الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاركة في الحوار الدائر في الاردن حول حزب التقدمين المنشود

ابراهيم حجازين

2010 / 2 / 16
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


لا تقوم الديمقراطية دون تعددية سياسية وحزبية تتيح المجال لمشاركة كافة القوى والاطياف الفكرية والسياسية في اتخاذ القرارات التي تهم الوطن والمواطنيين، وحتى بتم ذلك من الضروري ان يجري ضمان تبادل السلطة سلميا عبر اجراء انتخابات حرة حقيقية وفعلية تحقق مشاركة كافة المواطنيين فيها وقائمة على اساس قوانين حديثة ديمقراطية ومبتكرة متلائمة مع خصائص الوضع القائم لانتخاب مجلس النواب يمثل كافة اطياف الشعب.
الأداة التي ننشدها تنظيم سياسي يتشكل من الناشطين سياسيا وفكريا واجتماعيا وثقافيا والقادرين على ان يتبنوا ويعبروا بشجاعة ودون مساومات عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لاوسع الفئات الشعبية الكادحة والتي تشكل الاغلبية في مجتمعنا.
تملك الاحزاب السياسية الاردنية تجربة غنية في العمل الجماهيري والسياسي من مرحلة العمل السري قبل عام 1989 كما وتملك هذه الاحزاب خبرة كبيرة في مجال النشاطات المختلفة وبالرغم من ذلك لم تتجذر العلاقات الديمقراطية في حياتها الداخلية لاسباب اصبحت معروفة. ونقول ان العمل السياسي في بلادنا بشقيه الرسمي والمعارض يفتقر للتقاليد الديمقراطية وقبول الاخر، الامر الذي يزيد من الصعوبات ويعمق من العراقيل التي تقف امام بناء حياة ديمقراطية حقيقية فعلا، لكن لابد لنا ان نقر ونعترف ان الوسيلة المختبرة في التاريخ البشري للوصول الى الديمقراطية الحقيقية هي الديمقراطية.
المجتمع الاردني والاردن صغيران لكنهما يكتسبان اهمية كبيرة بحكم موقع الاردن الجغرافي وارتباطه بقضايا المنطقة المصيرية كما ان المشكلات والقضايا المرتبطة بتكوينه وتطوره التاريخي وتركيبته السكانية والاجتماعية واوضاعه الاقتصادية وانتمائه القومي وموروثه التاريخي وارتباطه بامته وقضاياها الاساسية وطموحات نخبه التقدمية والديمقراطية وموقعه في السيناريوهات الموضوعة للمنطقة، تجعل التصدي للمعضلات التي تواجهه مهمة معقدة وتتطلب المشاركة السياسية لأوسع الفئات الشعبية وذلك بتحفيزها وتنشيطها في النشاط والعمل للدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والوطنية.
وهنا تجدر الاشارة ان المجتمع الاردني باغلبيته يتشكل من محدودي الدخل وتزيد الارقام الفعلية للفقر عما يعلن رسميا خاصة في ظل السياسات المتبعة والتي ستزيد من التردي الحاصل على اوضاع الاردنيين المعيشية، لهذا فان الشعب بمجمله صاحب مصلحة حقيقية في التغير الذي يمنحه الفرصة لرفع مستوى معيشته وتحسين مستقبل ابناءه امام تغول الفئات المتسلطة التي تزداد غنى بالمزيد من النهب والفساد والفهلوة والارتباط بمراكز الهيمنة العالمية التي تسعى سعيا محموما للسيطرة على المنطقة ومقدرات شعوبها. ومما لا يخفى عن احد ان تردي الاوضاع على كافة الاصعدة يلازم السياسات التي تتخذها الحكومات المتعاقبة مما بشير الى ضرورة تغيير النهج الحكومي كليا ببرنامج وطني مغاير يعزز المواطنة لأفراد الشعب وذلك بضمان كافة حقوقه السياسية والمدنية والاجتماعية.
اما على صعيد المنطقة وقضاياها المصيرية فإن تحقيق التقدم على الصعيد الداخلي لا يتحقق باستمرار سياسة وضع الرأس في الرمال والتغاضي عن الاخطار التي يمثلها المشروع الاستعماري الجديد والذي تسعى لتطبيقه الادارات الامريكية والعدو الصهيوني وادواته في المنطقة وهذا يعني مجابهته والتصدي له ودعم المقاومة العربية اينما كانت وخاصة في العراق ولبنان وفلسطين، وتشكل القضية الفلسطينية في هذا السياق لب وجوهر الصراع في المنطقة بما يعني أنه لا يمكن ان تحقق البلاد العربية تقدمها وتحررها الحقيقي إلا بإنكفاء المشروع الصهيوني وتراجعه وهذا يفترض ان يتم دعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل استرجاع حقوقه الوطنية وخاصة حقه في العودة والتعويض وتقرير مصيره على أرضه فلسطين بالشكل الذي يضمن استعادة كل حقوقه الوطنية والتاريخية.
كل ذلك يتطلب اداة سياسية تزاوج بين العلم والسياسة والديمقراطية والتنوير وقضايا المراة والطفل والتقدم الاقتصادي وقضايا الامة التحررية ومشروعها النهضوي، وتحرص على مصالح اوسع الفئات الاجتماعية وقادرة على بناء تحالفات واتباع سياسيات محنكة مرنة وذكية على كافة الاصعدة تحمل برنامج سياسي يعبر عن مصالح اكثرية الشعب وعاملة على الحفاظ على كيان الدولة وامنها الوطني والقومي وسلامها الداخلي.
من مجمل النقاش الذي خضناه في المراحل السابقة وصلنا لقناعة ان الحزب الايديولوجي المنغلق والمنفتح لا يستطيع تحمل مثل هذه الخيارات، كذلك الامر بالنسبة للحزب غير الديمقراطي فهو لا يستطيع ان يتصدى لتحديات بناء الديمقراطية وهو يفتقد لها. المطلوب في هذه المرحلة حزب يرنامجي متعدد التيارات وغني بالاتجاهات التي تعبر عن التقدم والتنوير والحرية والديمقراطية والعلمانية وحامل مشعل الدفاع عن حقوق الانسان.
ان تطور الحزب المنشود هي عملية مستدامة لذا يفترض ان يبنى على اسس تشكل آلية ديناميكية لتطوره المستمر، بهذا المعنى هذا الحزب يجب ان يتيح الديمقراطية في ابهى واوسع صورها في حياته الداخلية وذلك بوضع الآليات المناسبة على اساس مبدأ الوحدة الديمقراطية والذي يشكل البديل للمركزية الديمقراطية الذي خبرها جيدا الناشطون السياسيون في احزاب اليسار، مما يضمن له وحدته الداخلية ووحدة الأرادة عند تطبيق القرارات التي يقرها دون ان يلغي حق الاقليات ودورها في شؤونه وسياساته. مع ضمان عدم إعاقة تطبيق قرارات هيئاته وعدم العمل ضدها خارج اطر الحزب حتى لا تتكرر تجارب تقديم المصالح الشخصية على المصالح الوطنية والحزبية. وفي هذا المجال لا بد للنظام الاساسي ان يوضح الآليات الكفيلة بذلك، وفي هذا السياق يجب ان نعمل من اجل حزب يسعى للمشاركة في السلطة على اساس مبدئي وبرنامج مقر على مستوى الوطن لا على اساس المشاركة الفردية التي تنزع عضو الحزب من تاريخه ومنطلقاته التي عمل من اجلها خدمة لوطنه وشعبه وتقوض العمل السياسي المنظم في الوقت ذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الليبرالية الجديدة
مصباح جميل ( 2010 / 2 / 17 - 09:12 )
شكرا لك د0 ابراهيم 0هناك الكثير من القضايا التي يمكن ان يلتقي عليها التقدميين والديموقراطين الاردنيين والقليل القليل من القضايا التي يمكن ان يختلفوا فيها 0 فما احوجنا اليوم الى حزب تقدمي ديوقراطي علماني للتصدى لجميع الاخطار التى تهددنا وتهدد الشعب والوطن اذ يكفى ان نتفق على قضية اساسية نضالية واحدة وهى النضال ضد الطبقة السياسية الليبرالية الجديدة المتوحشة والتى تسعى الى تفكيك الدولة وتجويع الناس وافقارهم والتى اصبحت لها الكلمة الاولى الان0


2 - نعم اتفق معك
ابراهيم حجازين ( 2010 / 2 / 17 - 14:17 )
نعم هناك الكثير من نقاط الاتفاق والقليل من الاختلاف عند اليساريين الديمقراطيين والقوميين التقدميين الاردنيين ويجدر بهذه التيارات ان تلتقي دون مواقف مسبقة بل ان يكون حافزها العمل من اجل الوطن وقضاياه شكرا لك على هذا الطرح الذي اتفق معه تماما


3 - تحدي
علي ( 2010 / 2 / 17 - 14:18 )
أتحدى ابراهيم حجازين في أن يثبت أن الشعب يتحكم بمصيره وبثرواته في أي بلد عربي أكثر مما يتحكم شعب العراق وهو تحت الإحتلال. سوريا الحرة الممانعة هي اليوم في مؤخرة الدول العربية في مختلف الحقول. ولو أن الكونجرس الأميركي تحكم بموارد السعودية لما سمح بإنفاق أكثر من خمسين مليار دولار على عصابات أفغانستان
لما المثقفين وأنصاف المثقفين يحكوا عدل الشعب بتنعدل أحواله


4 - الى السيد على المتحدي
ابراهيم حجازين ( 2010 / 2 / 17 - 14:24 )
انا اتفق معك كليا انه لا يوجد شعب عربي يتحكم بثرواته ولكن انا غير متفق ان الشعب العراقي يسيطر عليها ببساطة لانه تحت الاحتلال الذي تم من اجل ثروات العراق وخاصه نفطه والدليل ان الشركات الاحتكارية النفطية وغير النفطية وادواتها مثل -الماء الاسود- بلاك وتر تصول وتجول فيه للاسف


5 - الاستاذ ابراهيم حجازين
سالم النجار ( 2010 / 2 / 17 - 17:33 )
عمت مساءاً
اتفق معك استاذ ابراهيم حول ضرورة وجود حزب سياسي برامجي لا حزب ايدلوجي,
كما اتفق معك ان,تعدد الاحزاب داخل بلد معين ليس بضرورة مؤشر على ان هناك ديمقراطية, المؤشر الحقيقي هي حقوق المواطنة في تلك الدول, ووجود انتخابات نيابيه لا يعني ان هناك ديمقراطية لكن وجود ديمقراطيه حقيقية بالضرورة يتكلل بانتخابات نيابية
الخلاصة سيدي نحن فعلاً بحاجة الى حزب برنامجي ديمقراطي لتوحيد جميع القوى اليسارية الديمقراطية والقوميين التقدميين
انهاء حالة المشاكسة وعدم الثقة المتبادل بين الحكومة والشعب


6 - سؤال
عبد الحكيم ( 2010 / 2 / 17 - 19:38 )
حجازين لم يطلع على حسابات وزارة المالية ليعرف أبواب إنفاقها. لكن أسأله هل ثمة انتخابات شفافة وديموقراطية في أي بلد عربي كما هي في العراق؟


7 - ماذا يقول؟
أبو سالم ( 2010 / 2 / 17 - 21:19 )
ماذا يقول المحلل ابراهيم حجازين حول عجز أميركا في إعادة البعثيين إلى السلطة؟ هل المحتل هو العراق أم عقل بعض المعلقين؟؟ اليوم كل الأميركيين يشتمون السلطات العراقية لأنها أبعدت البعثيين عن العملية السياسية. من هو العميل الذي جاء على ظهر الدبابات الأميركية؟ البعثيون أم عملاء إيران؟؟


8 - للآصدقاء اصحاب التعليقات
ابراهيم حجازين ( 2010 / 2 / 18 - 15:21 )
اتفق مع رأيك يا اخ سلم النجار واحيي موقفك الداعي لتوحيد كافة اليساريين الديمقراطيين والقوميين التقدميين وكافة القوى التي تدعو للدفاع عن مصالح اكثرية الشعب التي عانت وتعاني نت تغول السلطات التنفيذية على صعيد الحريات الديمقراطية والتي في نفس الوقت فشلت في إدارة العملية الاقتصادية في البلاد مما ادى الى خسران المؤسسات المتنجة ببيعها لشرك استراتيجي اجنبي استولى على ارباح هذه المؤسسات واصولها .اما حول تعليق السيد عبد الحكيم فأنا لم افهم العلاقة بين حسابات وزارة المالية وشفافية الانتخابات في العراق .وبصراحة انت ادرى مني بتقارير المنظمات الدولية المعنية بالشفافية والفساد فهي لم تضع العراق في مقدمة الدول ذات الشفافية العالية بل في اسفل السلم لكني على قناعة انه مع تحرر العراق واقامة نظام ديمقراطي حقيقي يمثل الشعب العراقي بكل تنوعه الغني سيحتل هذا البلد اعلى درجات التقدير وانا على ثقة انه بهمة العراقيين الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين سيتحقق هذا


9 - ماذا اقول يا اخ ابو سالم
ابراهيم حجازين ( 2010 / 2 / 18 - 15:26 )
بالنسبة للاخ ابو سالم فانا لست محللا بل قدمت مساهمة حول الحوار الدائر في بلدي الاردن من اجل بناء حزب من نمط جديد .لكني في نفس الوقت ادرك ان الامريكان لن يخرجوا من العراق بإرادتهم بل باتحاد العراقيين المتضررين منه وتلاحمهم مع شعبهم من اجل طرد المحتل والعمل من اجل استقلال العراق واقامة حكم ديمقراطي يمثل الشعب العراقي بكل تنوعه حينها لن تسطيع امريكا ولا أي دولة ان تفرض هيمنتها على العراق زلانه من قدر الدول في عالمنا هذا ان تطمع بها الدول الاخرى اذا كانت ضعيفة وتهابها اذا حقق وحدتها الداخلية وقوت مناعتها السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية


10 - يااخي ولماذا تريدون الاميركان ان يخرجوا من بل
اكاديمي مخصرم ( 2010 / 2 / 18 - 19:51 )
لا ادري من اعطى الغرباء - بل حقيقة الاعداء القتله - مع الاعتذار منك استاذ ابراهيم - حق الكلام والقرار بدلا عن هذا الشعب العظيم الولود في للفكر وللابطال
غريب ان الشعب العراقي ناضل اربعين سنه من شباط 63 الى اذار 03 وهو يقضح الفاشيه العروبيه القاتله المنتهكه لكل الحومات الخاطفه للعراق والمستعبده لشغبه
الزارعه للمقابر الجماعيه والمؤسسه للهجره المليونيه الكامه للافواه والمشوهة لانسانية الانسان وخصوصا للمثقفين هذه الفاشيه البعثية المجرمه التي اثبت الفكر الانساني انها اكثر مروقا من النازية الهتلريه- ولو ان هذه النازيه ايضا حبيبة قلب القوميين العروبيين المنحرفين عن القيم الانسانيه لماذا يحبونها لانها قتلت يهودا يا للوحشيه اخوة القتله في كل مكان
ومن قال لك يارجل يااستاذ ابراهيم ان الاميركان جاؤا من اجل النفط عندك قلم احسب ان كان الاميركان سرقوا من العراق واحد من المليار مما سرقه العرب والمسلمين منا في السبع سنوات الاخيره
يجب ان تتخلصوا من تراكمات الحرب البارده وان تتثقفوا ولو ان قطار البشريه قد راح منكم لمسافات هائله نحن نواجه عدوا مشتركا هو الفاشيه البدائيهالمسمىبالنظام
الرسمي العربي


11 - الى الاكاديمي المخضرم
ابراهيم حجازين ( 2010 / 2 / 18 - 20:11 )
استاذي لم افهم ماذا تعني بل الواردة في العنوان . ومع ذلك اكرر موضوعي كان عن الاردن ،لكن العراق العظيم يفرض نفسه دائما على الحوار وهذا حقه يجب علينا ان نفي العراق دوما حقه وللحقيقة احاول دوما ان الحق بالقطار ولا انكرك ان هذه قضية صعبة لكني في لحاقي له انظر اولا هل هذا القطار يقود الى خدمة الشعب والتقدم والعلمانية والديمقراطية ام يقود للهاث وراء الوهم والخيال ام يقود للشوفينية والتعصب .بالحقيقة اراك تتهم الغرباء والعرب وكان العرب ليسوا مكون أساسي في العراق ووجودهم فيه قديم قدم التاريخ مع باقي مكونات الشعب العراقي الذي احترم واقدر .ثم ألا تعتقد ان التغير من اجل تخطي ما جرى في التاريخ العراقي ضروري لبناء العراق الجديد وهل تعتقد وانت الاكاديمي ان الاخطاء او ان التعصب كان من جانب واحد ؟انت ادرى بماكان يحصل في العراق قبل الاحتلال الامريكي بزمن من حيث الصراع حتى داخل قوى المعارضة لصدام وصلت حتى القتل والاغتيال ، مثلا باشتاشان وغيرها ألا تعتقد وانت الاكاديمي ان ذلك ليس له علاقة بالعرق بقدر ما هو مرتبط ببنية اجتماعية متخلفة في عالمنا الثالث أو الاخير سؤالي لك يبقى لماذا اتى الامريكان إذن؟

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف يتصدر الاستطلا


.. فرنسا: هل يمنع حزب التجمع الوطني مزدوجي الجنسيات من الولوج إ




.. هل يعتمد ماكرون استراتيجية تشوية اليسار في الدورة الأولة للت


.. مظاهرات بتل أبيب والقيسارية ضد نتنياهو هي الأضخم منذ بدء الح




.. الناصرية 1 حزيران 2024 - مشاركات الحضور - ندوة سياسية لمنظم