الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموساد: منظمة إرهابية بغطاء دولي !!

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2010 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش الكيان الصهيوني خلال السنوات الأخيرة؛ على وقع تحولات خطيرة؛ تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط و العالم ككل بالانفجار؛ في أية لحظة. فقد تحول هذا الكيان إلى عصابة إجرامية؛ تقوم بعملياتها الإرهابية في جميع بقاع العالم.
فمن سوريا إلى إيران إلى دبي؛ طالت العمليات الإرهابية الصهيونية؛ مجموعة من رموز المقاومة؛ و في كل مرة كان الموساد يتحول إلى منظمة إرهابية؛ تكتسح بعملياتها الإجرامية أهدافا؛ هي في غالب الأحيان أهداف مدنية.
لكن الأمر الجديد هذه المرة؛ هو أن المنظمة الإرهابية الجديدة؛ تعمل تحت غطاء –بل و دعم- دولي؛ من أوربا و أمريكا؛ و تنفذ عملياتها الإرهابية؛ عبر استغلال جوازات سفر أوربية و أمريكية.
إن ما أقدمت عليه عصابة الموساد الإرهابية؛ مؤخرا في دبي؛ و كشفت عنه أجهزة أمن الإمارة؛ بدقة و حنكة بالغتين؛ لا يعد استثناء في إستراتيجية الموساد؛ التي تقوم على الإرهاب؛ بل لقد سبقتها عمليات أخرى شبيهة؛ منذ اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش؛ و مرورا باغتيال الشهيد عماد مغنية؛ و الآن نعيش على وقع عملية إرهابية جديدة؛ ذهب ضحيتها الشهيد محمود المبحوح .
و في كل هذه العمليات؛ كان الطابع الإرهابي حاضرا بقوة؛ بل و كان مدعوما؛ من طرف قوة استخباراتية أوربية و أمريكية و عربية كذلك !! و هذا ما يؤكد أن تنظيم القاعدة؛ ليس وحده الذي يحتكر مثل هذه العمليات؛ بل إن عصابة الموساد كذلك؛ يجب أن توضع على قائمة الحركات الإرهابية؛ التي تهدد الأمن الدولي.
إننا على يقين أن هذا لن يتحقق طبعا؛ لأن الموساد لا ينفذ عملياته في الخفاء؛ بل إنه ينفذها؛ باعتماد تنسيق محكم مع الدول الغربية و بعض العربية؛ التي تدعي محاربتها للإرهاب؛ و هي تمارسه علانية؛ عبر اغتيالات جبانة و بليدة كذلك – كما وصفها قائد شرطة دبي- .
و هذا ليس سوى نموذج واحد من نماذج كثيرة؛ تعتمد الكيل بمكيالين؛ فإذا نفذت حركة حماس أو حزب الله عملية؛ تقوم الدنيا و لا تقعد؛ و يتهم جراءها المسلمون عبر العالم بالإرهاب؛ لكن إذا نفذت عصابة الموساد نفس العملية؛ فإنها تتلقى دعما و ترحيبا دوليين.
و هذا –في الحقيقة- هو قمة الانحطاط و العبث؛ الذين تعيش عليهما السياسة الخارجية؛ لكثير من الدول الغربية؛ و هذا هو ما يشجع على توالد الحركات المتطرفة عبر العالم.
لقد كشفت –إذن- عملية الموساد في دبي عن الكثير من الحقائق التي ظلت خفية؛ لأمد طويل :
-أولا كشفت هذه العملية عن التنسيق المخابراتي؛ الذي يؤطر العمليات الإرهابية عبر العالم؛ متخفيا وراء تنظيمات وهمية؛ لا وجود لها سوى في العلب السرية للمخابرات. و قد تم اكتشاف هذا التنسيق لدى الرأي العام الدولي؛ عبر مصادفة؛ يرجع الفضل فيها إلى إمارة دبي؛ التي تمكنت؛ عبر كفاءة جهازها الأمني؛ من كشف الكثير من الخيوط المتشابكة؛ للعملية التي نفذت على أراضيها؛ باعتماد جوازات سفر غربية (فرنسا-بريطانيا-النرويج). حيث يتأكد يوما بعد يوم؛ أن الموساد يعتمد جوازات السفر هذه؛ عبر تنسيق محكم مع هذه الدول؛ و ما يحدث الآن من استدعاءات لسفراء الكيان الصهيوني؛ ليس سوى مسرحية؛ رديئة الإخراج و التمثيل كذلك.
و إذا كان الأمر خلاف هذا؛ فإننا ننتظر بشغف كبير؛ ن يقدم كولدن براون على خطوة شبيهة؛ لتلك التي أقدمت عليها مارغريت تاتشر سنة 1987؛ حينما طردت الدبلوماسيين الإسرائيليين؛ و أوقفت التعاون الأمني مع إسرائيل. و في هذه الحالة –المستحيلة التحقق- يؤكد الكيان الصهيوني؛ أن بريطانيا هي التي ستتضرر؛ إذا أقدمت على هذه الخطوات؛ الشيء الذي يؤكد أن التنسيق يفوق هذا الحد حتى!! و أن بريطانيا – كغيرها من الدول الغربية- متورطة في كل ما تقدم عليه عصابة الموساد؛ في جميع بقاع العالم .
2- أما الأمر الثاني الذي تؤكده هذه العملية؛ فيتعلق بحقيقة الكيان الصهيوني؛ الذي تأسس منذ البداية؛ كمجموعة من العصابات الإرهابية؛ التي قتلت و شردت و نفت المدنيين الفلسطينيين؛ و مارست إبادات جماعية؛ لا تعتبر صبرا و شاتيلا؛ التي قادها المجرم الصهيوني (أرييل شارون) سوى واحدة منها. و هذه حقيقة يسجلها التاريخ في السجل الإرهابي للكيان الصهيوني؛ و لا يمكن أن تمحيها الادعاءات الغربية؛ التي تسوق لإسرائيل؛ كنموذج ديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط !!!
إن الحقيقة التاريخية تثبت أن إسرائيل؛ تأسست منذ البداية على ممارسة الإرهاب؛ قبل أن يظهر تنظيم القاعدة؛ و قبل أن تبدأ حركات المقاومة في تنفيذ عملياتها؛ كما يثبت التاريخ كذلك؛ أن حركات المقاومة التي يتعامل معها الغرب؛ كحركات إرهابية؛ ليست في الحقيقة سوى رد فعل؛ على النموذج الإرهابي الصهيوني؛ المدعوم غربيا. و هي تمارس حقها المشروع؛ ليس في ممارسة الإرهاب؛ و لكن في مقاومته .
3- أما الأمر الثالث الذي كشفت عنه هذه العملية؛ فيرتبط بكون الإرهاب هو كل عمل؛ يجرمه القانون؛ و إذا كانت الاغتيالات؛ تدخل ضمن هذا الإطار؛ فإن المفروض هو التعامل مع جميع العمليات الإرهابية؛ من نفس المنظور؛ و بنفس الطريقة؛ سواء تعلق الأمر بمنظمات أو دول ... لأن الأهم هو اشتراكها في نفس العمل الإرهابي.
و من هذا المنظور يجب التعامل مع الموساد؛ ليس باعتباره مؤسسة استخباراتية؛ ترتبط بدولة؛ تلتزم القانون الدولي؛ المنظم للعلاقات بين الدول؛ و لكن باعتباره منظمة إرهابية؛ تهدد السلم و الأمن الدوليين؛ و هذه المنظمة الإرهابية إذا مارست الإرهاب ضد حزب الله أو حركة حماس أو إيران... فإنها يمكنها في أي حين أن توسع رقعة عملياتها الإرهابية هذه؛ لتنضم إلى القائمة دول ألأخرى مستقبلا؛ ضمن لعبة المصالح؛ التي يتقنها الكيان الصهيوني أكثر من غيره؛ خصوصا و أن لمسة الموساد؛ تبدو أكثر وضوحا في الكثير من العمليات الإرهابية عبر العالم؛ التي تهدد أمن و استقرار الجماعات و الدول؛ التي تعارض الهمجية الصهيونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه