الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وحيك ياوطني,,,

ابراهيم الصبار

2010 / 2 / 21
الادب والفن


من وحيك ، يا وطني .. !
تفيض المشاعر حزناً…
إذا ما الحلم انكسرْ…
إذا ماالقمعُ…
إذا ما القيدُ…
إذا ما الجرحُ حفرْ..
قلبيَ الكليم ياو طني..
قلبي قد انفطرْ…

&&&
من وحيك، يا وطني!
حيثما الجدران والقضبانْ…
تحاصرُني الأحزانْ…
حيثما ضاقت بي ، زِنزانتي..
بِهمومِه قلبي ، انغمرْ…
تراودني ذاكرتي..
تُسائلني في السفرْ…
لِأَتحرر من الضجرْ
فإِذا بي … يا وطني…
كالصخرِ… كالحجرْ…

&&&
من وحيك يا وطني!
أتذكرُ… و أتذكرْ
واحيرتي…!
و يْحِيى من ذاكرتي…
و يْحِي من ذاكَ السفرْ…
يجتُثُني الإعصار… كلما الذكرى…
مِن رَجْعِها المصابُ… ياوطني!
جَلَلٌ ها قد حضرْ…


&&&

من وَحْيِكَ يا وطني!
كلما الذكرى…
تحاكيني…
تحاكي ما وقعْ…
يسكنني الهلعْ…
آهٍ… أُصيخُ السمْعَ… آهٍ… أَتذكرْ…
صُراخُ الصبْيَةِ من حولي…
نحيب النسوة من حولي
أَنينُ رفيقٍ يُحْتَضَرْ…
آهٍ… أتذكرْ…
أرى الجلادَ لِسوطٍ رَفَعْ…
أُحِسُ الجسدَ هَدهُ الوجَعْ…
هذا الألَمُ… يا وطني..
هذا الألمُ… في كياني..
فيه العَوِيلُ قد انصَهَرْ..!


&&&

من وحيك يا وطني!
كلما الذكرى..
تحاكيني… أتذكرْ..
هذه الأُمُ تبكي وليداً..
وطني تُهمَتُه…
و تهمةٌ بمحضرْ…
هذه الأم حُبلى..
لِفَقْدِ زوجها تتحسرْ..
هذه الأختُ تخشَى وعيداً..
تلك مكرهةٌ…
تلك مُجبرةٌ…
تلك تُستحيى و تُقهرْ..
ذاك الشيخُ يَنْعِي شهيداً..
ذاك تَلَقَى تهديدا..
ذاك يَئِنُ… يا وطني..
تحت أقدامِ العسكرْ..
هذا الوجعُ… يتجذرُ… يتجذرْ ..!
في خاصرتي…في كبدي..
كطَعْنةِ خِنْجَرْ..

&&&

من وحيك يا وطني!
آهٍ… أتذكرْ..
كمْ هي ، سجون الاحتلالْ…
كم هي ، المخابئْ…
هذه الثكناتُ جميعها…
كمْ وكمْ من مَخْفَرْ…
آهٍ… حين أتذكر ْ..!
أرى قوافلَ المناضلين هنا…
و هنا أسمَعُ أصوات المعذَبِينْ…
و أسمعُ جَلْجَلَةَ السلاسلْ…
و صراخَ الجلادينْ…
يمارسون… ساديتَهم…
يمارسون… تعذيبَهم…
و أقسى من ذاكَ…
و أفدَحَ و أنكرْ..!
من أجلِ أنْ يغتصبوك… يا وطني!
وما علِمواْ أن الوطنَ خارطةٌ..
على جسد كلِ ضحيهْ…
في القلبِ رَسَخَتْها الأغلالُ قضيهْ..
في العقلِ نقَشَتْها الأصفادُ وَصِيَهْ..
ها أنتَ ذا يا وطني تَتَحَررْ…
في الوجدانِ ، تَسْري..
في القلبِ مُنغَرِسٌ…
ها أنت ذا عَلَمٌ ، ياوطني..!
كالشمسِ في الكونِ… كالقمرْ…


&&&

من وحيك ، يا وطني !
كلماالذكرى…
تداهِمُني…
تُتْعِبُني بِثِقلِ السنينْ..
تُنْهِكني… كلما أتذكرْ…
تُحركُ في… حزنيَ الدفينْ…
هذا الذي ينهشني..
هذا الذي يُدمرني..
هذا الذي يطفو سراً…
هذا الذي عَلَناً يتقهقرْ…
لتنتحِرَ اللَوْعَةُ في أشواقي..
لِتغورَ الدمعةُ في أحداقي..
ليُزمْجرَ الهُدوءُ في أعماقي..
و الصمتُ المسكونُ بِجنوني…
بين الحنايا يَتَفجرْ..
تَفُورُ دما شراييني…
تلتهِبُ دواخلي غضبا…
تهتز أَكواني صَخَباً..
تقذفُ الشَرَرَ بَراكيني…
تجتاحُني زوابعُ من سَقرْ..


&&&

من وحيك ياوطني!
كلما أتذكر…
أمقُتُ الحزنَ و الذِكرى..
هذا وجعي .. ينتابني..
هذه ذاكرتي ، تلتهمني…
هذا مَضْجَعِي الإسمَنتِيُ يُنْبِؤُكُمْ…
كم من فرطِ عصفِها… أتذكرْ..
أتذكرُ.. جبروت الاحتلالْ
و أتذكر عسَفَ الاعتقالْ
أسمعُ أقدامَ السجانينْ…
وأرى وُجُوهَ الجلادينْ…
أجلافاً ومتعَجْرِفينَ و برْبرْ…
تضيقُ بي زنزانتي..
تضيقُ بي ذاكرتي..
أُحَمْلِقُ في فراغاتي وأتذكرْ…
لو لم تسْمُ بي معنوياتي..
لَكُنتُ أتوهُ في منعرجاتي..
لكنتُ فعلاً أتدمرْ…
ها أنا ذا يا وطني!
أستمِدُ القوة من شعبٍ يتحررْ…
ها… رُغمَ القضبانِ أتحررْ…


&&&

من وحيك ياوطني!
هذا الشعبُ… ذي انتفاضَتُهُ…
إذا رفضَ… كموجِ البحرِ…
إذا اعترضَ… كهديرِ النهرِ…
إذا انتفضَ… كالريحِ عاتٍ…
و في انتظامٍ… كالقلبِ إذا نبضْ…
كالرعدِ… كالبرقِ… كالمطرْ…
ها… قد قررَ في انتفاضتهِ…
أن يتحِدَ… أن يتجمْهرْ…
حتى يكتملَ البدرُ…
حتى ينبلِجَ الفجرُ…
حتى تُثمِرَ الكرومُ و النخيلْ…
و يثْمِرَ بالزيتونِ الشجرْ…

من وحيك ياوطني…..ّ

مايو 2005
السجن الاكحل
العيون - الصحراء الغربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم