الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبن الشامية البار عبد الواحد حبيب غلام

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 2 / 18
سيرة ذاتية


لمدينة الشامية، تاريخها الناصع ومكانها المعروف في النضال الوطني فمن أهوارها انطلقت شرارة النضال الشعبي عبر تاريخها المجيد ومن ربوعها كانت الانتفاضات الجماهيرية تلهب الأرض تحت أقدام الطغاة والمستبدين،وأبنائها سراة المجد ورادة المسيرة وأباة الضيم وقمم النضال وفيها كانت الشرارة الأولى للحركة الأنصارية الشيوعية عندما خاض شبابها معامع الكفاح المسلح بوجه غربان البعث وحرسه القومي وعندما أغلق الجميع أبوابهم خشية الريح السوداء كانت بيوت الشامية مشرعة لاستقبال أبنائها البواسل شيوعيي العراق ليعلنوا حربهم الضارية لحثالات الحرس القومي في منازلة كانت الأروع بين نضالات العراقيين عندما لقنوهم دروسا كانت مثار أعجاب الجميع فكان الفقيد زكي خيري ومحمد الخضري وباقر إبراهيم وعدنان عباس ومعن جواد وحسين أبو خبط ومحي صاحب الشرع يؤازرهم رفاق الدرب يخوضون معركتهم الظافرة في مواجهة لا زال شخوصها يتنسمون عبقها الزاخر بالأمجاد.
وتاريخ هذه المدينة صفحات متصلة في كتاب النضال الشيوعي وقد أمدت الحركة الوطنية بمئات المناضلين الذين لا زالوا في قمة المجد الشيوعي وناصية النضال الوطني ولو أردنا الاسترسال في تعدادهم لاحتجنا لحيز يفوق ما خصص لنا من صفحات ولكن سنحاول استعراض تاريخ شخصية وطنية لا زالت ماثلة في الأذهان ولا زال عطاؤها الثر معين لنا في مسيرتنا بما قدم ويقدم من عون مشكور في ديمومة المسيرة ونمائها رغم عوامل السن والوضع الاجتماعي ،انه الشخصية الوطنية اليسارية والوجه الاجتماعي عبد الواحد حبيب غلام الذي رضع لبان الوطنية الصادقة من أسرة كان لها أثرها وتأثيرها عبر تاريخ العراق المعاصر فهم في مقدمة الأسر التي تقاسمت الإنتاج الزراعي مناصفة مع فلاحيهم ،وانسلخوا عن طبقتهم البرجوازية ليكونوا في غمار المناضلين من البروليتاريا العراقية ،وكانت لهم أشواط وأشواط في مضامير المواجهة مع أعداء الشعب ونالهم ما نالهم من رشاش الموتورين وزعانف الرجعية وصنائع الاستعمار،فكان صبرهم وصمودهم مدعاة فخر للمناضلين الصامدين الذين لم يغيروا مواقعهم أو يتخلوا عن مبادئهم ،ولهم امتدادهم النضالي المشرق في تاريخ الحركة الوطنية،وكانت دار الحاج حسن غلام محفلا للمشاركين في ثورة العشرين الباسلة وشهدت اجتماع الكثير من زعماء الفرات الأوسط في التحضير للثورة،وكان الحاج محمد حسون غلام أول رئيس للمجلس البلدي في الشامية في ثلاثينيات القرن الماضي ،أختاره أبناء المدينة لما يتوسمون فيه من تضحية ونكران ذات ،وكان الساعي لأعمال البر والإحسان وتكفل ببناء جامعها الكبير على نفقته الخاصة ولا زال ماثلا حتى اليوم،وكان لهم موقفهم المعروف إزاء اليهودي العميل (منشي) الذي أستغل علاقته بالنظام الملكي لإيذاء أبناء المدينة والنيل منها فكان أن أرداه قتيلا المرحوم عباس غلام الذي حكمت عليه المحكمة بالإعدام ،وعند تمييز القرار تطوع للدفاع عنه المحامي ذيبان الغبان فحصل على البراءة وسكن مدينة الحلة وكان من وجوهها ورجالها المعروفين بوطنيتهم وعلاقاتهم الاجتماعية المتميزة،وفي بيوتهم تكونت النواة الأولى لرابطة المرأة العراقية وتولت رئاستها أحدى عقائلهم (و-ح-غ) الى جانب أم بلقيس وشكرية وأخريات من بنات سادة المدينة وأشرافها من آل الشرع،وكان المرحوم مهدي محسن غلام أول من استجاب لأطروحات حزبنا الشيوعي العراقي في مناصفة قسمة الحاصلات الزراعية وتحدى قرارات السلطة الملكية عندما سجل قراره في محكمة الشامية بتقسيم الحاصلات مناصفة عام 1948 ،مما أثار استياء السلطة وعملائها الإقطاعيين وحضي بإكبار وإجلال الفلاحين،واحتذى به الكثير من الملاكين المتنورين،وشكل صفعة قوية للعناصر الرجعية التي باتت تخشى التحولات في بنية المجتمع العراقي.
وزجت هذه الأسرة بأبنائها في آتون النضال الوطني من خلال انخراطهم في العمل السياسي وطليعته الحزب الشيوعي العراقي،وكان لها تاريخها الناصع في السفر الشيوعي الخالد فقد شغل الرفيق مالك حبيب غلام عضوية اتحاد الطلبة العالمي ،وأصبح بعد شباط الأسود في عضوية اتحاد الشبيبة العالمي ومقره براغ الى جانب الدكتور مهدي الحافظ،ومنها رياض حبيب غلام الشيوعي المتمرس باندفاعاته الرائعة في التصدي لأعداء الحزب ومناوئيه،والشهيد محمد مهدي غلام الذي كان علامة بارزة في الحزب الشيوعي،وكان هدفا لتخرصات الموتورين ،حيث تناوله الدكتور شاكر مصطفى سليم في كتابه سيء الصيت (الإعصار الأحمر) بهجوم كاسح لما خلف من آلام في قلوب الرجعية المحلية بمواقفه النضالية المعروفة وإباءه الشيوعي ،وكان أحد قيادي اتحاد الطلبة العام عندما كان الشهيد الخالد سلام عادل مشرفا عليه،ومنهم نعمان مهدي غلام أحد الكوادر الشيوعية التي أسهمت في مآثر الحزب الشيوعي العراقي وأقامت أمجاده على أمتن الدعائم،وقد أعدمت السلطات الفاشية شقيقه الشيوعي الصامد (رئيس مهدي غلام) عام 1983 بتهمة انتمائه لحزب الدعوة العميل مع 31 عسكريا من قيادة القوة الجوية حسب قرار محكمة الثورة سيئة الصيت التي كان يرأسها المجرم مسلم الجبوري ،
وظلت بقاياهم تناضل الدكتاتورية العاتية ممثلة بابنهم البار ذياب آل غلام الذي لا زال ذلك السيف المشهر،رافعا راية النضال ،هازئا بالمنون ،متجاوزا لكل الصعاب،يشمخ بانتمائه الشيوعي،ولا يكل عن الدفاع عنه في أحرج الظروف.
وعبد الواحد حبيب غلام سليل هذه الأسرة وعميدها اليوم توارث المجد من أبائه وأخواله فخاله هو الزعيم الوطني المرحوم جعفر أبو ألتمن الشخصية اليسارية الوطنية ذات المواقف المشهودة في دعم مسيرة الحزب ونضاله أبان العهد الملكي، ،ومنح عبد الواحد الحركة الوطنية الشيء الكثير فقد كان داعما لها بما له من إمكانات مادية أو معنوية وبيته كان الملاذ الآمن للشيوعيين من مختلف مناطق العراق وطالما أحتضن اجتماعاتهم وجلساتهم وأمدهم بالأمن والأمان لما يتمتع به من مكانة اجتماعية في القضاء،ومن داره أنطلق شهيد حزبنا الشيوعي العراقي محمد الخضري ليسطر صفحات المجد والخلود في المسيرة الشيوعية الظافرة ،وفيه كانت روائع الشاعر الكبير شاكر السماوي تأخذ طريقها لمتذوقي الشعر الرائع المتين،والكثير من قادة الحزب ممن تنسموا أعلا المراتب من الشامية وأطرافها ومحيط الفرات الأوسط لهم ذكرياتهم عن هذه الشخصية التي آمنت بالمبادئ الشيوعية ونالها الكثير من الأذى والاضطهاد لسنين وسنين،وبسبب انتمائه اللصيق بالحزب كان ضيفا لمعتقلات الشرطة السرية وزبانية الأنظمة الجائرة ،ولم تثنيه مصاعب النضال عن مواصلة طريقه الطويل ،ولم ينكفئ على عقبيه وظل ذلك الإنسان المؤمن بقضية شعبه رغم ما ناله من أذى وأصابه من حيف ولعوامل ذاتية وموضوعية آن له أن يلجأ الى الراحة من عناء السفر الطويل ليبقى ضمن المسيرة مؤيدا لها مؤمنا بها يحاول ما وسعه الجهد أن يقدم لها ما يستطيعه وهو في عقده السابع ومكانته الاجتماعية المعروفة ،لذلك سيبقى( أبا راهي) راهيا مترهيا يغترف من منبع ثر منبع الوطنية الحق،ويتنسم عبير الأمجاد الرائعة التي سطرها الشيوعيون العراقيون عبر تاريخهم الحافل بالمآثر والأمجاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسلم وماضع حليب أخميسه
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 2 / 18 - 10:20 )
هزه الدم الجايبن بيه...اتصور والله اتصور...رفيقي هذه صحائف معلاقاتك للزهو وللانتصار وطريق النضال فتعالوا نتباهل امام العراق هؤلاء الشيوعيون النجباء وهذه قائمتهم أتحاد الشعب فأتوني بمن يتماها معهم... دمت يا رفيق العمر والنضال دمت يا أبن الأصلاء والشريف الرفيع دمت يا ؛بيب القلب والعشق العراقي ستنجلي الغيمة قريبا بسواعدكم بالعطاء ونحن البو غلآم بهذا الطريق نحيا والعراق حيّ ...أحييك وسلم يراعك ياشعلة الحق والحق معك صاحب وصديق... عاش العراق وعاش من يصوت لأتحاد شعبه... شمس تموز وأحفاد سومر وبابل والقرامطة وشعارهم ابو الفقراء علي ع وفهد وسلام عادل وسعدون وكل الشهداء نور للشعب ورآية حمراء...دمت يا رفيقي على هذا العطاء....ولاغرور من فيضك بالكتابة عن هذه العائلة عنا نحن البو غلآم...وثلثين الولد على الخال... طبت يوما وأسعدت دوما


2 - سؤال...؟
علي كاظم ( 2010 / 2 / 18 - 17:08 )
واحد يمدح الاخر ..بس سؤال برئ كيف استطعتم العيش ثلاث عقود تحت نظام دكتاتوري كان يحاسب حد الموت على التهويمة ، على الظنون ، على الحلم ..أقول كيف استطعتم ذلك وأنتم بهذا التطرف المشهود لمبادئكم والذي فاق الشيوعيين الذين تغربوا وسجنوا والذين حملوا السلاح ... أليس ذلك مدعاة للحيرة ...؟؟؟أعتقد أنكم تختطفون الحزب نحو الهاوية وخلق الاعداء بهذا السلوك العجيب .. أتمنى أن يكون العراقي أكثر تصالحا مع نفسه ومع الحقيقة التي عاشها تلك أمنتي الاخوية لكما معا عسى أن تعودوا لطريق الحوار الحقيقي ..، فليس بالتهريج وخلط الأوراق يكتسب المرء صفة مناضل فللناس عيون واحاسيس ومشاعر وذاكرة عليكم ان لا تنسوا ذلك رجاء ...مع فائق مودتي لاخوة الوطن ... مع تأكيدي على الاخوة في الحواربنشر ذلك لانني لا أريد للأخوين العزيزين سوى الأفضل والأكثر مصداقية ...ودمتم


3 - الأخ العزيز علي كاظم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 18 - 19:06 )

ما نتبادله من تقريظ انا وذياب ربما ورائه دوافع أخرى غير القرابة هي رفقة طويلة امتدت لأعوام وبالنسبة للأخ ذياب فقد ترك العراق مهاجرا وحاليا يعيش في أستراليا أما بالنسبة لي فانا في العراق وعشت كما عاش باقي العراقيين نأكل الخبز الأسود الممزوج بالجرذان والدود والأوساخ ونعاني الكثير من ظلم البعثيين الصداميين وأبناء العوجة ونتحمل الكثير من الأذى الذي دفع غيرنا ممن توفرت لهم الظروف الى ترك العراق ولعل الأخ الكريم يجهل أن مجرد عدم الانتماء للبعث أو عدم تأييد سياسته أو محاولات بث ما يسيء إليه هو نوع من النضال ضمن إمكانياتنا المتاحة ،أما ما تسميه من تطرف فهو تطرف ضد البعث وجلاوزته ولن ننسى ما عمله البعث بنا ولن نغفر لهم ذلك ونبقى نطاردهم في جحورهم حتى الموت ،ونتمنى أن يأخذ القانون طريقه لمحاسبة جميع القتلة والسفاكيين ممن أوغلوا بدماء العراقيين،


4 - تابع لما قبله
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 18 - 19:07 )
أما أن يكون العار علينا أننا بقينا في العراق فهذا شرف لنا أن لا نغادر ساحة الصراع وأن كان صراعنا غير متكافئ أو ليس بالحد المطلوب ،ولو أردنا أن نكون كالآخرين لاستفدنا كثيرا بانحيازنا له أو التطبيل والتزمير لأعماله ولكننا لم نفعل وأتحدى الجميع أن يثبت أني شخصيا قد كتبت حرفا واحدا في تأييد لسياسة العهد المقبور وهذا هو منتهى الشرف
دم بعافية أخي الكريم وأعلم أن العراقي الذي عانى سواء بالبقاء تحت نير الظلم أو بالخروج هو أفضل من آلاف القتلة والمأجورين الذين تريد منا التجاوز عن أخطائهم وفتح باب الحوار ،رغم أنهم لا يركنون الى الحوار أو يؤمنون به ولا زالوا يعيثون فسادا في العراق مع تحياتي وأتمنى أن لا أكون متجاوزا فيما قلت.


5 - withe Ali
سلام مهدي ( 2010 / 2 / 19 - 10:34 )
انا مع الاخ علي لم يكن تطرفكم سوى على شيوعين سابقين واصلوا مع الحزب وبالتاكيد علدراية افضل منكم انتم الذين ابتعدتم عن الحزب اكثر من ربع قرن...هل نسيتم تطرفكم على الناصري والجيلاوي وعلى رفاق بشتاشان وعلى تقي وعشرات من الذين يختلفون مع الحزب...اما ظلم البعث فقد ساوى الجميع وذلك ليس رافعة للاساءة لناس ...مع شكري ى


6 - تقبل مودتي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 19 - 18:32 )
الأخ سلام مهدي
يبدو أنك لم تقرأ الموضوع أو تعقيب الأخ علي لأنك خرجت عن الموضوع فنحن لم نذكر أحد من الشيوعيين سواء المنشقين أو الخارجين عن الحزب أو المختلفين معه لسبب من الأسباب وبالتالي فأن التعليق فقد مضمونه لعدم علاقته بموضوع يستذكر شخصية وطنية لا زالت مع الحزب وتساير نضاله ولو كنت تعرف أني ذكرت من هم خارج الحزب عدنان عباس وباقر إبراهيم وهم يختلفون معه في سياسته لعرفت أن كلامك ليس في محله تقبل مني المودة وثق أن أي شيوعي حقيقي سواء كان داخل الحزب أو خارجه يبقى شمعة تضيء وله صفحاته الناصعة التي لا يمكن تناسيها في يوم من الأيام
تقبل مودتي

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان