الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهولندي ينظر الى المسلم نظرة سلبية - 14 % فقط من الهولنديين ينظرون بايجابية الى المسلمين

حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)

2004 / 7 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هذه دراسة لاستطلاع الرأي في المجتمع الهولندي تظهر صورة الاسلام والمسلمين في نظر الهولنديين، وهي مبنية على الانطباعات التي يخلفها المسلمون بالدرجة الاولى في نظر هؤلاء من جهة وما يسوقه عدوهم عنهم مما من شانه ان يشوه صورتهم هذه بعيون مجتمعات ودول فتحت ابوابها لهم دون ان تأخذ بنظر الاعتبار خلفيتهم الدينية أو تبني احكاما مسبقة عنهم بل كانت هناك اعتبارات اقتصادية وديموغرافية في استقدامهم. ويتضح ذلك من خلال التشريعات والقوانين التي لا تكاد تفرق بين المواطن الاصلي والمهاجر باعتبار خلفيته الدينية او العرقية او غيرها من الاعتبارات الثقافية حتى الان على الاقل من ناحية النصوص القانونية التي تساوي بين الجميع طالما امتلكوا حق الاقامة الشرعية في هذا البلد.
ولإستطلاعات الرأي اهمية كبيرة في استيضاح وجهات النظر واسقاط التوجهات الاجتماعية الناجمة عن الكثير من التاثيرات الاعلامية والاحتكاك الثقافي بين هذه الجماعات الاجتماعية او الافراد، كما ان لها اغراض اخرى في قياس الراي العام والتوجهات الاقتصادية والسياسية وغيرذلك مما يخدم البحث العلمي او رسم سياسة البلد او المؤسسات الحكومية او المدنية.
ومن احدث هذه الاستطلاعات تلك التي نشرت نتائجها في وسائل الاعلام وهي ما نعرض لها اليوم، والتي كانت اهم نتائجها:

ان الهولنديين ينظرون بعين الريبة الى المسلمين ويحذرون من الاتصال بهم. وينظر ثلث الهولنديين نظرة سلبية الى المسلمين، بينما ينظر 14 % فقط منهم نظرة ايجابية. وسدس منهم يشعرون بخطر تهديد المسلمين لهم.
جاء ذلك في إستطلاع للراي أعده مركز ( TNS NIPO ) والذي كشف ريبة وخوف الهولنديين الاصليين وهم عينة الدراسة التي تألفت من 813 شخصا من أعمار 16 سنة فأكثر. كشف الاستطلاع عن شعورهم بالخوف والريبة من سلوك المسلمين في الحياة اليومية وشعورهم بخطر تهديدهم لهم.
وقد جاء في نتيجة الاستطلاع ان المبحوثين باتوا يفرقون بين المسلمين والاجانب عامة منذ اعتداءات 11 ايلول- سبتمبر. كما وكشفت الدراسة ان انواع الخوف والريبة هذه توزعت في ثلاثة مراتب هي:
في المرتبة الاولى، ان 16 % منهم يشعرون بخطر التهديد من قبل المسلمين، بل بالعبء الثقيل من رؤية الشبان المسلمين في الشارع.
وفي المرتبة الثانية يرونهم مصدرا للخوف والتهديد لإعتداء ارهابي.
وفي المرتبة الثالثة يأتي الخوف من الفترة التي من الممكن ان يقضيها الهولندي خاضعا لقواعد المسلمين.
اما الاشخاص الذين لديهم اتصال بالمسلمين فانهم يشعرون بتهديد اقل من اولائك الذين لم يحصل لديهم اتصال بالمسلمين عن طريق دائرة العمل او اتصال أسري.
بينما ينقص 67 % من الهولنديين الاتصال بالمسلمين. حيث ان معلومات هؤلاء تاتي من مصادر اخرى مثل رؤيتهم المسلمين في الشارع او التلفزيون. أما الشباب من فئة الاعمار من (16-34 سنة) فإن لديهم اتصال مبكر مع المسلمين، وان ربع الشباب لديهم زملاء مسلمين. وان 18 % منهم لديهم اصدقاء او معارف من المسلمين. وهذا ناجم عن ان الفئات العمرية الصغيرة من الشباب المسلم لديهم فرص الاتصال الاكبر بالهولنديين نتيجة احتكاكهم في المؤسسات الدراسية او تمكن اغلبهم من اجادة اللغة الهولندية والتي تعد آلية هامة من آليات الاتصال والاندماج الاجتماعي، في الوقت نفسه يفتقر العدد الكبير من البالغين والفئات العمرية الاكبر من المسلمين لهذه المهارة.
وتقف وسائل الاعلام منذ 11 سبتمر في مقدمة مصادر المعلومات والقصص عن الاسلام والمسلمين. كما وتوجد في محال بيع الكتب الكثير من المصادر المتعلقة بالشأن الاسلامي.
وقد افاد 65 % من المبحوثين بانهم لا يمتلكون فكرة كافية عن المسلمين، بينما اجاب 16 % منهم بعدم امتلاكهم اية فكرة عن هذا الدين.
وادعى 18 % امتلاكهم معرفة تامة بالاسلام.
ويستنتج من الدراسة ان المرأ طالما كانت لديه فكرة او تعارف مع الاسلام فإنه سوف يحمل انطباعا جيدا عنه وعن المسلمين. وهذا محفز هام للمسلمين لزيادة قنوات اتصالهم بالهولنديين سواء الاتصال الفردي او عن طريق المؤسسات الثقافية التي ينبغي ان تنفتح على الهولنديين وتزيد من فرص الحوار معهم وان تطرح الرؤية الأيجابية من الاسلام والمسلمين، ولكي تعيد توازن الكفة التي انحدرت الى الصورة المريعة عن الاسلام بسبب ممارسات الحركات المتطرفة والارهابية المحسوبة على الاسلام واعلان عداءها ضد كل من هو غير مسلم.
ومن الذين ادلوا بمعرفتهم الكبيرة، افاد 28 % منهم بنظرتهم الايجابية تجاه المسلمين، و38 % كانت نظرتهم محايدة، و36 % ينظرون بسلبية.
وينظر 43 % من الشباب نظرة سلبية مبكرة للمسلمين، وبمعدل 42 % للذكور مقابل 31 % من للأناث يحملون هذه النظرة.
الملفت للنظر أيضا ان ثلثي الهولنديين يفضلون ان يحتك ابناؤهم مع نظرائهم من الثقافات الاخرى، في نفس الوقت قال نصفهم بانهم يفضلون الانتقال فورا الى احياء سكنية يقطنها البيض اذا ما سكن في حيهم نسبة عالية من الاجانب.
وهذا ناتج عن المشاعر والانطباعات المزيجة عن الثقافات المختلفة وعن التوجهات العامة التي تشجع على التنوع والتعايش الثقافي في هذا البلد الذي اضحى بلد مغايرة ثقافية، حيث يعيش على ارضه مايقارب المليونين من اصل اجنبي في تعداد البلد الذي يربو على 16 مليون نسمة.

* المصدر: Volkskrant, zaterdag, (26-6-2004), Amsterdam
** أكاديمي وباحث انثروبولوجي عراقي مقيم في هولندا.
www.uluminsania.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة