الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!

سامي المالح

2010 / 2 / 20
حقوق الانسان


يستمر مسلسل جرائم قتل المسيحيين في الموصل، في وضح النهار، امام انظار ومسامع السلطات المحلية والسلطة المركزية في بغداد، لتغدو هذه الجرائم النكراء حالة يومية وأمرا عاديا مسلطا على ابناء هذا الشعب المسالم والاعزل.
لماذا هذا القتل العشوائي وهذا التهجير المنظم والاضطهاد المزدوج المستمر؟ متى يتوقف هذا المسلسل الاجرامي المجنون؟ ومتى ستتحرك السلطات، المحلية والمركزية، لتتحمل مسؤولياتها الاخلاقية والدستورية؟
وماذا علينا ان نفعله، نحن ابناء الشعب المسيحي- الكلدان الاشوريين السريان - بكل قوانا واحزابنا وكنائسنا ومؤسساتنا وناشطينا، في الوطن وفي خارجه، لايقاف هذا النزيف المروع ووضع حد لهذه المأساة الانسانية؟
يقال ان خير الكلام ما قل ودل. ان السلطات في بغداد والسلطة المحلية في الموصل تتحمل مسؤولية تاريخية عن اراقة دم كل مواطن مسيحي بريْ في الموصل، وهي مسؤولة ايضا عن كل الظلم والاضطهاد الذي يصيب ابناء هذا الشعب يوميا ودون توقف. ان هذه السلطات، كما هو واضح، لا تبالي ولاتحرك ساكن ولاتأخذ نتائج هذه الجرائم المروعة محمل الجد، وهي بذلك تتعامل مع ابناء هذا الشعب وكأنهم غرباء لاينتمون الى هذا الوطن، وكأنهم لايستحقون حقوق المواطنة كما الاخرين من القوميات الرئيسية او من تابعي دين الدولة الرسمي. ان هذه السلطات بفشلها في توفير الامن، شائت ام ابت، تتواطأ مع القتلة والمجرمين الذين ينفذون جرائمهم دون خوف وامام انظار رجال الشرطة وقوى الامن وقوات الجيش.
من المؤسف، ان احزابنا وقوانا ومجالسنا السياسية بالاضافة الى مؤسساتنا الكنسية والمدنية الاخرى، لاترتقي الى مستوى المسؤولية، وهي لاتعمل بما يكفي من اجل تحشيد كل قواها وتوحيد جهودها وبالتالي تحشيد جماهير شعبنا وتوحيد كل جهوده لمواجهة هذه المحنة التاريخية. وهي وكما نرى تتصارع وتتسابق وتفعل المستحيل لتحقيق مصالحها الحزبية، وتضع تحزبها وحصولها على المنافع والكراسي وجزء من ما أسموه بالكعكة فوق مصلحة شعبنا العليا، المصلحة التي تتجسد في هذه المرحلة بحمايته من القتل اليومي وانهاء مأساة التهجير والتمييز والتهميش.
أليس غريبا، بل ومعيبا ومخيبا، ان لاتجتمع كل قوى شعبنا على اصدار بيان موحد، كحد ادنى، يدين هذه الجرائم ويطالب السلطات بتحمل المسؤولية كاملة لتوفير الامن لابناء شعبنا في الموصل ولتقديم الجناة والمجرمين ومن يقف ورائهم، علنا، للعدالة.
أليس غريبا، بل معيبا ومخيبا، ان لا تعقد قيادة احزابنا و رموز وسياسيي شعبنا اجتماعا خاصا لمناقشة هذا الوضع المأساوي ورسم المعالجات وايجاد الحلول، ولتخرج موحدة الخطاب والصوت لمناشدة كل القوى العراقية والمحافل الدولية لتحمل مسؤولياتها.
أليس غريبا ومخيبا ان لايتحرك هذا الشعب للدفاع الحقيقي عن نفسه، عن وجوده، عن حقوقه المشروعة وفي مقدمتها الامان والحرية، وهو شعب حي يملك طاقات وامكانات كبيرة، وفي عصر حقوق الانسان والديمقراطية وانعتاق الشعوب.
لقد اطلقنا نحن من عنكاوا كوم، قبل فترة قصيرة، نداءا للتحرك وتنظيم التظاهرات والاعتصامات والفعاليات المناسبة الاخرى، ولعمل كل ما هو ممكن لوقف مسلسل القتل والتهجير في الموصل، ولرفع صوت شعبنا وايصال ندائه للمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية لتحمل مسؤولياتها في توفير الامن وضمان السلامة وحقوق المواطنة الكاملة لابناء شعبنا في العراق.
لا يمكن الانتظار والتفرج على نزيف الدم واستمرار المعاناة. ان كل ابناء شعبنا، في كل مكان، مطالبون اليوم بالتحرك والعمل. علينا جميعا ان نرفض القتل والاضطهاد وان نقف موقفا موحدا، للدفاع، بكل الطرق والاساليب المتاحة، عن حريتنا، عن وجودنا، عن وطننا، عن كرامتنا، وعن مستقبل اجيالنا.
أنا اناشد المستقلين والناشطين الغيورين من ابناء شعبنا، في الوطن وبلدان الهجرة المختلفة، ليبادروا ويتحركوا وان يكونوا الدينامو لتنظيم الفعاليات والنشاطات المختلفة ولتنظيم تحرك جماهيري واسع عنوانه: اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 2 / 20 - 22:29 )
الاخ سامي المالح هي مقابله السلاح بالسلاح والا سيستمر المسلسل


2 - هذا هو الصمت المجرم
سفير ( 2010 / 2 / 21 - 13:52 )
الكل صامت
باللعار
انه عار على الصامت مثل عار القاتل


3 - المسيحي العراقي مواطن درجة ثانية
صباح ابراهيم ( 2010 / 2 / 21 - 14:36 )
تعليق على مقالة سامي المالح ، اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين .
متى يلغى اعتبار المسيحي العراقي مواطن من الدرجة الثانية او الثالثة في موطنه الاصلي حينئذ يتوقف مسلسل قتل وخطف وتهجير مسيحيي العراق .
لم تكن هذه السياسة معروفة في عهود سابقة وحتى في عهد الدكتاتورية وظلم الانسان ، لقد كان المسيحي مواطن له كل الحقوق والاحترام ومصان امام القانون والقضاء ، لم تفجر كنيسة ولم يقتل او يخطف رجل دين مسيحي في كل العهود السابقة ومنذ مئات السنين لم نسمع بهكذا احداث . فما الذي جرى وتغير حتى يصبح المسيحي هدفا للطامعين وجسرا لعبور السياسيين الى اهدافهم الخبيثة .
المسيحي بطبعة وتربيته مسالم ، لايطمع في جاه ولا بمنصب سياسي رفيع ، معظمهم مهنيين ومثقيفن واطباء ومهندسين او عاملين في البنوك والمصانع او المهن الحرة , لايتدخلون في السياسة ولايرغبون في انشاء احزاب ولا تكتلات سياسية ولا الانضمام اليها .
فماذا تريدون من اصحاب البلد الاصليين لتنتقموا منهم . الا يكفيكم تهجير مئات الالاف منهم في دول العالم ، وقتل المئات منهم في وطنهم وتفجير كنائسهم .
الم تشبعوا من دمائهم فما الذي تريدون منهم بعد كل هذا الظلم .


4 - محزن
رومل السوري ( 2010 / 2 / 21 - 21:04 )
دائما المسيحيون محبي للاوطان ولهم ايادي بيضاء في تقدمها ورقيها ولكن العنصرية والتطرف الوهابي البدوي المقيت الذي هو اكثر عنصرية من الصهيونية تهدد وجودهم في الشرق0000ولتحيا العلمانية للابد

اخر الافلام

.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة


.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء




.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي


.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة




.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر