الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخالص 2010

حسين علي الحمداني

2010 / 2 / 16
الادب والفن


الثقافة بنظر البعض أن تطالع الجريدة كل يوم ونلم بأحداث العالم , فيما ينظر البعض الأخر على أن الثقافة هي أن تنشر في الصحف وتحشوها بالكلام وطرف ثالث يرى إنها مجمل الفعاليات الاجتماعية التي تمارسها وتؤديها في إطار محيطك الذي تنتشر فيه , فيما يرى قلة من هؤلاء إن الثقافة اليوم تعني إجادتك لاستخدام التكنلوجيا الحديثة ووجود الانترنت في غرفة نومك لكي تطالع في الصباح الباكر صحف العالم وإخباره , وأن يكون لك موقعك الخاص عبر هذه الشبكة وإيملك الذي تستلم من خلال الرسائل وترسلها للآخرين , والأخير هذا هو ما نحلم به جميعا رغم إن بعضنا يمتلكه منذ سنوات ويتواصل من خلاله مع العالم بشكل صائب وصحيح , ولكنني أجد إن الرجل المثقف هو ذلك الذي يكون جزء من مدينته وقريته ومحلته يتفاعل معها ويكتسب منها , فكلنا طالع لنجيب محفوظ الكثير من الروايات واكتشفنا عمق تمسكه بالحارة والحرافيش وأبن الحتة وقد نجح هذا الأديب العالمي أيما نجاح ولمن لا يعرف فانه أهدى جائزة نوبل لـ (( فاطمة )) وفاطمة هذه هي أول شخصية تكون بطلة لأول رواية له !! فلا نستغرب هذا من مبدع كبير ظل ينتظر أكبر جائزة في العالم تمنح له ليقدمها هدية لامرأة هو ابتكرها فعاشت معه. وهنا أريد أن أصل لحقيقية مهمة ان الثقافة كمفهوم تعني جميع الناس بمختلف اتجاهاتهم وميولهم وشهاداتهم فعباس محمود العقاد أديب بلا شهادة ولكنه أديب كبير , الثقافة اكتساب وليست دراسة أكاديمية وشهادات والحصول عليها لن يتأتى من المكوث في البيت ومطالعة مئات الكتب والمجلدات لأنك من الممكن أن تطالع طوال حياتك ولا ينتفع الناس مما طالعت , وبالمقابل فالثقافة لا تعني انك تكتب يوميا عشرات القصص في دفاترك ولا يطالعها الناس , والثقافة هنا تعني أن نكون جزء من حراك المجتمع , والمجتمع لا يتحرك ايجابيا إن لم يتحرك مثقفوه بجميع فئاتهم ومسمياتهم فالرسام والشاعر والنحات والمحاضر هم الأمواج التي تحرك سكون المجتمع , ومجتمعنا في مدينة الخالص فيه حراك ثقافي ولكنه يحتاج لنوع من التنظيم وشيء من الهدوء وبعض اللمسات , فالتنظيم أحد أسباب النجاح وهذا يجعلنا نفكر كيف ننظم مثقفينا في ملتقيات وأمسيات نختار أماكنها حتى وإن كانت بيوتنا أو مقاهينا والربيع يساعدنا في تنظيمها حتى في الهواء الطلق بعيدا عن قيود ورسميات دوائر الحكومة فالمثقف والسلطة دائما على خلاف حتى وان كانت السلطة ديمقراطية لأن المثقف إن كان مع السلطة تحول إلى بوق لها فيصبح لا يرى عيوبها ولكنه يمجد هفواتها ويبررها .. نحتاج هنا في ا لخالص لمقهى كبير نحجز مقاعده مرة كل شهر يسمع بعضنا البعض فيطربنا عباس الطائي بآخر ما كتب من قصائده الرائعة ويأخذنا علوان ناصر في غزله الذي لا تمله نساءه اللواتي اخترعن فأجاد مغازلتهن واجدن الطرب له , نحتاج لعلي حمودي الخفاجي وشعره الشعبي كما نحب أن نسمع الجانب الثاني من شعر المبدع أحمد الخلصي , وليكن محمود الجبوري شاهدا لتوثيق هذا في رافده المتجدد . نحن هنا في الخالص لا نسمع هذا ومبدعيه تأكلهم الأيام وتمتلىء دفاترهم بالإبداع وتنتظر من ينفض عنها غبار الزمن كي تنهض من سباتها المزمن ... هل أتفقتم معي يا مبدعي الخالص ومثقفيه بأننا نحتاج بعضنا البعض , فتعالوا احبتي نرسم للخالص صورة أخرى قبل ِأن تموت القصائد وتذبل اللوحات وينسى الناس ان في الخالص أدباء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير


.. على طريقته الخاصة.. الفنان الفرنسي -زاربو- يحكي قصصا عن لبنا




.. الموسيقي التونسي سليم عبيدة: -قضايا انسانية ،فكرة مشروعي الج


.. الفنان بانكسي يفاجىء جمهور فرقة موسيقية بإلقاء قارب مطاطي عل




.. كاظم الساهر: الجمهور المصرى راق وحفلى كان بمثابة -عرس