الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض النساء وجوههن جميلة . . . ويصرن أجمل عندما يبكينا

طالب ابراهيم

2010 / 2 / 21
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


ان المرأة، ذلك المخلوق العجيب الرقيق المرهف، سريع التأثر لما يجري حوله، النصف الجميل للمجتمع، وبدونه لايمكن ان تستمر الحياة، ذلك المخلوق الجدلي الذي اهداه الله آدم ليؤنس به وحدته، ليخرجه من عالم الملل الى عالم فيه متعة، اليوم تعاني من حيف شديد وقع عليها في المجتمعات العربية والاسلامية بعد ان كان لها دور الريادة في طليعة الرسالة الاسلامية وما تلاها من عصور الخلافة الاسلامية الحقة. وبعد ان كانت المرأة العربية تتمتع بمكانة اجتماعية في ذلك الزمن تتفوق على مكانة المرأة في الدولة البيزنطية او في الدولة الساسانية. وخير ما يدعم هذا الكلام هو موقع السيدة خديجة الكبرى (رض) بالنسبة لنبينا العظيم محمد (ص)، لاسيما في بداية دعوته الاسلامية وكيف كان لموقع زوجه خديجة (رض) الاجتماعي والاقتصادي باعتبارها كانت من اكبر تجار قريش بالغ الاثر في دعم موقف الرسول العظيم (ص) ومساندته ودعمه وحمايته لنشر الرسالة. وعند وفاتها قورنت مكانتها بمكانة عمه ابي طالب بالنسبة للنبي الاعظم (ص) واوائل المسلمين، لان الاثنين توفيا في عام العزلة في شعاب مكة، فسمي ذلك العام بعام الحزن، لان الاسلام فقد اثنين من اهم ركائز دعمه ضد عنجهية الكفار من قريش.

اضافة الى ان التأريخ العربي والاسلامي مليء بالامثلة النسائية التي اصبحت مضرب المثل والنموذج الذي يحتذى به، ومن تلك الامثال "الخنساء" التي عاصرت العصرين الجاهلي والاسلامي، وموقفها في حرب القادسية لتحرير العراق من الاستعمار الفارسي. وكذلك خولة بنت الازور التي ابت الا ان تحرر اخيها من اسر الروم. فكانت المرأة الزوجة والداعمة والمرافقة لتوفير الخدمات الطبية وما تحتاجه حروب الفتح، وان اقتضت الضرورة كانت النساء مقاتلات بالسيف الى جانب الرجل. وحتى عند اسقرار الحال للدولة العربية الاسلامية في مختلف العهود اللاحقة كانت هناك شخصيات تركت بصمات لها بدهاء في آواوين الحكم ومنهن "ام البنين بنت عبد العزيز بن مروان" ومن بعد جاءت "زبيدة بنت جعفر بن المنصور" تلك المرأة التي سجل لها التأريخ انها حلت مسألة المأء على طريق الحج لألف عام تلت. وغيرها من الشخصيات النسائية الجليلة الكثير. ولو اعدد كل الشخصيات النسائية التي قدمت الكثير لحركة النهضة العربية وحركات التحرر في العالم حتى في القرن العشرين فسيلزمنا وقت طويل جدا، لانصاف تلك النساء اللواتي يعجز المداد عن وصف خصالهن الحميدة.

ومن الاسئلة الشهيرة عن مكانة المرأة في المجتمع، كان ذلك السؤال الذي طرحه "عبدالله بن احمد بن حنبل" على ابيه الامام "أحمد بن حنبل": "لقد كرم الله الرجال بان جعل بهم النبوة، فهل هم اعظم مكانة من النساء؟" فكان جواب الامام احمد: "يا بنيّ، ان كان الله تعالى قد كرم الرجال بالنبوّة، فقد كرم الله النساء وجعلهن امهات الانبياء." بهذا المنطق الصادق يعبر عن مكانة المرأة في الاسلام.

اما ما يجري اليوم من خروقات واضطهاد لحقوق المرأة وامتهانها بهذ الشكل المزري، فهو شيء يندى له الجبين. وهو اقل ما يوصف به هو ان هؤلاء اللذين بيدهم السلطة اليوم ليس لهم في دينهم واهلهم شيء، وهم يمعنون بايذاء ودائع الله ورسوله اي النساء بدون رحمة ولا وجل من الله او المجتمع. وان دل ذلك الفعل المشين على شيء فانما يدل على ان القائمين على الامر غير مؤهلين لذلك اي للحكم او انهم يبيتون شيئا آخر، هدفه تدمير المجتمع العربي والاسلامي بشكل عام. فالمجتمعات الغربية اليوم، التي ينعتها البعض بالكفر، لم تتقدم وتصبح بهذا الحال من القوة والعظمة، إلا عندما تحررت من عالم الغيبيات وفصل الدين عن الحكم وانصفت المرأة في المجتمع، لتلعب الدور المهم في بناء المجتمع المتحضر في اوربا بمستوى لا يقل اهمية عن دور الرجل بتاتا، بل ان دورها تفوق في كثير من الاحيان.
ولا اعلم كيف يفكر أولائك اللذين يحاولون الحط من قدر المرأة، الم يخرجوا من ارحام امهاتهم وهن ايضا نساء. وهل يقبلون ان يحط اي شخص من قدر بناتهم؟ انهم لشيء عجيب ان يفكر احد بطرقة تميز المرأة عن الرجل وكانها مخلوق من عالم آخر، يشوبه النقص.

والقول ان المرأة نصف المجتمع، هو قول مأثور وصحيح ومنصف للمرأة. فهي تحمل جميع الصفات التي يحملها الرجل ولا تقل عنه بشيء. بل تتفوق على الرجل بانها اكثر صبرا. وهذا يشاهده كل ذو لب عند تربية الاطفال. فصبر الام على الطفل لا يمتلكه الاب. واريد ان اخص المرأة العراقية المناضلة الصبورة التي ابتلاها الله بهذا الزمن الاغبر الذي احرق الاخضر واليابس، تلك المرأة الحافية التي تقف على ارض من ذهب، تلك المرأة التي تضحي بشبابها من اجل ان تربي اطفالها بعد ان ترملت، تلك المرأة الصبورة التي فجعت بفقدها فلذة كبدها من اجل لاشيء، تلك المرأة التي اصبحت رمزا مطلوب النيل منه لتعفير ارض الرافدين بلون الرذيلة، تلك المرأة التي اغتصبت وقتلت لا لشيء الا لانها ابنت الرافدين، تلك وتلك وتلك.......

فنحن ان اردنا مناصرة المرأة امنا وختنا وزوجتنا وحبيبتنا وزميلتنا، فلا ننتظر ان يلتزم حكامنا بمعاهدة (سيداو) وسواها، لان ذلك "طعام لا يسمن ولا يغني عن جوع." فكلنا يعرف بان حكوماتنا سوف لن تعير اهمية كبيرة لمثل تلك المعاهدات، التي تخص حرمة الانسان ومكانته وحقوقه الانسانية في المجتمع. بل المطلوب هو صرخت وتضامن ومطالبة خالصة باعادة تلك القوانين المدنية التي تحمي المرأة ليس من بطش الرجل كما يقال، بل من بطش التخلف الذي يريد ان يسحب المجتمع باكمله وليست المراة فحسب الى الخلف للعيش في عالم غيبي لا تعرف نهايته وفي ظلمات القرون الوسطى الاوربية، عندما كانت تعامل المرأة على انها ليس اكثر من عبدة للخدمة المنزلية وشيء لقضاء الغريزة المريضة لرجل ذلك الزمن. وفي بعض الاحيان يرأى لي بان ظلمة الوضع الذي وضعت فيه المرأة خصوصا في العراق هو اشد حلكة من ظلام تلك العصور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لازالت بخير
ناصر حسين ناصر البعسي ( 2010 / 2 / 21 - 18:15 )
لم تستع كل المحاولات ان تخرج المرأة من ريادتها ودورها في حياة مجتمعنا العربي ولاسلامي ولازالت بخير تلعب دورها .. فلسنا الى من ينظم او ياتي بنظم من خارج مجتمعنا فقط نحن بحاجة الى تعزيز دور التعليم للفتاة وبمناهج عربية واسلامية وسيها يتجدد ويسمو دور الام والاخت والزوجة اكثر واكثر لتتقدم من الصف الثاني الى الصف الاول الذي ارتضت ان يكون حصريا الان للرجال لاسباب اقتصادية بحثة واسباب القوة ولكنها لازالت وراء كل رجل وموقف عظيم ..... تقبل مني كل تقدير
وتمنياتي لكل امراة في العالم الصحة والسعادة والحياة الكريمة مكفوله فيها كل الحقوق ..


2 - ستكتمل حقوقنا
روعه عدنان سطاس ( 2010 / 2 / 22 - 10:31 )
تعتبر المساواة بين الجنسين عنصرا محوريا في تحقيق اهداف الحياةوسيكون هناك فشل في تكوين الحياة ان لم تتحقق المشاركة الكاملة من جانب جميع الافراد كما قال الاستاذ طالب ان كانو اسرة او مجتمع او دولة ولكن منذ الازل المراة لم تنصف وربما اصبحت عادة او ثقافة ان المراة اقل من الرجل لذلك يجب دائما التذكير بانه هناك معاهدات واتفاقيات وقرارات هدفها تحقيق المساواة بين الجنسين وتاكيد على الايمان بحقوق الانسان وكرامته وقيمته وبالحقوق المتساوية بي الرجل والمراة وبين الدول الكبرى والصغرى فالرجل والمراة عنصران جوهريان في التقدم الاجتماعي والاقتصادي ان كان فردي او جماعي وان التمييز بينهما قد اعاقا تطور التنمية البشرية وبالرغم مرور 27 سنة على الموافقة على اتفاقية سيداو وقد شهدت مصادقو وانضمام 184 دولة فان الملايين من النساء في مختلف العالم مازلن صامتات ومحرومات من الحقوق ولا تزال هناك عواقب سلبية لما تعانية المراة من ظلم يتردد في مختلف طبقات المجتمع فليس كل طبقات المجتمع يؤمنون بتلك المساواةفالمراة بنظرهم هي وادنى مستوى واقل قيمة من الرجل دائما0


3 - رد على عنوان الاستاذ طالب
روعه عدنان سطاس ( 2010 / 2 / 22 - 10:43 )
استاذي الكريم هل ينبغي ان نبكي لنصبح اجمل فدموعنا غسلت اوجاع اقدارنا وربما ادمت قلوب غيرنا فكل حق نبغيه نقاتل ونجاهد ونبكي وندفع ثمنه غاليا للحصول عليه فقط لنكون ذات مستوى مرموق في الحياة ولنكون كائن فعال ينجز واجباته ويتساوى مع الطرف الاخروتاكد اي تساوي او حق تحصل عليه المراة يرفع من قيمة الرجل ونجاحه 0

اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني