الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان سيدٌ بحريته

اديب طالب

2010 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


رجل الدولة سعد الحريري ، وفي رحاب ساحة الحرية والشهداء ، وأمام العالم ؛ حامى أولاً عن الحرية وعن الديمقراطية ، عندما قطع على نفسه عهداً علنياً صريحاً للبنانيين وشهدائهم ، بأنّ جوهر مهامه وأهدافه ، وعبر شراكة اسلامية مسيحية ، هو العبور الى الدولة اللبنانية الديمقراطية . وحامى ثانياً عن الوطنية اللبنانية ، عندما أكّد استمرار اليد الممدودة ، اليد القوية بشعبها ، القوية بقيمها ومبادئها وثوابتها ... استمرارها في التوافق الوطني الداخلي ، واستمرارها الوطني الاقليمي في التقارب الندّي مع الجار الأهم ، دولة لدولة وشعبا لشعب . وحامى ثالثاً عن حق 14 آذار في بقاء وحماية ثورة أرزها ، وشعبية انتفاضتها ؛ وصولاً لاتمام الاستقلال الثاني والسيادة الحقيقية بالحرية .
الشراكة الاسلامية – المسيحية ، تجسّدت في 14 شباط 2010 ، في ساحة الحرية . الشراكة الاسلامية – المسيحية ، تعبيرٌ عن رقيّ ديمقراطي عابر للديانات ، وهي مدخلٌ حضاريٌ للعبور الى الدولة المدنية الحديثة . من استمع جيداً للرئيس الحريري والرئيس جميل والرئيس السنيورة ولرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ؛ تأكّد له صحّة ما ذهبنا اليه . لم يسبق القادة جماهيرهم خطوة ، ولم يتخلفوا عنهم خطوة ، وفي التطابق يكمن النجاح القادم .
كلما اقترب لبنان من الحرية اقترب من السيادة ، وكان حصيتاً وسيداً في وجه مطامع الآخرين ، وكلما ابتعد لبنان عن الحرية ابتعد عن السيادة وخدم المطامع الخارجية . هذه حقيقة سطعت في سماء ساحة الحرية والشهادة في 14 شباط 2010 . ثمة تفويضٌ من أل البيت للابن البار وتشريفٌ له بحمل المشعل . رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، فلقد دفع دمه ثمناً لمشعل الحرية العظيم . قالت السيدة نازك رفيق الحريري : "ابننا سعد يحمل شعلة الحرية لبلدنا" .
قال رئيس الوزراء اللبناني سعد رفيق الحريري : "لن تكون هناك فرصة للبيع والشراء على حساب الكرامة الوطنية ، أو على حساب نظامنا الديمقراطي ، او على حساب المحكمة الدولية" .
بدا للبعض أنّ كلّ شييْ حُسم لصالح أعداء الحرية اللبنانية ، هذا حُكم شديد التسرع . لبنان لقمةٌ عصيةٌ على الابتلاع ، والحرية متجذرةٌ فيه منذ عام 1860 ، في وقت كانت فيه المنطقة غارقةٌ بالاستبداد الديني والسياسي من أقصاها الى أقصاها ، وكان لبنان نافذة الضوء الى الشرق المعتم ، كان سيداً بالحرية وسيداً بمشاعل التنوير ، لا يتذاكى أحدٌ على التاريخ والوقائع ، التاريخ الصادق أذكى الأذكياء ، والوقائع المثبتة هي سداته ولحمته .
لبنان سيدٌ بالحرية والديمقراطية ، واللبنانيون أسيادٌ بالحرية والديمقراطية ، دفعوا ثمنهما شهيداًتلو شهيد ، وجاهزون للدفع من جديد . في لبنان مجتمعٌ بالغ الحيوية ، بالغ النضج السياسي ، وعلى مرتبة حضارية تحلم بها مجتمعات المنطقة . ما حدث في ساحة الحرية في 14 شباط 2010 ؛ عزّز ثقة هذا المجتمع بنفسه وبامكاناته وبقدرته على التعامل مع اللذين لا تعجبهم حرية اللبنانيين وليبراليتهم وديمقراطيتهم .
ساحة الحرية قالت : 14 آذار باقيةٌ حتى تتحقق أهدافها ، باقيةٌ بشعبيتها المباشرة ، باقية بالأغلبية اللبنانية المنتخبة في حزيران 2009 ، وبسعد الحريري زعيماً مهماً بين قياداتها ، ورئيساً معتمداً لأغلبيتها ، ورئيساً شرعياً لمجلس الوزراء اللبناني .
14 آذار تمتلك رؤية سياسية واضحة ، ولا يمكن لأيّ رؤية سياسية أن تنجح وتتحقق دون جسم سياسي ، دون تنظيم سياسي طوعي وخدمي ومعاشي ؛ يؤمن التواصل والتعامل اليومي مع اللذين امتلأت بهم ساحة الحرية ، ومثلهم معهم ممن لم يقدروا على الوصول اليها ، هكذا تنظيم سياسيٌ قادرٌ على حماية النموذج اللبناني الحر الديمقراطي الفريد في المنطقة ، وقادرٌ على بناء وحماية لبنان الحر السيد المستقل .
اديب طالب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية تتصاعد.. ما تأثير


.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والسعودية؟




.. الجهاد وحماس تدينان إقدام عناصر أجهزة أمن السلطة على اغتيال


.. جرافة الاحتلال تهدم منزلا في بلدة حزما شمال شرق القدس




.. مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع