الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انقلبت الثورة الايرانية على نفسها

عبدالله مشختي

2010 / 2 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد مرور ثلاثة عقود من الزمن على نجاح الثورة الايرانية الاسلامية على نظام الشاه تغيرت الاوضاع والاحداث قي ايران اليوم بعد ان كانت جبهة متراصة وقوية داخليا والقوى والرموز الدينية كانت متراصة الصفوف رغم وجود قوى معارضة داخلية ضعيفة واخرى خارجية المتمثلة بالقوى الراديكالية التي خرجت من ايران وقوى واحزاب قومية كالكرد والعرب في عربستان اضافة الى جماعة لجنة المقاومة الايرانية المتمثلة بمريم رجوي التي تقيم في اوربا وتحظى بدعم اوربي . ولكن هذه القوى المعارضة لم تكن بالمستوى الذي تؤهلها للوقوف بوجه نظام رجال الدين الذي كانت قد سيطرت على كل مقاليد الامور في ايران وأنشأت اجهزة عسكرية البسيج خاصة الموالي للنظام اضافة الى الاجهزة الامنية القوية التي حلت محل جهاز سافاك الايراني السئ الصيت والتي سماها بالاطلاعات اضافة الى اللجان الثورية ( كوميته ي انقلاب ) او حراس الامام التي خولت بقمع اية معارضة داخلية وتصفية المعارضين للنظام .
وقد برزت من بين قادة الثورة رموز اتهمهم النظام بالخروج عن مبادئ الثورة وتعاليم الامام الخميني وكانوا مختلفين عن بقية القادة في نظرتهم الى الاوضاع في ايران وسياسات النظام من امثال الراحل حسين منتظري وغيرهم وتم محاصرتهم ووضعهم تحت المراقبة الدقيقة وحرمت عليهم النشاط السياسي لاكثر من عقدين من الزمن الى ان انتقل الى الحياة الاخرى الشهر الماضي .
وتنامت فكرة الاصلاح لدى العديد من قادة الانقلاب الايراني الذين كانوا من رواد الثورة الايرانية ومن المقربين الى الراحل الامام الخميني وكانت بمثابة وميض من الجمر تحت الرماد التي لا تلبث ان تندلع منها الشرارة لانفحة من الهواء ، وكان هذا فعلا وتحت مبرر التزوير في الانتخابات الاخيرة والتي فاز فيها احمدي نجاة بالولاية الثانية والتي كانت حجة لانطلاق المعارضة الداخلية التي قادها عدد من رجال الدين من امثال مهدي كروبي ومير حسن موسوي ومحمد خاتمي وانظم اليهم هاشمي رفسنجاني والذي كان معروفا بميله الى الجناح المتشدد في النظام سابقا اضافة الى اخرين من قادة ومسؤولي واركان النظام السابقين الذين انضموا الى هذا التيار المعروف بالاصلاحي ،وسرعان ما عمت المظاهرات الطلابية والشعبية مدن ايران وخاصة في اربعينية الامام الحسين في عاشوراء والتي تحولت الى اصطدامات عنيفة بين المعارضين ومؤيدي النظام ومن تدخل قوات امن النظام لقمعالتظاهرات واستخدم النظام العنف في مواجهة هذه المظاهرات التي فتحت الباب للقوى الايرانية الاخرى للبدأ بتحرك على اكثر من جبهة داخلية وخارجية للتأثير على النظام الايراني ومواقفها المتشددة وخاصة نهج احمدي نجاة الرئيس الايراني الذي حازعلى تأييد ومباركة اية الله خامنئي في سياساته المتشددة وخاصة ما يتعلق ببرنامج ايران النووي الذي ادت الى عزل ايران عن المحيط لدولي ، وفرض عقوبات دولية عليها .
ان الاوضاع التي سادت الساحة الايرانية بعد انتخاباتها الاخيرة تعد بمثابة الشرارة الاولى التي ستمتد الى فترة من الزمن خاصة وان سياسة القهر والشدة التي انتهجها النظام ضد المعارضين والمتظاهرين من انصار التيار الاصلاحي والذي سماهم الخامنئي بانهم ليسوا من الشعب الايراني والاجراءات القمعية واحكام الاعدام التي نفذت بالبعض من المتهمين تؤكد على ان مسار الاحداث تتجه بعكس ما يريده النظام الحالي في ايران رغم قوة النظام داخليا ولكن الاحداث والمعطيات تنذر بانفلات الوضع وخروجها من السيطرة عن ايدي رجال الدين الحاكمين الان . وهذا يذكرني بحديث لهاشمي رفسنجاني من التلفزيون الايراني في اواخر الثمانينات على ما اعتقد بانه لو وضع تومانا في يد احد ملالي قرية فلن يتمكن سكان تلك القرية من اخراج ذلك التومان من يد هذا الملا مشيرا في حديثه الى ان الحكم الذي استولى عليه رجال الدين في ايران لايمكن لاية قوة ان تسلبه منهم .ولكن للتاريخ مفاجاته وخفاياه فكم من انظمة كانت قوية وتملك كل اليات الحكم وتمارس القمع بكل اشكاله ولكنها لن تصمد امام ارادة شعوبها التواقة لاستنشاق نسيم الحرية والتطلع نحو الامام . وهذا يثبت بانه مهما بلغ القمع وحجب الحريات وكثرت المحاكم الصورية لاصدار وتنفيذ احكام الاعدامات بحق الوطنيين والاحرار ستزيد من لهيب الثورات والتمرد على الواقع الذي ترسمه الانظمة الدكتاتورية ، وتفرضه على شعوبها .ان الظروف الداخلية ومساندة العديد من الدول للمعارضة الايرانية وعلى راسها امريكا واوربا ستهز اركان النظام في ايران فيما لو استمرت في نهجها الحالي في استخدام العنف المفرط ضد المنتفضين والمعارضين من الشعب الايراني وتحديها للمجتمع الدولي وسلوكها في دعم القوى التي تخلق الازمات داخل دول الشرق الاوسط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذة مشكلة الانظمة الدكتاتورية
مواطن ( 2010 / 2 / 18 - 13:55 )
مشكلة الانظمة الدكتاتورية بانها تاكل ابنائها
ورويدا رويدا تصبح هى عدوة شعبها وبلدها
الى مزبلة التاريخ لكل دكتاتور

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها