الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كّول والعباس راح أنتخب فلان

هادي الخزاعي

2010 / 2 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


التواصل مع الناس واحدة من واجبات الأحزاب السياسية للتبشير بأهدافها الأجتماعية والأقتصادية والثقافية ، وكذا التعريف ببرامجها السياسية وذلك لكسب هؤلاء الناس الى صفوفهم ، حتى يتحول هذا الحزب او ذاك الى قوة مادية ، محركها السعة الجماهيرية التي تسعى لتحقيق مطالبها وأحتياجاتها الحياتية كمجانية التعليم والصحة وبقية الخدمات التي توفر للمواطن درجة ما من حياة آمنه ضامنة مستقبل أفضل لأبنائهم . أو النضال من اجل اهداف أخرى تتعلق بسيادة الوطن وأمنه .

هكذا دأبت الحركة السياسية العراقية بتأريخها الطويل على تطوير برامجها وتمتين العلاقة بالجماهير من أجل المنجز الوطني الذي يستفاد منه المواطن والوطن .
وقد مارست هذه الأحزاب الدعاية الحزبية ، خصوصا السرية منها ، التبشير بما تريد عبر النشرات والصحف السرية أو أستغلال الأجتماعات العامة ، فتقيم التظاهرات وكذلك توظف تجمعات المناسبات الدينية أو سواها من المساحات ، لأهدافها السياسية ، وأنشطتها الجماهيرية والمطلبية .
أما أحزاب الحكومة فحكايتها حين تريد الأتصال بالجماهير فهي أسهل بكثير من سواها من الأحزاب ، فهي توظف كل مرافق الدولة وماكناتها الأعلامية ووسائل الأتصال الرسمية لها ، ولاتترك شبرا دون ان تقف عليه .

طبعا هذا الأمر يحدث والى الآن في جميع الدول التي تفتقد الى معايير العدالة السياسية ، خصوصا في بلداننا العربية بلا أستثناء ، والعراق واحدا منها ، رغم التحذير من مغبة أستغلال المال العام لصالح حركة سياسية بعينها كما جاء في الدستور العراقي .

الآن وبعد سقوط النظام البائد عام 2003 حدث حراك في الوضع السياسي والأجتماعي العراقي يمكن تسميته بالهائل ، والذي تمخض عنه ظهور المئات من الأحزاب والحركات والكيانات السياسية ، حتى بات سطح العراق السياسي مزدحما وملغما بأسماء لحركات سياسية ليس لها هوية . فغياب قانون للأحزاب يشرعن وجودها وينظم أهليتها للعمل بين الجماهير، قد أعطى فرصه من ذهب لمن يريد ان يغتني من السياسة ، فأستحال الكثير منها الى دكاكين تعرض بضاعاتها بطرق أقل ما يقال عنها بأنها عبارة عن ضحك على ذقون الناس .

أن هذا الكم غير العادي من الأحزاب والحركات والكيانات السياسية ، الوليدة منها بعد سقوط النظام أو تلك الأحزاب التي كانت تقع في موقع المعارضة من النظام البائد ، فتقلدت الآن المواقع الرفيعة بالدولة العراقية .
لقد جعل هذا الكم من القوى السياسية أن تلجأ الى الكثير من الأساليب لكسب هذا المواطن أو ذاك ، وعلى الأخص في الفترة التي تسبق الأنتخابات كالتي يمر بها العراق . أن كثير من هذه الأساليب تتسم بالطابع القانوني ، وبالتالي فمن حق القوى السياسية حين تتنافس على الفوز بالأنتخابات تمتلك المشروعية في ذلك . ولكن ما يثير الغرابة والأستغراب معا ، أن هناك وسائل دعائية قد استخدمتها بعض القوى السياسية لكسب الأصوات نراها غير مشروعة ، كتقديم هدايا الى المواطنين ، وهي أقرب الى الرشاوي منها الى الهدايا ، مثل تقديم الصوبات والبطانيات مقابل ان يتعهد ذلك المواطن أخلاقيا بأنتخاب من قدم له تلك الرشوة الهدية ، شخصا كان ام كيانا أو قائمة .

ربما من باب الطبيعة الأجتماعية العراقية يمكن ان تُفَسرْ أو تمر مثل هذه الطرائق في الدعاية الأنتخابية ، سيما وأن تأريخنا الأنتخابي على قلته زاخر بالرشاوي المختلفة الأنواع ، كالوعد بالوظيفة أو الحصول على قطعة أرض أو خلافه من الهدايا العينية والمادية وأحيانا التهديد بالقتل .

ولأن الحاجة أم الأختراع ، فقد ابتكرت بعض القوائم المتنافسة على كرسي في البرلمان ، اسلوبا جديدا فريدا في غاية الغرابة كي يتم ضمان الصوت وكسب هذا المواطن أو ذاك الى صفها . وحين ذكرنا بعض الأساليب المدانة في الكسب ، فأننا أردنا أن نقول إنها أساليب غير أخلاقية ولا تمت الى الأعراف التي تدار بها اي انتخابات بصلة .

ولكن ما يثير القرف أن تمارس بعض القائم أسلوب الترهيب على المواطن البسيط ، ولكن بلا سلاح ناري أو خنجر أو تهديد بالقتل . أنه أسلوب الأبتسامة الصفراء و المصحف ، أذ يطلب من هذا المواطن أو ذاك أن يقسم بالقران بأنه سينتخب فلان ، والويل لمن يخلف القسم ، فلا محال من أنه سوف يواجه العذاب ألأليم يوم القيامه ، وسوف لا ترضى عنه السماء .
أمام هذا التحدي لا يجد المواطن البسيط بسريرته الطيبه وقلبه الضعيف أمام عذابات جهنم أذا ما نكث الوعد ، فيقسم على القرآن بأنه سينتخب فلان الفلاني أو القائمة الفلانية .
ويحدث ان يصادف من لا يقدم على هذا القسم بحجج مختلفة ، فلا يرغموه أو يغصبوه .
وبذات الأبتسامة ال ماكرة يقال له : خوش .. أذا ما تريد تحلف بالقرآن .. إحلف بالعباس ابو راس الحار وكّول ، أحلف بالعباس ابو راس الحار راح انتخب فلان وبس ، وأبوك الله يرحمه ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 363
وليد ( 2010 / 2 / 18 - 06:52 )
والعباس لست شيوعيا ولكن صوتي سيكون لحزب المناضلين الشرفاء حزب الشهداء حزب العمال والفلاحين حزب وطن حر وشعب سعيد علما ان تائج الانتخابات ستكون لصالح شركاء النهب والسرقة والقائمة 363 ابيض من البياض

اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة