الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا المنافس الحقيقي لإيران

منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)

2010 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



منذ وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي الليبرالي إلي سدة الحكم في عام 2001 م, حيث تعهد بإتباع سياسة خارجية إقليمية برغماتية تقوم علي مبدأ الحفاظ علي المصالح المشتركة وتطويرها , وحل جميع المشكلات مع دول الجوار في المنطقة , وتأتي الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والوفد الاقتصادي الذي رفقه لطهران في 27 أكتوبر 2009 م, مؤشر أخر علي مدي التحسن السريع في العلاقات بين البلدين , وحيث تشترك تركيا وإيران في خط حدودي بطول 499 كيلو متر مربع , ويسود السلام بين الدولتين الآن.

إن هذا السلام الذي حافظت عليه أنقرة وطهران طيلة كل هذا الزمن , يأتي إنما ويعود إلي وجود توازن دقيق للقوة العسكرية بين البلدين , وهذا التكافؤ الموضوعي في توازن القوة سيختل في حال حيازة إيران للسلاح النووي , والمسألة المهمة هنا هي , أن تركيا لا يمكنها أن تقبل بإيران نووية ولا بأي شكل يعرض مصالح تركيا للخطر , وإذ ساهم إحتلال العراق في عام 2003 م, من قبل الولايات المتحدة الأمريكية , ساهم في تبديل موازين القوة الإقليمية لمصلحة إيران , ومع ذلك إن مواصلة البرنامج النووي الإيراني للأغراض السلمية , يعتبر حقا طبيعيا , ولكن هنا من المستحيل تأييده عندما يتعلق بتطوير أسلحة الدمار الشامل.

نجحت تركيا في السنوات القليلة الماضية بالتحديد , في العودة إلي توازنات المنطقة وإلي حلبة ساحة الشرق الأوسط , وإلي التنافس ومزاحمة النفوذ الإيراني بأدوات جديدة , وتعمل علي سابق مع الزمن لبناء تحالفات تضاهي من حيث الأهمية تلك التحالفات الكبيرة التي بنتها إيران علي مدار الثلاثين سنة الأخيرة.

وإذا نظرنا إلى التحركات التركية الذكية في العراق , سواء حيال الأكراد أو التركمان أو الأحزاب السياسية الشيعية الحليفة لطهران ، لوجدنا تركيا تلعب دوراً جديداً في العراق بكاملة , وليس في شمالة فقط ومع التركمان فحسب , كما كان الحال سابقاً , وإذا أضفنا إلى هذه الصورة التحالف الجديد والكبير الذي ينمو بمرور الوقت بين أنقرة ودمشق وحركة حماس والجهاد الإسلامي ، وحيث رعت تركيا علي أرضيها المفاوضات السورية – الإسرائيلية الغير مباشرة , وإن العلاقات مع دمشق مثال يحتذي لحسن الجوار والصداقة والتعاون الإقتصادي بين البلدين , وهذه العلاقات تشهد تحسنا مستمرا , وهذا ما يؤكد علمنا أن تركيا المنافس الإقليمي الحقيقي والأساسي لطهران على النفوذ في المنطقة.



ملاحظة:في ذكرى الثورة الإسلامية , يجدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التهديد التي إعتدنا عليه بضرب أو بمحو إسرائيل عن الخريطة, ولكن ولكن إذا تعرضت إيران إلي هجوم من قبل إسرائيل, وتعتبر إيران الدولة العبرية كيانا معاديا ولا تعترف بوجودها, ولهذا عملت إيران على بناء التحالفات في المنطقة , مع سورية وحزب الله وحماس لحين تعرض إيران لهجوم إسرائيلي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء