الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة

فاطمه قاسم

2010 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


د.فاطمه قاسم
قمة طرابلس،
لم يبقى على انعقادها سوى وقت قليل، ذلك أن شهر آذار، شهر الربيع على الأبواب، بعد شتاء عربي طويل عاصف بالخلافات، وبعد شتاء إقليمي أشد عصفاً قد يفضي إلى انفجار شامل، وبعد مناورات عسكرية إسرائيلية شملت الأرض والأجواء والبحار مصحوبة بتهديدات تجاوزت المألوف رد عليها السوريون بلهجة ثابتة وواثقة، ورد عليها الإيرانيون بتهديد العرب أنفسهم.

وهكذا:
فإن أجندة القمة العربية في طرابلس، هي أجندة مليئة بالبنود والملفات من الوزن الثقيل، ملف السلام المجمّد، وملف إيران النووي الذي يحمل كل المفاجآت، وملف الخلافات الإقليمية، والبحث عن أدوار ستخدم قضايانا، وملف الخلافات العربية التي تعطل تنفيذ الحد الأدنى، وملف الانقسام الفلسطيني الذي هو فعل كارثي بكل المقاييس لشعب تحت الاحتلال، وحديث بلا ثقة عن المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، والمقاومة التي لم يبق منها سوى الشعارات
لعلّها فرصة سانحة أن تعقد القمة في طرابلس، وأن تصبح القمة على مدار سنة كاملة في عهدة القائد معمر القذافي، المشهود له بشجاعة المبادرات، والمعروف بإلمامه الواسع في البعد العربي والبعد الفلسطيني، والذي من خلال جهوده الكبيرة تطور الاتحاد الإفريقي، ليكون حافزاً إضافياً من أجل أن يتخطى العرب واقعهم الحالي، وخلافاتهم المزمنة، وأن ينجحوا في إنتاج معجزة ليتخلصوا من خلافاتهم أو ابتداع طريقة لإدارة هذه الخلافات، بما لا يؤدي إلى تحطيم منظومة الأمن القومي العربي.

القائد معمّر القذافي:
يهمه بشكل استثنائي أن تنجح قمة طرابلس، وهو يعرف أن القاعدة الرئيسية لهذا النجاح هي المصالحة العربية التي جزء عضوي منها المصالحة الفلسطينية، لأن هذه المصالحة العربية بما فيها المصالحة الفلسطينية هي الخطوة الأولى، والضرورة الأولى لتأهيل النظام الإقليمي العربي في الإجابة عن الأسئلة الأصعب:
1- ماذا بشأن الملف النووي الإيراني في أي من احتمالاته، سواء احتمال اعتراف أمريكي بدور إيران الإقليمي، واحتمال عدم السيطرة والذهاب إلى الحرب؟
2- ماذا سيفعل العرب تجاه القدس، التي يلتهمها التهويد بخطوات متسارعة، سواء على صعيد جنون الاستيطان، أو هدم المباني الفلسطينية، وإغلاق سوق باب العامود، ومن يقطع الرزق فإنه يقطع الحياة، أو من خلال مضاعفة عدد اليهود في القدس الكبرى التي يريدها الإسرائيليون ألف كيلو متر مربع بأقل نسبة من الفلسطينيين داخلها، نسبة يقول الإسرائيليون أنها لن تتجاوز من ثمانية إلى اثني عشرة بالمائة من السكان؟
3- ماذا سيفعل العرب بأوراقهم المتنائرة في الصومال، ودارفور، والعراق، وغيرها وغيرها؟

وأسئلة أخرى كثيرة وبنفس درجة الصعوبة، وهي أسئلة لا يمكن بحثها بشكل جدي إلا بتوفير قاعدة آمنة، وهذه القاعدة الآمنة هي المصالحة العربية ولو بحدها الأدنى الذي يضمن على الأقل أن لا يواجه العرب بعضهم البعض وهم مستلبين في محاور الآخرين المتناقضة، وتصوروا بالله عليكم، لو انفجرت حرب مثلاً بين إيران وإسرائيل، كيف ستكون صورتنا حين تتقاتل المحاور بأعلى درجات السياسة وهي الحرب على قضيتنا المركزية ونحن أين سنكون ؟

كمتابعة سياسية:
لدي ثقة كبيرة أن القائد معمر القذافي سيبذل جهداً خارقاً، وسيمد يده إلى الجميع، وسوف يستنفر إرادة الجميع من أجل أن تكون قمة طرابلس استثنائية، تجعل النظام الإقليمي العربي مؤهلاً لمواجهة الأسئلة والإجابة عنها، وخاصة، وأن كثيراً من التحليلات تقول أن القمة العربية في طرابلس ستكون في الوقت الحاسم، وما تقرره إن كان مبدعاً سيجنب النظام الإقليمي العربي الكثير من الخسائر والكثير من المفاجآت.

نتمنى للعاصمة الليبية طرابلس أن تزدان بنهوض الإرادة العربية، ونتمنى لرئيس القمة القادم القائد معمر القذافي أن يكون صانعاً لمبادرات هامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار