الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأهيل الناقد

مثنى كاظم صادق

2010 / 2 / 18
الادب والفن



قديما سمع أعرابي رجلا ينشد الشعر لنفسه فقال له : شعرك سكر لاحلاوة فيه , وبعد فمما لاشك فيه أن ثمة إشكالية واضحة في عملية تلقي النص المعاصر على الصعيد الثقافي عموما والأدبي خصوصا ولاسيما أن بعض النصوص تعمد مبدعوها على طلسمتها بغية المباهاة بعدم فهمها من المتلقي العادي بل وحتى المتلقي ( المثال ) !! ولا أريد هنا أن أذكر الأمثلة وأقتبس بعض النصوص النقدية و( تقويسها ) بغية عرضها على القاريء كي يفسر لكاتب السطور ما تحتوي من كلمات وجمل عصية على الفهم والتفسير حتى على ذوي الاختصاص والاهتمام وينطبق عليها قول الاعرابي الذي مر على مجلس الاخفش فسمع كلامهم في النحو وما يدخل معه فحار وعجب وأطرق ووسوس فقال له الاخفش : ما تسمع يا أخا العرب؟ قال : أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا . وربما روجت الكتب هذه الحكاية واضعة اللوم على الاعرابي وتدني مستواه العلمي مهملة الجانب الآخر من القضية وهي قضية إشكالية تلقي النص واستقباله, وهنا يأتي دور الناقد على ( فك ) وتوضيح وعرض ما يريده المنتج وسبر أغوار نصه لكن مع الأسف بدأ نقاد اليوم يغلقون النص بنقدهم ويعتمونه أكثر من منتجه , حتى أن النقد أصبح أشبه بــ ( جلجلوتية ) تقرأها بكلامنا لكنها ليست من كلامنا , إذ يحيط بعض النقاد نقوداتهم بجمل وعبارات لا يستطيع فهمها لا إخوان الصفا و لا خلان الوفا , حتى أصبح المثقف لا يجرؤ على الإقرار والتصريح بعدم الفهم لهذه القراءات النقدية كي لا يرمى بالجهل والتأخر عن عجلة الثقافة والنقد الحديث , وأنه لا يستقبل النقد الحديث لامتلاكه مجسات استقبال غير صالحة ولا يلتقط الإشارات الحديثة , وهنا ثمة إشكالية وتساؤل مهم وهو إلى أين يسير النقد في العراق ؟ هل تحول النقد إلى طبيعة طبقية فئوية ؟ بعدما كان على يد أفذاذه ( عناد غزوان وعلي جواد الطاهر وصلاح خالص وغيرهم) نقدا يفهمه الجميع , ويتلذذون به ؛ لأنه يميط اللثام عن النص , ويسبر أغواره ولكي لا نغمط حق الآخرين , فلا نعدم اليوم من وجود نقاد محترفين قد ساروا على خطى هؤلاء , لكنهم مع الأسف قلة , بل أن بعض الصحف بدأت تنشر نصوصا نقدية أشبه بالأحاجي والألغاز وعندما نقرأها نشعر بالنعاس , فعلى من يكتب النقد ( الجلجلوتية ) أن يترك ذلك ويعمل على نقل المتلقي إلى منطقة واضحة آمنة , بأن يستدعي أدوات تعبيرية , وتقنيات تلائم هذا النقل وسيضمن لنصه الوصول إلى القاريء بأن تكون الفاعلية لاستقباله أفضل وأضمن وأكثر تأثيرا ؛ كي نستقبل النص ضمن أفقه الصحيح والواضح بدلا من هذه التعميات والطلاسم التي لا طائل لها سوى إنها تنبيء عن عدم قدرة كاتبها على إيصال الأفكار إلى الغير ... هي دعوة لوضع السكر في النقد .... فهل من مدكر؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??