الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة : بلا تردد

بديع الآلوسي

2010 / 2 / 16
الادب والفن


الصخور الصلدة التي تعمدت بضوء سميك وعميق لم تستفق من غفوتها / الرجل ذو السحنة الخضراء بقى ممددآ على الحصى / المياه التي تترك الأجواف تتدفق نحو بحيرة (اللذة ) بسخاء لاتعكس غير صفحة السماء / الرجل الذي ركبه القلق كان وحيدآ في رصد هذا العالم من زاوية مغايرة / البشر الباحثون عن السعادة والرخاء ينتشرون على حافات المياه الباردة / رجل القلق بدأ يرمي البحيرةَََ بالحصى / المرأة الجميلة بعصاب راسها التركوازي لم تتوقف عن شحن المكان بالغنج / هواجس كثيرة جالت في مخيلته قال : هل ستحزن (شقرائي الصغيرة ) حين تعلم ما أنوي القيام به ؟ / الفتاة التي عَرت صدرها النافر كانت في البحيره كحوريةالأرق الشاردة / قال لصديقته قبل ثلاثة ايام :عجبي على بني البشر يتشبثون بالحياة مع علمهم المسبق انهم سيموتون لا محاله / الكلاب التي راحت تتبول على كل شيء قد أخذها الضجر / منذ سنين والهاجس الغريب يحز في أعماقه / أزعجه ُالذباب اللجوج/ ألمرأة التي تجاوزها الخريف راحت تلهو بالطين , صانعةً لعبآ مدهشة / الشمس تعطي من روحها بكل كرم / رجل القلق قفز في الماء / العوم بكل الاتجاهات دلالة على الفوضى الداخلية / الكل يلهو ها هنا / برودة الماء أوحت له بأن الحياة رغم سخافاتها تستحق ان تعاش / طفل الماء بقي وحيدآ هائما مع السمكات الذهبيات / هل سيتفاجأ أصدقائي المقربون ؟ / سيرددون حتمآ : إنه كان أحمقَ / لعب مع صديقته الشطرنج قبل ساعات , كانت الخسازه مِن حظه / الاطفال الذين يلهون بصيد الضفادع راحوا يتراشقون بالحصى والكلام / طلب من صديقته ان تصطحبه الى البحيرة , قالت :انت حقآ غريب الأطوار.. ..من يخرج في هذا الجو الخانق ؟
/ الوحده الشاملة بعقمها تدفعه الى انجاز ما هو مؤجل / لم يتردد في القول :اني اشعر بالملل والاختناق / ضحكه البليد كان لكسر هاجس الخوف / اندهش الحاضرون / تسلل بين ألأحراش والشجيرات / كان غارقآ في رصد التفاصيل / قال : الحياة لاتحمل في طياتها أي هدف / الخوف الأجوف بدا يثقل خطاه / تسلق بصعوبة القطعَ الصخري حتى اللأعالي / قال : سحقآ للحياة إنها ستتواصل من بعدي / تذكر أنَ ساعته توقفت منذ يومين /أ لقى نظرته الأخير على الشمس الغاربة , ليردد :كم أنتي ساحره ؟ / نظر الى الهاوية / فراغ الروح أغرق قلبه بالفجيعة/ صرخ مرددآ : زمن سخيف إني لم أجد من يصغي إ لي / غربت الشمس , كانت كل الحقائق والقوانين ليست في صالحه / بلا تردد حسم أمره نحو الفراغ / كاسرآ رتابة وتناقضات الزمكاني .
لم يلحظه حينها غير الطفلة ذات العينين الرماديتين التي فاجأت امها بالنبأ: أنظري , أنظري يا ماما هنالك رجل يطير ..انتهى ..
(فرنسا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا