الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مولدات الجريمة

صادق سالم

2010 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لكل حدث في هذا الكون سبب لحدوثه كما إن لهذا السبب مسبب , هذا هو قانون السببية الذي يقوم عليه كل شيء.
وهذا القانون ينطبق على كل مفردات الحياة , وبما إن بحثنا هنا هو عن الجريمة فسنحاول أن نطبق هذا القانون على الجريمة وأسباب حدوثها .
إن ابسط تعريف للجريمة هو تجاوز حدود القوانين الموضوعة من قبل مجتمع ما في مكان وزمان معينين . وبالتأكيد فان المجتمع يسعى دائما للقضاء على الجريمة عن طريق وضع مجموعة من العقوبات التي يراها تناسب هذه الجريمة أو تلك . ولكن الملاحظ دائما إن الجريمة في ازدياد وتطور مستمر , لماذا ؟
السبب إن لكل جريمة سبب ولكل سبب مسبب ( قانون السببية ) وإذا أردنا أن نحارب الجريمة حقا يجب أن نحدد وبدقة أسباب ومسببات وقوعها وبازالت هذه الأسباب نكون قد قضينا عليها تماما . أما إذا تعاملنا مع الجريمة من باب العقوبات فقط ( مع أهميته ) نكون قد أهملنا أهم قانون يقوم عليه الكون ( السببية ) وبالتالي لا نستطيع أن نفعل أي شيء إزاء ازدياد وتطور الجريمة في المجتمع . فالعقوبة تحد وتقتص ممن يقع بيد العدالة فقط . ثم إن هناك أمر مهم أخر وهو إن مسؤولية القانون ليست حماية الأبرياء من سطوة المجرمين لا بل إن الأهم من ذلك هو حمايتهم من التحول إلى مجرمين , أما كيف فهو عن طريق معرفة أسباب الجريمة ومعالجتها .فهذه الأسباب هي بالحقيقة مولدات للجريمة والمجرمين وستضل تضخهم في المجتمع ما دامت قائمة ولن تنفع معها أي عقوبة قد يحددها القانون .
وسنتناول في بحثنا هذا وبإيجاز بعض هذه المولدات وندرج مثل او مثلين عنها ( فكل فقرة تحتاج إلى بحث كامل ) :

الفقر : - فالفقر يعتبر من اكبر واهم الأسباب التي تولد الجريمة والمجرمين فالفقر يعتبر سبب أما مسبباته فاهمها هو البطالة , إذن البطالة من أهم مسببات التي تتولد منها مئات لا بل ألاف المجرمين , ومعالجتها بتوفير فرص العمل , عن طريق إنشاء المشاريع العملاقة والتي تشغل ألاف الأيدي العاملة وبمختلف المهن , ثم إن توفير الكهرباء بشكل مستمر ومستقر ( على الأقل في المناطق الصناعية ) سوف يعيد شريان الحياة لمئات المعامل المهجورة وأيضا سيفتح ألاف فرص العمل . وأيضا هناك طرق كثيرة تستطيع الدولة أن تنتهجها لفتح فرص عمل تستوعب هذا الكم الهائل من البطالة . أما إذا قال لك احدهم إن هذا الأمر يحتاج الى أموال ضخمة والميزانية لا تسمح فادخل في عينيه وقل وماذا عن ملايين لا والله مليارات الدولارات التي تضيعونها مابين أسلحة فاسدة لا تعمل وأجهزت الكشف عن مساحيق التجميل ( عفوا اقصد الكشف عن المتفجرات ) والملايين الأخرى التي تتبخر دون سبب او تلك التي تصرف لشراء علف الحيوانات ثم توزعونها في الحصة التموينية . ثم قل لذلك المسؤول لو أردت ان اعدد لك سأبدأ بواحد ولن انتهي حتى لو وصلت للمليون .
الغضب : - فالإنسان تحت طائلة الغضب تضعف لديه تماما المقاومة الداخلية ضد الخروج عن القانون وسيكون فريسة سهلة لتحويله إلى مجرم . فعندما تقف في ازدحام السير لمدة ساعة او ساعتين وتتحمل حر صيفنا اللاهب أو برد شتاءنا القارص وعندما تصل إلى السيطرة ( بؤرة الازدحام ) تجد هناك جندي جالس او واقف ينظر اليك قليلا ثم يؤشر بأطراف أصابعه تقدم !!!!؟ هكذا ببساطة بعد كل هذا الانتظار وحرق الأعصاب مجرد أن أحظى بنظرة منه !! ها وفي أحسن الأحوال يمسك بجهاز كشف مساحيق التنظيف ( أسف مرة أخرى كشف المتفجرات ) فاذا اشر الجهاز لديك يدخل رأسه من نافذة السيارة ويقول هل لديك زاهي, قاصر, عطر ..... الخ !!؟؟ فيكفي ان تقول نعم لكي يدعك تمضي لا والأمر من ذلك ان يقول هل لديك حشوه في أسنانك !! . أي أعصاب يبقى لديك . وبعد ان تتعوذ من الشيطان ألف مرة وقبل أن تبرد أعصابك تجد نفسك في ازدحام سيطرة أخرى . وتأمل المشهد .
والأمثلة على مسببات الغضب لها بداية وليس لها نهاية واعتقد ان حلها واضح للعيان .
التهميش :- عندما تذهب للانتخابات وسط مطر الهاونات والمفخخات وبرغم الفقر والجروح العميق التي نعاني منها لكن لا ندع شيء يمنعنا من الانتخاب , ثم حين يتم الأمر ويحصل الفائزون على الكراسي ينسون كل هذا وينسون من أوصلوهم وكيف أوصلوهم وبأي دماء طاهرة كان الثمن ثم نراهم يقررون ويختارون لنا ما يشاءون دون ان يكون لنا أي أي رائي ولا يفكرون هل لديك سكن هل لديك عمل هل تشعر بالجوع بل كل همهم كيف يستطيعوا أن يحصدوا أكثر ما يمكنهم من ملايين الدولارات . بعد هذا أي احترام يبقى للقانون لا بل على العكس سيكون من يخرج على القانون بطل بأعين أناس كثيرين لأنه حقق ما لم يستطيعوا تحقيقه لسبب أو أخر .
الأسباب كثيرة وأكثر من ان نعدها ولكن المسببات قليلة وممكنة الحل فاهم مسبب لمعظم الأسباب هو البطالة فالقضاء على البطالة صدقوني سادتي الكرام ستكونوا قد قضيتم على 80% من مسببات الجريمة ولكم ان تتصوروا المجتمع وحاله بعد القضاء على هذه النسبة .
هذا طبعا إذا أردتم ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟