الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع الوطني في البصرة ....عندما كان حي يرزق

علي السعيد

2010 / 2 / 17
كتابات ساخرة


ليس بالبعيد عندما كان الشارع الوطني يرفل بالنشاط والحياة والحيوية ,عندما كان لاينام حتى الصباح , عندما كان لايعرف ولا يفقه شيئا من إنقطاع كهرباء أو ماء أو غاز , عندما كانت تشق زحامه الراقصات من كل البلدان والاجناس والامصار , عندما كانت محلاته ومطاعمه لاتغلق ليلا كان أم نهارا , عندما تتنوع أكلاته من حلبية وشامية وبيروتية ,عراقية بصرية كانت ام بغدادية أو مصلاوية .فيه (الباجة) المحشية على الطريقة المصلاوية والثريدية على الطريقة البغدادية .عندما كانت السيدة ماري العراقية تدير بارها وفيه أحلى الاغاني وأعذب الالحان.فيه ملهى النصر والفارابي وعشرات محلات بيع الراح وشراب السباع ,ومن ملاهيه تصدح الحان غربية وشرقية ,وراقصات عربيات وآسيويات وأوربيات ,وفي ملاهيه أنواع الاغاني والرقصات و(الستربتيزات )والوناسات .
فيه الشارب والمحتسي فقيرا كان أم غنيا , كلفة السهرة مع الراح ومزاته مابين دولارا الى عشرة دولارات .
فيه الفنادق والأوتيلات والمسافر خانة .
فيه الطلاب باقسامهم الداخلية يذاكرون ويقيمون .
فيه أروع دور السينمات وعليها تعرض أقوى الافلام ,عليها عرض سبارتكوس ,الشيخ والبحر ,هرقل الجبار ,وأفلام جون واين والفيس بريسلي ويول براين وصوفيا لورين وآفا كاردنر ومارلين مونرو وغيرهم كثار .
فيه يلتقي الدائن والمديون يلتقوا بلا لوم أو عتاب .
في نهاره يلتقوا ويتواعدوا الاحباب والعشاق .
فيه كل الاديان واصناف الرفاق من بعثية وقومية وشيوعية ودينية متخفية في جنح الظلام .
فيه العاشق والمعشوق ,السعيد والمهموم ,الفائز والخاسرعلى موائد القمار ,والموظف عندما تأتيه العلاوة أو الترفيع .
فيه تمر الاعراس وزفات العرسان .
فيه كل مايحلوا ويلذ ويطيب .
*********************
يوم جائنا الغراب حاكما مستبدا لاعنا من يلهوا ويفرح ويمرح , إشتعلت القادسية بقصفها ونارها وقذائفها ودخل الساهر والشارب والراقص في أفواج القتال , هامت الراقصات وفرقهن الى بلدانهن وأقطارهن , فسكتت الانغام وحلت أصوات المدافع والراجمات , هربت ماري وقصف مشربها وتحطمت اسطوانات الاغاني والقناني والكؤس , هرب الجميع بما فيهم الطلاب والرفاق وحل الدمار .
وعندما , وبعد صبر وعناء , سكتت المدافع والراجمات فأستبشرنا خيرا بعودة الايام والليالي والامسيات , لكن الغراب بدلا أن ينسى الخراب راح بفتح دوراته وحملاته الايمانية, فأستمر الخراب وعم الحزن والسواد ,وتفرق الاحباب ,وفقدنا الرفاق والاصدقاء .
ثم جاء الاحتلال ...بحثنا عن ابناء ماري وأحفادها فقد أوغل من جاء مع الاحتلال بالظلم والاضطهاد , أياما معدودات التقيت بمرقص وحنا وزلخا وبطرس وغيرهم من الاسماء , إلا أن الغراب لازال يسعى في العراق بالوان ومسميات وأشكال , فلا مهدي قادم ولا مفسق ولا منقذ . فأستمر الخراب والدمار والشارع الوطني يصرخ ليل نهار....سقط الرفاق ...بعد أن حللوا الشقاق والنفاق ...مامر عام والعراق ليس فيه عراك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب