الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الدم

سارة ناجي الياسري

2010 / 2 / 18
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


ثقافة الدم هو مصطلح مبتكر حديث الاستخدام ولكن جذوره وظواهره قديمة قدم الانسانية والتاريخ . ويعني هذا المصطلح نمط مشهور من الانماط الثقافية السائدة في كثير من بقع العالم المتهمة بعدم التمدن والتحضر وذلك لاستخدام القوة المفرطة او التصفية الجسدية او سياسة التخويف وتكميم الافواه لكل من يعارضها فكريا او ثقافيا او سياسيا او حتى عقائديا دينيا او عرقيا . والامثلة على هذا النمط كثيرة منها ما حدث في العراق في فترة الاقتتال الطائفي من تصارع دموي راح ضحيته ابرياء او استهداف الصحفيين بوجه خاص او ما يحدث في العالم العربي كمصر او الجزائر او غيرها ممن اندلاع فتن داخلية بين فترة او فترة اخرى
وهذه الثقافة قائمة بجوهرها على التعصب والغاء الاخر والاعتقاد الوحيد بان جانب ما يحتكر الحقيقة المطلقة الى جانبه والاخر يجب ان يتبعه . وهناك من يروج لهكذا ثقافة لانها تخدم مصالحه فلو نظرنا الى المناخ السائد في العالم العربي والعراق الان لوجدنا ان الاتجاه العام خنق الحريات الشخصية والمقصود هنا على الصعيد الاجتماعي وليس على صعيد الحكومات فيجد الكاتب المبدع او الانسان المثقف نفسه مهدد بالموت اذا تحدث عن موضوع يندرج تحت (التابو) او المحرمات وكأنما محكوم عليه ان يخنق ابداعه وجذوة نشاطه ورغبته بتحرير عقول الناس من كثير من الافكار المستحوذة عليهم للابقاء على حياته

هذه الثقافة التي تستمد قوتها من جهل الناس وهناك مؤسسات ترعاها وتتبناها لابقاء الجهل واستمراره فهو السبب الوحيد الذي يجعل الناس يخضعون للسيطرة وهذه الثقافة ترتوي من دماء الابرياء لكي تحصن ديمومتها وهذه المؤسسات التي تقف وراءها تعلم ان ثقافتها الظلامية التكفيريه المتخلفة سوف لن تصمد امام الانفتاح الفكري او التطور الثقافي القادم من دول العالم المختلفة خصوصا في وقت الثورة العالمية في الاتصالات ووصف العالم كقرية صغيرة من المعلومات ولذلك بين الحين والحين الاخر نلاحظ قيام بعض الحكومات بحجب العديد من مواقع الانترنيت وضرب الاتصالات وذلك لعدم اطلاع شعبها على افكار مغايرة او مختلفة وادعائهم بالمحافظة على عقول مواطنيها من الافكار المسمومة الهدامة والاحرى بهم احترام عقلية القاريء العربي واحترام اختياراته الناجمة عن ارادته الحرة وتركه يتطلع على ما يرغب ان يطلع عليه ليصل الى مرحلة الوعي والنضوج الفكري

هناك مؤسسات تتاجر بدماء الابرياء تحت مسميات مختلفة ويطرقون الباب الرئيس للانسانية الا وهو الباب المقدس او تحت طائلة بنود المقدس فهم يستغلون الضعف الانساني وينصبون انفسهم امتداد طبيعي لها ويحكمون ويسيطرون ويوجهون الناس بموجبها ويجعلوهم الات صماء او بيادق شطرنج وفي نهاية المطاف لا يتم تحقيق سوى مصالح دنيويه خالصة لهذه المؤسسات .فهناك معامل لانتاج الارهاب وهناك امراء للفكر الظلامي الذين يحاربون ثقافة الحوار وتبادل وجهات النظر ويشطبون كلمة التسامح من قاموسهم نهائيا لانها تؤدي الى كساد تجارتهم ويقومون بترهيب وقتل كل من يرغب بتحرير الناس من كثير من الاوهام التي يتصورونها افكار مقدسة لا ينبغي المساس بها وكم من ابرياء راحوا ضحايا تلك الاوهام وبذلوا الغالي والنفيس في سبيلها وكانت النتيجه انهم فشلوا فشلا ذريعا في كل جوانب الحياة وخسروا خسائر لا تعوض وبعضهم اكتشف خطأ ما كان يسير عليه وبعضهم ضاع من جراء ما كان يؤمن به
الاطلاع والانفتاح الثقافي يطور الانسانية ويوجهها وجهة صحيحة اما الانغلاق ورفض الاخر ووضعة على قوائم الموت فيهين كرامة الانسان ويجعله كمن يحيا بشريعة الغاب ويجب على الكل ان يعلم بان جمال الانسانية بتنوعها الثقافي ولا يمكن ولن يكون هناك اتجاه ثقافي واحد هو الذي يسود في هذه الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم


.. إيران تحدد موعد انتخاب خليفة رئيسي




.. نتنياهو: الأمر السخيف والكاذب الذي أصدره المدعي العام للجنائ


.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران




.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس