الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اساطير مستحدثة

نرمين خفاجى

2010 / 2 / 16
الادب والفن


كنت اجلس على الشاطىء أداعب المياه التقط براحة يداى اللؤلؤ والماس من على سطح البحر اقذف بهم لأعلى فى سعادة، أغوص إلى الأعماق ،العب مع الأسماك فى مرح ،تلتف السمكات الصغيرات حول رأسى فى هالة ملونة يهدين لى مجموعة جديدة من أساطير البحر,أعبئها داخل أقفاص الذاكرة ، اصعد لأرى الشموس وهى تدفئ البحر ،فى طقس احتفالى صاخب، أشارك فيه بدور "المسترخى"، تتقافز حولى الألوان ، وتختلط بنغمات لأصوات بديعة ،فتذوب الفروقات مابين ترنيمة اللون وجمال الأصوات .
يمر على الرب وأنا على هذا الحال
الرب : هاى لؤلؤة
لؤلؤ : هاى
الرب : مبسوطة عندنا فى الجنة
لؤلؤ: او..!! واو... الحياة جميلة
اعتدلت لأكمل حوارى مع الرب حول مفهوم الجمال، وفى تلك اللحظة رأيت ما لم أره من قبل .
كان هناك طابورا من مختلف المخلوقات اختبأ خلف الرب ،كانوا جميعا فى حالة بكاء، لم اصدق عيناى حملقت ، لأول مرة أرى ملامح خوف ودموع .
فى تلك اللحظة خلق الرب كلمات بكاء، هلع رعب ، حزن ...الخ .
سألت الرب : مين دول وبيعيطوا ليه
الرب : لا ما فيش .. دة لوت مشكل بشر على حيوانات وكدة يعنى ..خلقته غلط ورايح أعدمه
لؤلؤ : اوه.. لا ...حرام ما تعملش كدة
الرب : ما ينفعش دول هايبوظوا الحياة وها يعملوا حاجات مش جميلة ، أنا هاعدمهم وانتى تنسى انك شوفتيهم خالص ياللا روحى العبى .
لؤلؤ : لا مش هاقدر مش هاقدر ......
وأثناء تأملى لهؤلاء الغرباء وجدت بينهم رجل ..قدت ملامح وجهه من خلطة بمقادير مضبوطة من الطيبة والبراءة والجمال .اتجهت إليه لامست بشرته تأملته باندهاش ثم استدرت لأواجه الرب .
لؤلؤ : من فضلك ادينى دة
الرب : لا ما ينفعش
لؤلؤ: باكية لا ماليش دعوة أنا عايزة أخد دة ليا العب بيه
الرب : يا حبيبتى ما ينفعش دى ناس مؤذية ولو اخدتيه هايتعبك دة هو اللى ها يطلع دينك
لؤلؤ : لا ما ليش دعوة أنا عايزة اخده
وقف الرب حائرا ما بين بكائى وما بين خوفه على من المخلوقات المعيوبة
الرب : بس لو اخدتيه واذاكى أنا مش هاقدر أعملك حاجة ،دة غير إن دة بالذات اى حد بيتعرض لأذاه بتحل عليه لعنة ما فيش منها شفا
كنت قد حزمت أمرى
لؤلؤ :برضه هاخده أنا عايزاه اديهونى
منحنى الرب الرجل على مضض، ومضى....
سعدت بلعبتى الجديدة "الرجل" أصبحت أقضى معظم وقتى معها اخلع أذنيها وأعيد تركيبهما ، أفك الأذرع والأرجل ثم اجمعهم ثانية اقذف برأسها ليذهب يحضرها لى فأثبتها من جديد، لم تكن لعبتى تحب الطبيعة فتركت البحر وابتعدت عن صديقاتى الأسماك مبهورة بالمخلوق الجديد ،وفى إحدى لحظات سكرنا ألبسته طيلسان ووضعت فى يده الصولجان ومنحته دور الملك فى إحدى مسرحياتى العبثية ،وفى غفلة منى ارتجل نصا لا ولن ولم أدونه مطلقا، لملك شرير دهس منازل لعبى الجميلة ،بصق على اوراقى الملونة، وعندما جريت لأنقذ صدفتى المفضلة ، طعننى فى ظهرى، جريت ، طاردنى ،جذبنى من شعرى ، سرق أقفاص الذاكرة ورحل .
عدت إلى البحر ، حاولت تذكر حياتى الأولى مع الأسماك ، احضر طقوس التدفئة ولا الحظ الشموس ، أحاول استرجاع ما تيسر من أساطير البحر فلا أستطيع ، الآن أدرك انى أصبت اللعنة ،لم اعد اذكر ماهو الضحك ،المرح، السعادة،أصبحت اعتقد أن تلك المفردات هى فى عالم آخر ... .
صنعت لى حكيمة الأسماك رقيا ، نظرت فى صدفتها البلورية ، اخبرتنى عن دواء شافى يوجد فى بحر قريب أسمته نبات النسيان ،أرسلت فى طلبه ، حكت لى عن ماهية الكون وكيف أن الكون يتمدد ويتسع ويشع منه نور خاطف كلما تآلفت المخلوقات ،وأن الحزن إذا ما تسرب من ثقب ما إلى الكون يصيبه فى مقتل ويتلاشى تحت أصوات القتال .منحنى الحديث معها إحساسا عميقا بالأمان ، منحتنى دواء النسيان فنمت..........................


استيقظت لاجدك بجانبى تمنحنى اساطيرا جديدة لها طعم الكون المشع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07