الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم /قال :هذا انا وهذه أنت فلما لا..

ماهر طلبه
(Maher Tolba)

2010 / 2 / 20
الادب والفن


حلم /قال: هذا أنا وهذه أنت فلم لا ...؟؟
بيتنا القديم .. امرأة تقف على الباب ترسم على وجهها صورة أمى –التى دائما ما كانت تستشعر الغيب وتخافه- قالت لى ذات يوم .."إنك إن فتحت بابك تدفق دمك الأحمر وسال خرج الوحش من داخلك فتموتين جوعا" ... رجال الأهل والأصدقاء يجلسون تحجبهم عن عينى ظلالا فلا أرى الوجوه .. هو فقط كان يحتل دائرة النور التى تحتوينى .. كان جالسا يحدثنى .. المرأة التى ترتدى وجه أمى الراحلة تجلس الآن بجانبى ترسم على وجهها صورة عمتى التى كثيرا ما بكيت لأنها اغلقتنى أمام الرياح ..الظل الطويل والذى يحتل الجزء الأكبر من البقعة المظللة فى لوحتى يجذبنى إلى وجوده بتحريك ذراعه أماما وخلفا فتختفى باقى الظلال ينكسر وجه الضوء ويظل هو وحيدا ومظلما .. قال : هذا أنا وهذه أنت فلم لا ...؟ طفلة صغيرة تخرج من جسم أسطورى .. الباب المفتوح يجذبها لدائرة الضوء .. غافلت الوجوه المرسومة ودخلت الدائرة التى كنت احتلها أنا وهو فقط .. تكشف حلقتها المدورة للذراع الممتد من الظلام .. أصرخ –تظهر الوجوه المرسومة فى الخلفية غاضبة- لا يلتفت هو الذى يحتل مساحة الضوء ويساعدها على أن تصل إلى الذارع وتلتهمه .. ينهمر اللون الأحمر الدافئ .. تتفجر أنوثتها .. تتحول فى عينى مخلوقا مرعبا يطاردنى بعيونه اللامعة أهرب تأخذ فى مهاجمة الظلال .. كان هو يجلس دون خوف .. أشده من يده يرفض فأواصل رحلة الهروب –الدماء تختفى تماما من لوحتى- عيناه اللامعتان بضوء مخيف تزيد مساحة الظلام المرعب .. قالت أمى "الضوء الغامر يحرمنا الرؤيا وحركة الذراع تبيح النفس فاحترسى" .. غابت أمى ..تقول لى صديقتى "زوجى –النائم الآن فى السرير- يمتلك مسدسا أستطيع به قتل ذلك الوحش وقتما اشاء فاطمانى .. كانت تحمل طفلها المريض على يدها وتسرع فى اتجاه المستشفى بعربتها المغلقة الأبواب .. كنت بجانبها أجلس ورغم ذلك كانت الجثث التى تملأ الطريق تعيق قدمى من اللحاق بالعربة .. صديقتى الصغيرة كانت تسير بجانبنا تحدثنا عن فتى أحلامها والحلم السعيد ، غافلة عن الوحش المتربص بها كنت أصرخ أحذرها وأدعوها للهرب ، لم تكن تسمعنى ، كان صدى رنات دف آتية من المجهول تتردد كأنها نشيج .. فقط عندما أمسك الوحش بها وابتلع جزأها السفلى سقط الجزء العلوى منها فى العربة ، وفقط كان هو يرى من مساحته المنيرة كل ما يحدث دون خوف بينما تملكنى الرعب فغاب عن عينى وصرت أهيم على وجهى فى طرقات الجثث المظلمة ..قال هو الذى يحتل الآن مساحة الضوء وحده .. الأذرع ستعود كما كانت بعدما نشبع فلا تخافى وتعالى ...هذا أنا وهذه أنت فلم لا...؟
ماهر طلبه
[email protected]
http://mahertolba.maktoobblog.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد