الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الديمقراطية .... النشأة والتأسيس/الحلقة الأولى

عبد الرحمن حسن غانم

2010 / 2 / 18
القضية الفلسطينية


نحتفل في 22 شباط/ فبراير الجاري بانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ألـ 41، والتي تأسست في 22/2/1969 كفصيل يساري مستقل سياسيا وفكريا وتنظيميا عن باقي فصائل حركة المقاومة الفلسطينية، وقد كانت نشأتها في ظروف عصيبة حيث تأسست بعد انتكاسات حرب 5 حزيران 1967 ، والتي كان احد أسبابها المشروع القومي العربي الذي تبين قصوره في توفير متطلبات الدفاع والمواجهة الجيدة للامبريالية الصهيونية، وعدم وجود بديل أو تشكيل بديل يستطيع التصدي والوقوف في وجه هذا التحالف وشق طريق فعلي نحو تحرير الأراضي الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتوحيد الشعوب العربية من اجل تطوير مجتمعاتها وتحديثها علميا واقتصاديا.
بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران 1967 ، تبين أن هناك خلل في البرنامج وهناك أزمة عميقة وفجوة داخل الحركة القومية بمختلف تشكيلاتها بشكل عام ، والضرر الذي تبين بعد هذه الأزمة باعتبارها أزمة برنامج وتكوين قيادي ( طبقيا وفكريا وسياسيا ). وقد شكلت معرفه هذه الأزمة والمأزق الذي تم التوصل إليه الأساس لتوجه قطاعات واسعة من المناضلين من مختلف الأحزاب القومية والمنظومة السياسية القومية عموما نحو اليسار، ونحو تبني برنامج وطني بمضمون ديمقراطي ثوري وتحت راية طبقية وفكرية جديدة . فهذه القطاعات لم يكن خيارها حركة فتح التي كانت من موقع الوطنية الفلسطينية ومبادرتها التاريخية لانطلاق الكفاح المسلح، تعتبر النهج العفوي لحركة المقاومة المحكومة بموقع البرجوازية الوطنية وفق إيديولوجيتها، ولم يكن يستهويها اليسار الشيوعي التقليدي الذي عانى وما زال يعاني في مساره التاريخي وفي مسيرته على مدار عمره من جملة مشاكل في فهم واستيعاب خصائص القضية الوطنية الفلسطينية، وفقد زمام المبادرة السياسية، وعن عدم الإمساك بحركة النضال المركزي في اللحظة التاريخية المحددة.
في ظل ذلك وضمن هذا الجو والمناخ انطلقت الجبهة الديمقراطية من مقوله انه لا بد من قيادة طبقية جديدة للثورة الوطنية والقومية تتبنى توجها يسارياً ثورياً جديداً ( الاشتراكية العلمية ) مستقلا لبلورة برنامج يضع حلولا ناجعة للمسالة الوطنية الفلسطينية بمختلف جوانبها مستجيبة بذلك لحاجة موضوعة كانت قائمة في ذلك الحين لان ينطلق مثل هذا المشروع ويشق طريقه كتيار متميز غير مسبوق في إطار الثورة الفلسطينية، جامعاً سلاح السياسة وسياسة السلاح.
جاءت انطلاقة الجبهة الديمقراطية في 2221969 مرتبطة بجوانب هامة منها التحولات اليسارية التي شهدتها مجموع الحركة القومية بمكوناتها الناصرية – البعثيه ....بما فيها حركة القوميين العرب بمختلف فروعها منذ أول الستينيات والصراع الفكري والسياسي الذي احتدم بين مختلف أجنحتها في جميع بلدان المشرق العربي والذي انتهى بانخراط فروعها في تأسيس أطرها الحزبية والنضالية المستقلة في أقطارها بما في ذلك الفرع الفلسطيني الذي كان يعمل منذ 11121967 تحت اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (ائتلاف بين الجناح اليساري الثوري والجناح القومي التقليدي، جبهة التحرير الفلسطينية لاحقاً الشعبية القيادة العامة، منظمة فلسطين العربية).
كما ارتبطت انطلاقة الجبهة الديمقراطية بالتقرير السياسي الأساسي الصادر عن مؤتمر آب – أغسطس 1968 للجبهة الشعبية حيث يعتبر هذا التقرير الذي قدمه الرفيق نايف حواتمه هو الأساس الذي بنت عليه الجبهة الديمقراطية استقلالها الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي، إذ استطاع الجناح اليساري آنذاك أن يحقق انحياز أكثرية المؤتمر إلى جانب موضوعات هذا التقرير.
ومن الجدير بالذكر أن الجبهة الديمقراطية اتخذت لنفسها في بداية تأسيسها أكثر من اسم منها ( الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين )، تعبيرا عن استمرارية التراث الكفاحي لمناضليها الذين أسهموا في تأسيس الجبهة الشعبية وناضلوا في صفوف الحركة القومية والحركة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وفي أماكن اللجوء والشتات، واستمرت الجبهة تعمل تحت هذا الاسم إلى العام 1975 فأقرت اللجنة المركزية الثانية البرنامج السياسي الجديد للجبهة الديمقراطية تعبيرا عن التحولات البرنامجية الطبقية والإيديولوجية التي وصلت إليها حيث تجمع ما بين الفكر اليساري الديمقراطي وخصوصية القضية والحقوق والوطنية الفلسطينية في مرحلة التحرر الوطني، التي تستوجب التقاء جميع الطبقات والألوان السياسية في ائتلاف وطني عريض محكوم ببرنامج القواسم المشتركة.
وفي إطار ذلك فقد انضم لها وقت التأسيس كثير من القطاعات من اتجاهات مختلفة لا تنتمي لتنظيم معين بل، وجدت أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تعبر عن موقفها وأهدافها وقد انضمت لها بعد تأسيسها منظمتان يساريتان هما (عصبة اليسار الثوري الفلسطيني والمنظمة الشعبية لتحرير فلسطين) ولاحقا في عام 1972 أقسام من الجبهة الشعبية الثورية.
ومنذ النشأة كانت الجبهة تسعى إلى الوحدة داخل البيت الفلسطيني حيث أنها كانت تنادي بوحدة الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف حول القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية والعمل على المصالحة ولعب دور فاعل في عودة الفرقاء على مدار أكثر من أربع عقود للجلوس على مائدة واحدة وحل الخلافات بالحوار والطرق البديلة.
هكذا هي الجبهة الديمقراطية التي عرفناها دوما فهي الرائدة دوما رغم كل الصعاب والممارسات التي تواجهها فرغم ذلك فهي لديها برنامج واضح وهادف وأيضا كادرا قادر على تحمل المسئولية وحمل القضية حتى التحرير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس المحتلة.

• عضو القيادة لمركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف