الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبلات مميتة .. وفتنة السرد الجميل

إبراهيم محمد حمزة

2010 / 2 / 17
الادب والفن


قبلات مميتة .. وفتنة السرد الجميل
(قراءة جمالية ) إبراهيم محمد حمزة

هذه المجموعة القصصية الجديدة لسمير الفيل ، تمنح القارىء العاشق لكتاباته يقينا بأنها مختلفة عن سابقاتها ( يمين شمال / مكابدات / صندل احمر ) يقين بأنها رحيق نهائى لتجارب حياة كاملة ، هذا هو الحصاد فنيا وإنسانيا ، يحاول الفيل هنا اللحاق بما تركه ، وما انشغل عنه ، فبعد أن أهدى كتبه لكل شىء ولكل شخص ، ووصل بها إلى الصرم واللكلوك ، يتذكرأعز أنثتين باقيتين فى حياته : الزوجة والحفيدة ، ويهدى كتابه إهداء أسريا للغاية .
ثم يضم فى مجموعته أشتاتا متخالفة فى طريقة السرد ، وفى وجهة النظر ، وفى حساسيته مع اللغة ، وحتى فى الحجم ، باختصار مجموعة المجموعات . شعورى تجاه المجموعة أن كاتبها تعالى عن القضايا الفنية لغاية طموح ، أن يصل بإبداعه إلى غاية إنسانية هى الغاية الجمالية ، ومن هنا شعرت أن الرؤية الجمالية أكثر مناسبة للنظر فى المجموعة ، لأن علم الجمال هنا – باعتبار النسب الأصيل بينه وبين النقد الأدبى – أكثر مناسبة لهذه المجموعة ، للكشف عن بعض تميزها ، وقدر من تألق روح كاتبها .
ــ لماذا إذن :
- لماذا يكتب سمير الفيل ؟ ولماذا يقتطع – كغيره – بعضا من فتات ماله ليطبع ويوزع ويسافر ويناقش ، لماذا هذا الوله بالكلمة بعدما يقارب نصف قرن من الحراك الثقافى المخيف والمذهل لدى سمير الفيل ؟
خاصة وأن الناس فى أيامنا – بتعبير هيجل فى كتابه "مقدمة فى علم الجمال – الناس فى أيامنا هذه ما عادوا يوقرون عملا من الأعمال الفنية " صـ34
نعود للعم سمير وأسباب الكتابة لديه .. إنه يكتب ليدافع عن حياته وذاته ، ليدحض الموت – بتعبيره – وقد اكتشف قانونا أتعب الجماليون أنفسهم كثيرا فى البحث عنه ، قانون أن كل ما يمتعك وأنت تكتب سيترك نفس الأثر عند من يقرأه " وهى غاية جمالية للكتابة ، شديدة الرقى ، وفكرة شديدة النبل .
قدم الكاتب مجموعة من القصص المجزأة ، ( شواهد – حكايات السرير – قبلات مميتة ) فى هذه القطع القصصية التى يجمعها المغزى مع اختلاف الموقف المحكى ، سنجد أن كل وحدة قصصية مكتوبة فى جلسة واحدة ، وهى مسألة تحتاج إلى قليل من التأمل ، فرغم أن قصص كتبت خلال خمس سنوات ، فإن سهرة وحيدة كتب فيها المبدع خُمس حجم المجموعة ، يكفى تصور قدرة الكاتب على أن يكتب خمسا وثلاثين صفحة من الإبداع فى سهرة واحدة يوم الأحد 4/11/2007م مثلما كتب أيضا فى سهرة أخرى ( قبلات مميتة – الملموس- فتاة ليلية – قرصان – لملوم ) يوم 3/2/2008 م معنى ذلك أننا أمام كاتب ملهم بمعنى جديد ، هو إلهام الفيض ، والدليل أنه لا يكتب بشكل موازٍ ، إنما على دفعات عنيفة ، وهذا الإلهام كما يقول يوسف خليل أسعد فى كتابه " سيكلوجية الإلهام " – لا يتأتى لأولئك الناثرين والقصاصين الذين يميلون بطبعهم للتقليد ، بينما يمتلكه العصاة والثائرون والمارقون عن الطرق التى سبقهم غيرهم إليها " ، فالملهم يبحث عن الجديد دائما ، ولذا فإنه يكون مستعدا لتلقى الإلهامات مهما كان مصدرها " صـ 76
فكيف يصوغ "سمير الفيل " قصته ؟
إنه يقتحم قلب القصة بشكل مباشر ، متجاوزا حكايات كثيرة سابقة على السرد ذاته ، اختراق مباشر للنص ، بلا متكئات بلاغية وبلا تمهيد وبلا لغة جمالية تثقل النص دائما ، سنجد مدخل قصة " طلاء أحمر " تبدأ بقوله ( طلاء أحمر .. وضعته بالفرشاة على أصابع قدمى ، طلاء أحمر أخاذ يخطف الأبصار ) الطلاء هنا – مع دلالته الفنية والجنسية – يخفى تحته حقيقة مخالفة ، لذا يأتى الخف رماديا ، ليواصل دوره فى الإخفاء والتمويه ، لما فى قلب الراوية تجاه الزوج الذى قررت قتله ، حيث خانها مع " هدى " والاسم هنا رغم دلالته على المخالفة إلا أنها جاءت مخالفة عفوية ، ثم تأتى لحظة الإغواء مزدوجة ، ( دفعت بيدى باب حجرة النوم ، رأيته يلهث ويخرج لسانه من العطش ، بيدى إبريق من الزجاج الشفاف ، وماؤه ملطف بالمزهر ) هكذا يأتى العطش والماء كعنصرين بنائيين ، محملا لكليهما إمكانات الواقع والرمز بهما معا ثم يكمل الزوج – فتحى – القضاء على الماضى كله حين ( كسّر الزجاجات البديعة التى احتفظتُ بها رغم نضوب العطر منذ سنوات ) حقيقة براعة تامة فى الرمز ، الذكريات التى تحولت عطرا ، نضبت رغم التمسك بها ، ولذلك لا تملك الزوجة القاتلة سوى تحريك جثة الزوج ناحية القبلة كى يرحمه ربه من آثامه .
من خلال القصة – كنموذج – وجدنا فكرة البداية الاختيارية التى تحدث عنها " هيجل " كمبدأ جمالى ، فى "مقدمة لعلم الجمال " صـ 345 باعتبارها جزءً من العمل ، ضاربا المثل بـ هوميروس " فى الإلياذة حيث بدأ بالحديث عن غضب أخيل دون ان يحدثنا عن سوابق هذا الغضب "
وهو ما يحرص عليه "سمير الفيل " مؤكدا جمالية جميع كتاباته ، مهما قبح المشهد المعبر عنه ، فقد رأينا فى قصة " شباك " مشهدا للراوى ، يرى فأرا يدخل من الشباك ، ليقرقض الفول السودانى تحت السرير، لكن الراوى يرى فأرة بنية اللون ، تغمز له بطرف عينيها ، وحين يستجيب لفضوله ، ويتلصص على الفأرين ، يرى (ما لا يمكنه البوح به ) هذه لوحة فنية رشيقة بريئة من كافة صنوف "الأدلجة" ، نزع فيها كاتبها فكرتنا عن الفئران وما تسببه ، وابتسمنا معا لهذه الفأرة التى تغمز ، إنها واقعة جمالية متكاملة ، استجاب فيها كاتبها لآليات علم الجمال ، مقدما نموذج لما يسمونه تجميل القبيح ، ثم المزاج والمزاح الخالص فى نهاية القصة ، دائما تشعر بكلام كثير فى قصص سمير الفيل ، لكنه أضرب عنها صفحا .
ومن هنا تبرز الإجابة عن السؤال: لماذا ؟
والإجابة هنا أن الكتابة لدى سمير الفيل دائما واقعة جمالية ، ولذا فهو يصوغ تجربة ، دائما تجربة ، تجربة أقرب للحياة والتحقق ، والحياة مهما تكن – بتعبير أروين إدمان فى كتابه الفنون والإنسان – مقدمة موجزة لعلم الجمال – يقول بقدر ما يكون للحياة شكل ؛ تكون فنا " صـ22
،ويكفى تأمل استخدام الكاتب للألوان ، وتوظيفها بنائيا بشكل شديد الدقة والعمق والجمال ، سنجد ذلك فى قصص ، ربما أهمها ( أبيض وأسود ) و(طلاء احمر ) وهو تاكيد للعبة المشهدية التى ينسج بها الكاتب قصصه .
ـــ كيف ... ولعبة الإحساسات :
نص باهر مثل (أبيض أسود )يجعل القارىء مدهوشا مشدوها لكيفية صياغة تجربة عادية بهذا الشكل ، حيث يحكى حدثا بسيطا عاديا معادا ، رجل يسافر للعمل للخارج ، فتشغله الأموال عن الزوجة ، فيعود مريضا خاسرا للصحة والمال والزوجة ، أما الزوجة فوقعت فى شباك رجل آخر ، لم يلمس منها الجسد ، وإنما شاغل الروح ، فكيف قدمه الكاتب فى صياغته الجمالية للحدث ؟
يقول الجماليون وهم يتداولون حيرتهم أن هدف الفن هو إيقاظ النفس ، ثم يقولون أن مهمته هى التطهير ، ثم يقول" إدمان " أن هدف الفن هو " تلطيف الهمجية بوجه عام " نحن هنا فى حالة همجية صارخة استغلها الكاتب من خلال تقديمه لعشرة مقاطع متراكبة ، مكتوبة بلغة رهيفة شديدة الشاعرية ، من خلال اللمحات الصغيرة التى منحت القصة قيمتها ، هذه المحاكاة التى استخدمها سرديا كانت شديدة البوح ، كمونولوج حزين مؤلم (ترفع كفك اليمنى لتمسح خيط العرق المالح الذى ينزلق تحت عدسة نظارتك الطبية السميكة) فى المقطع التالى مباشرة ، توصلنا لغة الكاتب للحظة الحساب النهائى من خلال (يداك مغلولتان ، فبصرك اليوم حديد ) بهذا الإيجاز الباهر وبهذه التناصات المتعددة ( تلك حقبتك ، وأنت الواحد المجنون ) ربما تتذكر ( أنت واحدها، وهى أعضاؤك انتثرت ) ثم رحلة البلاغة ( عقلك الذى ذهب وأنت أسير ذهبك ) و (صرت أضحوكة كل حى يسكن ذلك الحى ) و
( يكشف سوءتك ، أنت أسوأ الناس ) ثم يصل التناص المتضاد لأقصى طموحاته (أطاح بعقلك فخلعت نعليك ) إذن هو الذى خرج من الوادى المقدس ، ترك جنته لخصمه الذى (ينظر من نف النافذة التى كنت تضع على حافتها زهورا فى أباريق من فضة وقوارير ) هكذا اكتملت صورة الخروج من الجنة عبر تشكيل جمالى اعتمده النص متقافزا بين بلاغتين : بلاغة راسخة ، وتجريب بلاغى حيث نرى توظيف "العرى والعراء" مثلا جاء فاضحا حيث الزوجة (عارية فى صقيع المدينة ، مغطاة بصفائح من رقيق الذهب ) ومع الاعتماد على التناص القرآنى الرهيف ( يسألونك عن هزيمة الروح ) وإعادة توظيفه بشكل دلالى جديد لا يحمل قداسة النص الأصلى ،ثم ختامه لهذه القصة الموجعة ( فسلام عليك أيها الشقى ، وسلام على المخدوعين الأبرار ) هكذا يكون الكاتب قد قدّم سرا من أسرارفنه المقدس ، مستفيدا بأقصى الطاقات الروحية للغة .
ـــ حول المشهد والحدوتة :
يبدو اعتماد الكاتب فى تقديم نصه على فكرة " المشهدية " واضحا فى المجموعة ، هذه المشهدية يتجلى فيها قناعة الكاتب بتقديم مشهدا يقتطعه من لحم الحياة الحى ، معيدا تشكيله بآلياته هو ،
تصديقا لرأى الإمام الأكبر للقصة القصيرة يوسف إدريس حين يقول " ، إن كل قصة قصيرة هزتنى تماما كانت دائما لحظة تركيب كونى متعدد المكونات ، يؤدى إلى خلق مادة جديدة تماما عن كل المواد العضوية وغير العضوية ، مادة جديدة اسمها الحياة "
ولذا فالمشاهد التى يصنعها كاتبنا تنزع نزوعا نحو الواقع ، بلا تهويمات وصفية أو بلاغية مجردة ، بمعنى أن سمير الفيل يقدم الفن تعبيرا عن الحياة ، وهنا نجده مرة مكتئبا باكيا ومرة ساخرا ضحوكا ، ومرة أخرى مازحا .... وهو ما عناه الراحل عبد العزيز حمودة فى كتابه "علم الجمال والنقد الحديث " حيث يرى أن الفنان يقدم فى هذا الواقع روحه ، ويقدم للقارىء مجموعة دلالات وتلميحات لا يستلهمها من تسجيلية الواقع ،إنما اعتمادا على الحدث الذى وصفه كروتشيه بأنه هو التعبير ولا شىء سواه .
فى قصة "نورس " مثلا رصد لمشهد يراه "البحاروة " لنورس ( هبط على الحافة المتموجة ، ولمس بجناحيه الخفيفين حافة الأفق ، كان نورسا وحيدا ) عناصر المشهد مرسومة بدقة آسرة ، الخط المتعرج الذى يتركه الموج المندفع لحظة ارتطام النورس بـ ( الحد الفاصل بين زرقة الأفق وظلال اليم ) رصد تام الدقة والإيجاز ، ثم اتساع مفاجىء فى الدلالة فى السطر الأخير مع قوله ( لقى حتفه كونه غادر السرب بلا استئذان ) ليظل الذين يقولون لا لا يرتوون إلا من الدموع ، هذه الجملة المطاطية منحت القصة طاقات تأويل صريحة وممتدة .
فى حين يقدم فى " الباشا مرمطون " شكلا مغايرا من خلال التقسيم (صفاته / نجابته / هشاشته / عصاميته / تجنيده / عمله / زواجه / نبوغه السياسى / صعوده الأخير /نهاية غير مؤكدة ) سنجد امتلاك الكاتب لما يمكن تسميه الإيقاع الداخلى ، وهو تعبير لسمير الفيل ذاته ، قاصدا الإيقاع الداخلى لدى القاص الذى يمنحه القدرة على التعامل مع اللغة والحدث والزمن والمكان بحرفية لا تخضع للتعليم ولا التقنية بقدر ما تخضع للإيقاع الخفى داخل المبدع ، ولولا وجود هذا الإيقاع ما نبتت زهور التجديد فى أرضية القصة العربية " .
ويبدو اهتمام كاتبنا بالشكل مختلفا ، لأنه يكتب فى كل الأحوال متذكرا القارىء ، الذى يبدو مخيفا لكاتب مخضرم مثل سمير الفيل ، هذا القارىء المتحفز أمام ما تخطه أيادى المبدعين ، مطالبا بحقه فى المتعة كقارىء .
ــ اللغة .. والانحياز :
فى قصة رائقة مثل "هدهدة " نرى مشاهد معجونة بصبر القاص القدير ، وكما غالبية القصص تسيطر "المشهدية " على قماشة السرد ، فتمنح القارىء متعة التوصل لمعنى ، نحن أمام "يسرى البساطى " المُعلم الأزهرى والمأذون الشرعى المسيطر على كل شىء فى فصله ، وفى بيته وزوجاته الثلاث متدثرات بالرضا والقناعة ، وكذا هو ، غير أن منغصا يزوره من وقت لآخر ، إنها نعمة الإنجاب التى حرم منها ، ولذا حين يفتح له موضوع الزواج الرابع ، ويجد أمامه ممرضة ولود ، لا يتردد فى ضمها لحريمه ، مجهزا لها عشة فى رأس البر ، وتخضر البطن ، وتلد تلك الجديدة الحلم الذى انتظره الأب ، لكن الحلم ميت ، ويكاد الجنون يصيبه ، ثم تنتهى القصة بنهاية جمعية عجيبة ( مضى ينتظر أمر ربنا ، وإنا معه لمنتظرون ) هذه القصة تخضع تماما لعلم الجمال وقوانينه ، حيث يفرح الإنسان – كما يقول هيجل – بقدرته على خلق عالم موازٍ ، لكن هذا لافرح ما يلبث أن ينقلب إلى وهم ، فالمحاكاة لا تمثل الفن " إذن فالفن – من وجهة نظر جمالية – يهدف لتلطيف الهمجية التى تحدثنا عنها كما يهدف لسرور النفس وتطهيرها ، وهو ما فعله سمير الفيل هنا حيث يقدم فى " هدهدة " عالما نظيفا تماما ، عالم مرسوم فى لوحة ممكنة الوجود ، الرجل لا يتخطى العدل مطلقا ، يعيش الحياة بكل متعها طعاما ومالا ونساءً وحلما بالولد ،ثم لا ينسى كاتبنا الرتوش التى تغلف اللوحة ، فمشهد تجميع الحلويات والسودانى فى علب ثم بيعه ، ومشهد خشيته من قانون الخلع ، ومشهد الفسيخ ومكوناته .. كلها مشاهد ناتئة عن جذر القصة، إنما أكملت اللوحة ، وأشارت إلى طبيعة تأثيرات البيئة الدمياطية ، حيث فهم الحياة بشكل طيب ، دنيا المتع الحلال ، دنيا النفوس المطمئنة ، وقليلا ما ستجد هذه اللحظات سرديا .
أخيرا نأتى للغة ، وجهاد سمير الفيل فيها ، حيث عبقرية الاقتصاد اللغوى وحيث الهجوم المباشر على الموضوع ، بدون اى تفاصيل مجانية وبدون رسم مشاهد لا مقابل لها فى الواقع ، إنها صور لغوية تمثل انعكاسا لواقعها ، لينطلق كاتبنا فى رحلة تفصيح العامى ، أو الاستسلام للغة المحكية ، ليطعّم بها الكاتب ثراء قصته اللغوى والحكائى ، وليزيل هذا الفاصل الوهمى بين لقارىء والنص ، مؤكدا أن الفن فن ، مهما كان قربه من الواقع ، يقول مثلا ( من يرد الدح لا يقل الأح ) ، ( لابد ان يؤكلها لى ) ولم يقل يطعمها مثلا ، (الفأر يقرقض ) بدلا من يقرض ، بانت بمعنى ظهرت ولم يستخدم بدت ، (الورق الأخضر يروح لها ) بدلا من يصل، ثم جعلته يفز من جلسته " وهو تعبير فصيح ، بذات الملابس المبهدلة " ثم " ماتت من الضحك " و"يقول له ثلث الثلاثة كم " ، و" ولا من شاف ولا من درى " وعلى طول المجموعة (مائتى صفحة ) سنجد هذا الجهاد اللغوى ، يمارسه بخيرة الترحال الطويل ، حتى يصل للهدف الأسمى للفن وهوالإمتاع ، عبر القانون الجمالى الذى ابتدعه " سمير الفيل " ذاته أنك حين تستمتع بما تكتبه ، ستمتع من يقرأ لك ..
لا يمكن الصمت قبل الإشارة لتقصير هذه الكلمة فى حق كاتبنا ، وحق كتاباته بما تحمله من غنى حقيقى ، وبساطة آسرة ، وعمق بلا حدود ، وهو ما يمنح القارىء والناقد لأعماله مداخل بلا حصر لقراءة العمل ونقده ، وهذه هى عادة الأعمال الكبيرة ، وإن كان بعض النقاد قد أجّلوا أو اجروا ضميرهم النقدى ، فصمتوا عن اعمال لها قدرها ، وطنطنوا لأعمال أصحاب المصالح لا المواهب فكلنا على ثقة أن ( الزبد يذهب جفاء وان ما ينفع الناس يمكث – بلا شك – فى هذه الأرض ) .
إبراهيم محمد حمزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل