة ما لذا يتطلب الاتفاق عليها للموافقة على مشروع آخر ارتبط بها وفق مبدأ المساومة السياسية التي تطبخ في الدهاليز الخلفية لمطبخ السياسية مما يجعل المواطن الفقير ضحية لتلك المساومات والتنازلات الغير مشروعة التي يراد منها الاتفاق على كثير من الأمور التي تخدم الفر قاء السياسيين وتصب في مصلحتهم وذلك لان تلك الحالات التي جعلت منهم يتصرفون بمقدرات البلد كأنها ملك لهم وبان ما يجري قد خصص لهم وعليهم تقع مسئولية تقاسمه والاستفادة منه دون الآخرين
لذا فان للمواطن دور كبير وهام في مثل هذه الحالات وذلك من خلال معرفة الناس الذين يوصلهم للبرلمان وعدم الاعتماد على العلاقات الشخصية والعشائرية التي تفوت الفرص على الناس الكفوئين والمخلصين الذين يعول عليهم الكثير من اجل أن يقدموا ما لديهم لخدمة والبلد والاستفادة القصوى من إمكانياتهم لتعود بالتالي على المواطنين من خلال المشاريع الخدمية والاقتصادية التي يتم انتقائها بدقة لتنفذ وفق ما تمليها المصلحة العامة وتدر على المواطن والوطن من فائدة بدون النظر إلى المصالح والمكاسب الشخصية التي تتحقق من خلالها .
إن التجارب الانتخابية السابقة التي مررنا بها وتم من خلالها وصول أناس (غير مؤهلين إداريا وثقافيا ودراسيا ) سواء إلى مجالس المحافظات أو إلى البرلمان تعطينا الحق في هذه الانتخابات من أن يكون اختيارنا موفقا وذلك من اجل أن نضع اللبنات الصحية لبناء دولة ديمقراطية ومدنية يكون التداول السلمي للسلطة فيها هو الأساس الذي يحدد صيغة الحكم من اجل أن تسود مبادئ القانون والحرية والمساواة وان نثبت للآخرين بأننا قادرين على اختيار من يمثلنا ويكون بحق الصوت الناطق باسمنا ويتحدث نيابة عنا لنجعل الرجل المناسب في المكان المناسب ليكون قادرا على إدارة الدولة لنتمكن من الاستغلال الأمثل لمواردنا البشرية والمالية والتي نستطيع أن نصل بها إلى مصاف الدول المتقدمة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى النكبة.. فلسطيني من غزة: ما أشبه الليلة بالبارحة


.. إسرائيليون يعترضون شاحنات مساعدات إلى غزة ويلقون طرود المواد




.. في السعودية.. رقصة مقابل كوب من القهوة مجانا! • فرانس 24


.. هشام الحلبي: الحرب عادت إلى شمال غزة لأن كلمة السر هي في الأ




.. الرحيل من رفح بأي ثمن قبل عملية برية إسرائيلية مرتقبة