الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعوقات التي تحد من ابداعات المثقف العربي

عمر الفاتحي

2010 / 2 / 20
كتابات ساخرة


معوقات إبداعات المثقف العربي ، لها أكثر من بعد ومستوى ، من أهمها طبيعة النظام
السياسي السائد ، فالانظمة الشمولية لاترى في المثقف إلا عنصر مشاغب ، يهدد كيانها
ويمس إيدولوجيتها في الحكم ، ومن تم تحاربه بكل الوسائل ، اللهم إلا إذا تحول إلى بوق
دعائي لها ، يصرف وعلى طريقته الخاصة ، مفهوم هذه الأنظمة للثقافة والفن وكل مجالات
المعرفة الأخرى . فنظام الحزب الوحيد له ً مثقفوه ً وً منظروهً وأطره الثقافية التي يعهد لها
بتدبير وتسيير كل مؤسساته الثقافية . ثان معوق الذي يحد من إبداعات المثقف العربي ، تبخيس العمل الثقافي وإعتباره غير مربح وعنوانا للفقر والحاجة ، وً شغلانة ً لنخب
ً فاشلة ً تحلم ولاتنتج إلا مشاريع ثقافية وهمية !
لقد عاينا وسمعنا ، كيف أن العديد من المثقفين والكتاب يتمنون لأولادهم وبناتهم ، أن
لاينهجوا سيرتهم في الحياة وأن يختاروا مهنا أخرى لاعلاقة لها بالثقافة ، رغم أن الثقافة
كمفهوم وكدلالة تشمل كل مجالات المعرفة ، ولاتقتصر فقط على كتابة قصة أو روائية
أو مقالة !!
ثالث الاسباب التي تشكل معوقا لابداعات المثقف العربي ، غياب الدعم والتشجيع من طرف
الجهات الرسمية الوصية ، فحتى مع إفتراض أننا نعيش في نظام يأخد بالتعددية السياسية ، نلاحظ
في غالبية الدول العربية × غياب الدعم للكتاب ، بغض النظر عن ً مجاله ً المعرفي ، كما أن طبعه من طرف مؤلفه وعلى نفقته الخاصة ، يعتبر مغامرة قد لاتحمد عقباها ، فكم من مثقف عربي وجدا نفسه أما م المحاكم بسبب ديون مترتبة عن طبع كتاب !
لقد ولى زمن ً المثقف العضوي ً والمثقف المناضل ً الذي مقابل إبداعه ، قد لايجد حتى ما يسدد به نفقة بيته وأسرته اللهم إلا إذا كانت له مهنة أصلية توفر له دخلا قار يعيش به .
المثقف العاطل الذي يريد أن يعيش من كتاباته ولى وإرتحل ،اللهم إلا إذا تم إحتضانه من طرف هيئات أو مؤسسات رسمية أو شخصيات عامة ، وهي في زمننا قليلة !
رابع المعوقات التي تحد من إبداعات المثقف العربي ، الرقابة بكل صنوفها ، بإسم المس
بالمقدسات أو التوابث الوطنية .فقصيدة شعرية أو روائية أو فيلم سينمائي في إعتقاد هيئات الرقابة ، الخفية منها والعلنية ، قد تتسبب في الاخلال بالأمن القومي وتمس بمعنوية الأمة !
خامس المعوقات ، تدني نسبة القراءة في العالم العربي ، فنحن شعب لانقرأ ، فقط النخبة
تقرأ لبعضها البعض ، مع ً حروب أهلية ً بين أفرادها ، تشعل هنا أو هناك تزاحما على منصب أو طمعا في مكسب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 2 / 21 - 05:39 )
الأخ الكاتب المحترم ، تحية لعرضك الجميل ، وبالمناسبة كافة وزارات الثقافة في العالم المتمدن لا توجد بها أقسام أو هيئة مراقبة أو منع للإنتاج الثقافي ، او مقص الرقيب سوى في البلدان المتخلفة نظاماً وعقلاً . لأن الحرية شرط الإبداع .مع التحية لك .

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل