الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيدة كلنتون مشاعرها عراقية وان لم تكن عراقية

نوري جاسم المياحي

2010 / 2 / 18
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


قبل ان ادخل لموضوع السيدة كلنتون..اجد نفسي مدفوعا لوضع اليد على ظاهرة سيئة عند البعض من اهلنا .. الاوهي ظاهرة الاتهام والتخوين التي توجه اوتلصق بأي كاتب يتناول مواضيع حساسة ويبدي اراء لا تتفق مع اجنداتهم الحزبية او الفكرية او القومية ..من المعلوم ان الكاتب الحر والمستقل وغير الماجور (وهم قلة هذه الايام ).. نراه ينطلق حرا في فضاء الرأي والكلمة وفي مختلف المواضيع .. وللاسف مثل هذه التوجهات الحرة تصطدم بظاهرة الاتهام والتخوين والاقصاء حتى نجد اليوم مواقع لاتنشر الا ما يصب في اجندتها او يخدم اغراضها واهدافها ..وهذا ليس سرا وانما يلمسه كل الكتاب ..ولكي اوضح الصورة للقاريء الكريم اسوق الامثلة التالية
- ان كنت منتقداً سكوت الجلبي عن اقصاء المطلك والعاني وغيرهم سبع سنوات .. ولم يتذكرهم الا قبل الانتخابات فيقصيهم .. تتهم بالدفاع عن البعث .
- ان طالبت بفصل الدين عن السياسة ومنع رجال الدين عن العمل السياسي .. اتهموه بالعلمانية التي يصورونها لبسطاء المواطنين كفرأ والحاد . بالمناسبة .. المجلس الجديد سيضم بين جدرانه من النواب المعممين ثلاثة اضعاف العدد الموجود في المجلس الحالي ..وهذه الفكرة اقتنعت بها من كثرة الصور والبوسترات المعلقة للمعممين ( اللهم استر علينا من فتنة يؤججها وعاظ السلاطين )
- ان انتقدت ممارسات الحكومة والوزراء ونهبهم للمال العام اتهموك بمعاداة النظام والاحزاب الحاكمة والعملية السياسية والنظام الديمقراطي الجديد
- ان ذممت المحاصصة والفيدرالية اتهموك بالشوفينية والرجعية والدعوة لعودة الدكتاتورية والبعثية
- اما اذا تورطت وتجرأت لمحاورة الامريكان فيعتبرونك عميلاً.
- من يقول ان نصف مليشيات الاحزاب الحاكمة المسلحة من فدائي صدام السابقين ..ومن يقول ليس كل بعثي مجرم وليس بالضرورة ان يكون القتلة والمجرمين بعد الاحتلال هم بعثيين بالضرورة .. فقد قامت الدنيا عليه ولم تقعد.
- من يجرأ ويقول ان ايران لا تضمر خيراً للشعب العراقي ونواياها وخططها في السيطرة عليه من خلال عملائها ..فقد كفر .
- من يقول ان السعودية والكويت واموالهما وتعصبهما الطائفي هو منبع الارهاب والسبب في قتل الابرياء وغايتهم تدمير الشعب العراقي وتمزيق وحدته ..فتلك الطامة الكبرى. ويتهمونك بالولاء لايران وانت طائفي
- من ينتقد تصرف المطلك والعاني واثارة الضجة المعروفة بدل اللجوء الى القانون وتنصيب انفسهم ممثلين للسنة العرب وفتحوا الباب للاصطفاف والفتنة الطائفية كما نشاهدها اليوم..اعتبروا الموضوع تجني واصطفاف مع نوري المالكي.
- ان انتقدت السيد عادل محسن (حزب الدعوة ) او بهاء الاعرجي ( التيار الصدري ) لتصريحاتهم السخيفة واللعينة والمثيرة للفتنة الطائفية وتمزيق لحمة الشعب العراقي كما تعلمون ومصيبتنا في تبرير احزابهم لهذه التصريحات بانها اراء شخصية.. اتهموك بمولاة البعثاو من القاعدة
- هناك العديد من المواضيع الحساسة التي يتناولها الكاتب انطلاقاً من حرية الفكرالتي يؤمن بها ولكن من لا تعجبهم هذه الاراء .. فالاتهام والتخوين جاهزة لالصاقها به كوسيلة لارهابه ومنعه من ابداء الراي .. هذه المقدمة سقتها لانني اعرف ان من يقرأ مقالي .. لا بد ان يختار واحدة من التهم لالصاقها ..
- بالامس قرأت تصريح للسيدة كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية حيث قالت ( لو كنت مرشحة عراقية لرفعت شعار شعب واحد... عراق واحد ... مستقبل واحد ) وغني عن التعريف ان السيدة كلنتون كانت السيدة الاولى لمدة ثمان سنوات عندما كان زوجها الرئيس كلنتون رئيساً للولايات المتحدة لدورتين .. كما نافست الرئيس اوباما على ترشيح حزبها لمنصب الرئيس عن الحزب الديمقراطي بشراسة وضراوة ..وكادت ان تفوز بالترشيح لو لم تنسحب في اللحظة الاخيرة. وهي اليوم تشغل منصب عرابة السياسة الخارجية الامريكية وهو منصب ليس بالهين في اعظم دولة في العالم ...فعندما تصرح بمثل هذا التصريح وجهت انتقاد حاد وقاسي ومؤدب لكل السياسين العراقيين الذين نسوا الشعب واهتموا بطموحاتهم الشخصية واستخدموا عملية الانتخابات لتشويه النظام الديمقراطي الجديد .ولكنهم وللاسف الشديد لايفهمون ولا يدركون .. المفروض بكل السياسين العراقيين ..عرباً واكراداً .. وتركماناً ومن كلا الطائفتين.. ان يدركوا ان الشعب العراقي شعب واحد ولايجوز التفرقة بين ابناءه .. اما عندما قالت .. عراق واحد .. فقد وجهت انتقاداً لاذعاً لدعاة تقسيم العراق .. وانتم تعرفونهم .. اما المستقبل الواحد .. فهو المستقبل الزاهي والزاهرالذي تتمناه لشعب العراق .. بنظامه الديمقراطي الحر .. لا لمستقبل الاحزاب الطائفية والعنصرية.. الذي نلاحظه اليوم ان كل حزب يبكي على ليلاه وطز براحة ومستقبل المواطن المسكين الذي عانى ما عانى قبل الاحتلال وبعده .. فتحية للسيدة كلنتون على مشاعرها الطيبة تجاه شعبنا المسكين ضحية المطامع والمطامح الشخصية للقادة .. وهنا يحضرني تصريحات العراب الاسبق والداهية المعروف للسياسة الخارجية الامريكية السيد هنري كيسنجر قبل اسبوعين عندما نبه الادارة الامريكية الحالية وقال لهم ان العراق مركز الثقل في المنطقة ويجب التركيز والاهتمام به لاتتكروه لوحده بحجة الحرب على الارهاب في افغانستان .. فمتى يدرك سياسينا اهمية التعامل بفهم وادراك لمصالح شعبنا المظلوم؟؟؟ والقيمة الاستراتيجة لهذا الوطن العظيم .. اليس المفروض بنا ان نستغل هذه الاهمية الاستراتيجة لاستعادة ثقله الاقليمي بدلا من التبعية والاستكانة لدول الجوار التي لا تريد الخير لوطننا .. اما كفاية صب الزيت على النارباشعال الفتنة الطائفية ثانية ؟؟ واقول للسيد نوري المالكي رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة .. الست المؤتمن على امن وامان الشعب ومسؤول عن محاربة ومعاقبة دعاة الشقاق والنفاق ؟؟ الست من اصدر الاوامر باعتقال من يمزق البوسترات الورقية للمرشحين ؟؟ وانت تعلم من قام بتعليق هذه البوسترات الورقية هم عمال اجراء وهم نفسهم من يمزقها ومقابل اجرة يقبضونها ؟؟؟ اليس من الافضل والاعدل ان تامر باعتقال من يدفع لهم المال للقيام بهذه الاعمال من القادة السياسين والمرشحين انفسهم؟؟؟ اليس من العدل والانصاف ان تصدر اوامرك باعتقال كل من يصرح بكلمة تمزق لحمة الشعب ؟؟؟كائن من كان ومهما كانت صفته الحزبية او انتمائه الطائفي والحزبي ؟؟ فاثبت للعالم يا نوري المالكي اجمع انك لها وانك القوي الامين وانك الحريص على وأد الفتنة الطائفية ليس بالاقوال والخطابات وانما بالقرارات الفعالة... الانتخابات وسيلة لبناء مجتمع ديمقراطي حقيقي..وممارسة يجب ان نحافظ عليها وننجحها وهي فرصة ثمينه يجب ان لاتضيع لانها تحدث مرة كل اربع سنوات .. مساجلات ومواقف وتصريحات البعض من المحسوبين على السياسة قد افرغوا هذه التجربة من محتواها الرائع .. وجعلوا المواطن يحقد ويكره ويلعن الانتخابات لا لانه لايريد الانتخابات لذاتها وانما لما سببته من خوف وقلق من المجهول ..
اللهم احفظ العراق واهله
18 /2 / 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق يخاف منه دائما
الدكتور محمد العامري ( 2010 / 2 / 18 - 00:02 )
تحية لك سيدي على مقالك
انا اوافقك الرأي تماما على ماتفضلت به من كيل التهم لكل من جهر برأيه واما لتصريح السيدة كلينتون فأتصور انها الان صحت بعد ان سلمت العراق لقمة سائغة لكل دول الجوار وخصوصا النظام الايراني ولكن ملاحظتي هنا ان سياسيي العراق او ما بسمون انفسهم به لو كانوا يستحون او لديهم ذرة حياء لما رشحوا انفسهم لدورة نيابية اخرى وهم يرون انجازاتهم في ارساء الطائفية والمذهبية والفساد المالي المهم ان يعي العراقي ان حقوقه لن تصان اذا كان شيعيا وانتخب شيعي او كان سنيا واتتخب سنيا او كرديا وانتخب كرديا .. وانما ينتخب عراقيا مادام هو مواطن عراقي مؤمن بأن العراق هو فوق الجميع


2 - الشيوعيون قالوها قبل مسس كلنتن
ابو علي ( 2010 / 2 / 18 - 11:42 )
ان ما قالتها مسس كلنتن ليس الا البكاء على ليلاها بان لا تفلت الامر من ايديهم في العراق وليس من اجل سواد عيون العراقيين ثم هل انهم في اميركا اقصد السيدة كلنتن وزوجها
يبكون على جميع ابناء الشعب ام فقط طبقتهم البرجوازية .اما الشيوعيون الحقيقيون العراقيون وهم حقا يقولونها وهم يؤمنون بحرية كل انسان اما عدم الاشارة الى اقوالهم فهذا............?.


3 - اتفق معك و اضيف
حارس الفنار ( 2010 / 2 / 19 - 17:14 )
ازيدك من الشعر بيتاً انه كلما تحدثت بإدب و بصوتٍ منخفض مراعيا لاصول الحديث و الادب كلما قل قدرك مع سامعين راءيك و كلما زادت جعاجيعك و تمسكت بإدب الشوارع كلما زاد احترام سامعيك لك
بغض النظر عن من يداعي بوحدة العراق اود ان اعرف ان كان افراد هذه الجهات المتعدده يؤمنون بهذه الوحده و الى اي حد. للعشر سنين الاخيره لم اقابل كردياً واحداً يود الانضمام لما تدعوه بالعراق الواحد، و اتسائل كم عراقي شيعي سيرضى بحكومه سنيّه و متى


4 - ظلمة ودولمة ومعدان
الحكيم البابلي ( 2010 / 2 / 20 - 01:17 )
يا عزيزي المياحي ، كعراقي فأنا لا أختلف عن بقية العكالة ، وأنا أتهمك بالوطنية ، ولو كنتَ تملك ذرة عقل لأخذت الأحتياطات اللازمة لمواجهة كل أنواع العنف التي سيمطرونك بها ، لأن الوطنية اليوم هي أكبر تهمة ، وقد أُعدم الكثير من أبناء الشعب بسببها

يا سيدي الواقع يقول بأن صدام وغيره دمروا تكوين الشخصية العراقية بصورة مباشرة وغير مباشرة ، وبعد أن نفقَ الزمال ، وجدنا أن كل من عمره 40 أو 50 سنة هو آلة معطوبة وخربانة وإن عملت فهي لا تصنع غير الضجيج والخراب !! أما ولد الحمولة فقد شردوا حفاظاً على ما تبقى لهم من كرامة وعزة نفس وشرف ، تصور حتى إسرائيل فيها مهجرين ومهاجرين عراقيين
ولم يبقى في الدار إلا المساكين من مكسوري الجناح والذين سيهجون ويشردون متى ما طلع ريشهم بصورة من الصور . ومعهم بقي اللكامة والسرسرية والحثلكية والعفطية والحرامية والبشتية والذين سيمائهم على وجوههم من أثر الكلاوات والساختات على الناس والوطن ورب العباد
ولهذا سيدي فناس من مثلنا غسلوا إيديهم من هل شكولات ، وعلينا والطيبين من أمثالك ينطبق الوصف في قول الشاعر
وعجافٌ تمرُ بعد عجافٍ ======= وإنتظرنا ولم تمر السمانُ
تحياتي

اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل