الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيمن نور و الزعيم عندما يصبح عبئاً

محسن شحاتة

2010 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أعلن الدكتور أيمن نور ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة كممثل لحزب الغد و كمرشح محتمل للمعارضة المصرية مجمع عليه, امام مرشح الحزب الوطني الحاكم. توقيت إعلان الدكتور أيمن لترشيحه تأتي قبل أيام معدودة من وصول الدكتور محمد البرادعي إلى القاهرة و في الوقت الذي تستعد فيه فصائل مهمة من المعارضة لاستقباله.

لا يسعنا إلا أن نعتبر ان توقيت هذا الإعلان يجئ محملا برسالة أراد الدكتور أيمن نور أن تصل إلى الدكتور محمد البرادعي و إلى مؤيديه الحاليين والمحتملين. تلك الرسالة مضمونها : " أنا هنا و لا يمكن أن تتجاوزوني, فقد دفعت ثمنا غاليا لمعارضتي الشرسة للنظام عمرا و مالا واستقرارا عائليا. لا أقبل أن يأتي البرادعي أو غيره هابطا بالبراشوت لكي يصبح الزعيم الذي تلتفون حوله و ترفعون لافتات الترحيب به. لا يمكنكم تجاهلي فسوف أكون دائما في بقعة الضوء و أنا أعرف كيف أجذب الأضواء نحوي حتى لو كان ذلك على حساب إمكانية تحقيق إنجاز فعلي على ارض الواقع ".

يعرف الجميع بما فيهم الدكتور أيمن نور أن هناك معوقات قانونية تمنع ترشحه في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية القادمة. لو استمر نور في تمثيلية الترشيح تلك فسوف نشهد فور رفض قبول ترشحه رسميا عدة جلسات في محاكم مختلفة الدرجات يترافع فيها نور ثم يخرج بعد كل جلسة ليواجة عدسات الكاميرات و الصحفيين لكي يؤكد انه منتصر لا محالة. ثم في نهاية الأمر يخرج أيمن نور لكي يشهد العالم على المؤامرة التي شارك فيها الجميع ضده و قد يكسب تعاطفا من هنا أوهناك. لكن يبقى السؤال الجوهري هو: هل سوف يساهم هذا العرض المسرحي (show) في تحقيق أي بند من بنود أجندة الإصلاح الوطني ؟ّّ!!.

قد يرد البعض بأنه أمام البرادعي أيضا معوقات دستورية تمنع ترشحه كمستقل و أن هذا سيتطلب عملا شاقا من أجل خلق الضغط الكافي لإجبار النظام على إجراء التعديلات الدستورية المطلوبة و إزالة تلك المعوقات. صحيح ... ولكن سوف يكون هذا جهادا وطنيا من أجل تحقيق أجندة الاصلاح و سوف يساهم في تغيير وجه الحياة على ارض مصر و يضمن لشعبها حياة افضل يستحقها بالتأكيد.

ورغم إعترافنا و تقديرنا لما لأيمن نور من قدرات سياسية كبيرة و ما قدمه من تضحيات, إلا انه ليس رجل هذه المرحلة, و وجوده لا يحقق فائدة للوطن و لحركة التغيير, و عندما يتمسك بالزعامة و بفرض نفسه على واقع قد تجاوزه لن يصبح إلا عبئا على الوطن و على قوى الاصلاح في مصر و على الليبراليين عموما و حزب الغد على وجه الخصوص.

ليس عند الليبراليين زعامات قدرية تلتصق بهم و يلتصقون بها في السراء والضراء. و لا ينفر الليبراليون من أمر كنفورهم من فكرة الزعيم الملهم و الذي يعتقد (توهما) أنه مركز الكون و شمسه و قمره وارضه و سماؤه. نعم لليبراليين زعاماتهم, ولكنها زعامات يخلقها الموقف عندما يكون ملائما .وعندما يتبدل الموقف تتغير الزعامات و يصبح من كان في مركز القيادة عضوا في فريق العمل الذي يدعم الزعامة الجديدة التي تلائم الموقف المستجد.

ولا يجب أن يمنعنا إنتماؤنا الليبرالي عن أن نقول للدكتور أيمن نور أنه يجب أن يعلي أجندة الوطن فوق أجندته الشخصية عندما يكون هناك تعارض كالحادث الان. فلم يكن ابدا الانتماء الى الليبرالية صورة من صور الانتماء القبلي الذي يفرض على المنتمي ان يجهر بتأييده لزعيم القبيلة ظالما كان او مظلوما !!. بل العكس هو الصحيح.والليبراليون ليسوا كيانا مصمتا سياسيا او أيديولوجيا ولا يجب أن يكونوا.

سيدي الدكتور أيمن نور

إثبت لنا ولنفسك زعامتك الحقيقية وليبراليتك الصادقة.

من فضلك إرحل فقد أصبحت عبئا علينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا