الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكذوبة في المزاد الانتخابي اسمها (لاانقطاع في الكهرباء بعد اليوم ) !!

ابراهيم زيدان

2010 / 2 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هذا ليس وعدا من وزير الكهرباء الدكتور كريم وحيد ، فالرجل فضل ان يسابق الوقت في ميدان العمل قبل هذا التاريخ ، بينما سواه انشغل بالسباق الانتخابي للفوز بمقعد البرلمان ، فالحمد لله كثرت الشعارات والمزايدات في المزاد الانتخابي وليس التنافس السياسي ، فمن لايمتلك رصيدا شعبيا تراه يعد الشعب العراقي بماهو خارج ارادته وحتى خارج ارادة رئيس الوزراء بشهادة النائب كمال الساعدي الذي اكد ان رئيس الوزراء لايمتلك ارادة سياسية وسط هيمنة الاحزاب على الحكومة ، بمعنى ان الوزراء لايأتمرون بأمره ، ومن هنا نفهم لماذا لم يستطع الرجل حتى انتهاء دورته الرئاسية تكوين دولة عصرية وانما حكومة احزاب متناحرة لم تحقق شيئا على ارض الواقع ولو الشيء القليل من جميع الشعارات التي رفعتها في الحملة الانتخابية البرلمانية السابقة ، ولانريد هنا ان ننزه المالكي فهو انسان مثلنا يخطأ ويتعرض لضغوطات منها ماهو سياسي ومنها ماهو حزبي ومنها ماهو شخصي اما الشعبية فهي لاتزال في ذيل قائمة الضغوط التي قد لايتاثر بها السياسيون .
واليوم يظهر علينا من المرشحين المتنافسين بقوة متحديا الواقع تماما بجهل فاضح لعله يفوز بمقعد البر لمان بخدعة مفضوحة ومزايدة استخدمها الكثيرون من قبله سواء اكانوا سياسيين من داخل البرلمان او خارجه حتى وصلت الى بعض رجال الدين الذين فوجئوا بالواقع فاعتذروا مسوغين مرد ذلك الى( قيل لي) ، مع انه شخصية مسؤولة لها مكانتها السياسية او الدينية ماكان لها ان تخطا وتعتمد على ماتسمعه ، اذ مابين العين والاذن اربعة اصابع كما قال امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب .
ويبدو ان هذا المرشح وجد في ازمة الكهرباء التي لايعرف شجونها وشؤونها فرصة سانحة لاستمالة الناخبين وكسب ودهم وتعاطفهم معه متوهما انهم سينخدعون ويصوتون له لانه حسب تصوره يمتلك العصا السحرية التي ستغير واقع قطاع الكهرباء بين ليلة وضحاها ، وهو لايعلم ان قطاع الكهرباء الذي يشهد جولات ومتابعات ميدانية متواصلة ليلا ونهارا من الوزير الحالي الدكتور كريم وحيد على الرغم من تسلمه تركة ثقيلة تمثلت ببنية محطمة وفساد مالي كبير، وقضية الوزير الاسبق الدكتور ايهم السامرائي لاتزال شاخصة في ذاكرتنا فهي طرية جدا وقد اثيرت في البرلمان واقتيد الرجل الى السجن وسرعان ماغادر السجن لكونه مواطنا امريكيا فأطلق سراحه وأغلق الملف وتم تسهيل امر سفره الى البلاد التي يحمل جنسيتها ومع ذلك يجد الرجل نفسه مظلوما ، وعاد هذه المرة ليدخل السباق الانتخابي لعله يحظى بالحصانة التي تليق به والتي جعلت القتلة حتى يومنا هذا بعيدين عن المسآلة والعدالة ! ، ومن حقه فالبرلمان العراقي صار مغنما للكثيرين ممن يحسبون على العراق ولكن بجنسيات اجنبية ليضرب البرلمان العراق صورة فريدة عن نواب بعضهم يمثل شعب الواق واق !
فهل سيستطيع هذا المرشح الخطير استمالة الجماهير بخدعة مكشوفة لايمتلك حقيقتها سوى اهل الكهرباء انفسهم فأهل مكة ادرى بشعابها كما يقول المثل ، وعند الدكتور كريم وحيد الخبر اليقين ؟ .
ودعونا بهذه المناسبة نضع صورة واقع قطاع الكهرباء لهذا المرشح وسواه من السياسيين وبعض رجال الدين الذين وجدوا في ازمة الكهرباء فرصة طيبة للمزايدة والتعبير عن حرصهم على مصلحة الشعب الذي يتحدث الجميع باسمه ، ولكن لاتغيير في حاله ولابناء ولااردة سياسية تقف بوجه الاحتلال ودول الدمار العراقي .
حتى ان وزارة الكهرباء وبمناسبة استغلال بعض المرشحين قضية الكهرباء في حملتهم الانتخابية اصدرت تصريحا هو اشبه بالبيان الذي يكشف الحقائق امام الشعب ويفضح هؤلاء الادعياء ، ومما جاء فيه ( ان الكهرباء صناعة تكنولوجية معقدة تحتاج للكثير من الخبرة والاموال لبناء منظومة كهربائية تسد حاجة المواطن العراقي من الطاقة الكهربائية سواء كانت للاستهلاك المنزلي او الصناعي او التجاري ومع عدم كفاية التخصيصات المالية واضطراب الوضع الامني وعدم استقراره الا في النصف الثاني من العام 2008 وهو استقرار نسبي وليس مطلقا ، الا ان وزارة الكهرباء حققت ما لم تحققه أي مؤسسة اخرى خلال السنوات الاربع الماضية بحسب التصريح ، بغض النظر عن انتماء تلك المؤسسات ، ونؤكد والقول للوزارة انها لا تنتمي الى اية جهة سياسية ورغم الظروف القاسية التي كان فيها المهندس والفني لا يستطيع التنقل في بعض المناطق الا بحماية قوات الجيش والشرطة الا انها حققت الشيء الكثير كإعادة المنظومة الكهربائية الى العمل بعد احداث التاسع من نيسان عام 2003 وربط المنظومة في مرحلة لاحقة لتكون منظومة واحدة تغطي العراق بأجمعه ، وبعد تحسن الوضع الامني ووصول بعض الشركات لاكمال بعض الاعمال وقبلها انجزت معظم الاعمال بملاكاتها الوطنية وبأشراف ميداني من قبل الوزير الدكتور كريم وحيد ، وفي مجال بناء وتأهيل المنظومة قدمت الوزارة العديد من الضحايا وقد عملت كوزارة امن وتعرضت الى ضغوط من جهات عديدة الا انها ظلت صامدة ووضعت اسس بناء رصينة في جميع قطاعاتها ،( اذا ماعلمنا انها تشتمل على قطاعات اربعة هي الانتاج والنقل والتوزيع والمشاريع ) ، اذ حصلت زيادات في الانتاج بمقدار 28% و43% في الاعوام 2008، 2009 قياسا بالعامين 2006 و2007.. فضلاً عن وضعها خطة استثمارية مالية وادارية واخرى لتطور بناء القدرات الفنية بشكل واسع وقد عملت لعشر سنوات وليس لاربع سنوات بارادة وكفاءة وطنيتين ، الا ان بعض المؤسسات لم تتعامل معها بشكل ايجابي ، اذ لا تزال لديها قدرات معطلة بسبب عدم توفر الوقود الكافي وغياب التنسيق مع دول الجوارفي توفير المياه لتشغيل المحطات الكهرومائية وزيادة كفاءة المحطات الحرارية فضلاً عن عدم توفر التخصيصات المالية التي تحتاجها الوزارة وهي( 4ـ5) مليار دولار سنوياً للوصول الى مرحلة افضل ، ولكن لم يلتفت احد الى مناشدات الوزارة في ترشيد الاستهلاك ، ومطالبتها بالتوقف عن الاستيراد العشوائي لاجهزة التبريد والتدفئة الكهربائية وغيرها من المواد التي معظمها غير مطابق للمواصفات الفنية العالمية ، كما ان الحكومة اشاحت بوجهها عن تلك النداءات بشأن وقف استيراد البضائع الكهربائية الرديئة التي كانت ولاتزال سببا في زيادة احمال غير مدروسة وعبئا كبيرا على منظومة الطاقة الكهربائية.
فهل ادرك مرشحنا العتيد ان الطاقة الكهربائية ليست شعارا براقا يخطف ابصار الجماهير التي عرفت المخادعين ؟ انها هي صناعة لايعرفها الا اصحاب الاختصاص ، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه وجنبها الشبهات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله