الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض

فالح الحمراني

2010 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



إحدى التقنيات (التكتيكات) التي وضعتها المُرشحة للرئاسة يوليا تيموشينكو لكسب جولة الإنتخابات الرئاسية في أوكرانيا تمثلت في إستخدام ورقة المُراقبين الأوروبيين. ولكن تصريح المسؤول الأوروبي – رئيس البرلمان الأوروبي إيجي بوزيك ببروكسل قطع الطريق على يوليا تيموشينكو، حيث صرّح بأنّ الإنتخابات الرئاسية في أوكرانيا جرت بشكل ديمقراطي وَ نزيهو.الأمر الذي يهم الإتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى هو وجود الإستقرار السياسي وَ الهدوء في أوكرانيا (المُحاذية إقليميا للإتحاد) وَ ضمان تدفق الغاز الطبيعي (الوقود الأزرق) من روسيا الإتحادية عبر الإراضي الأوكرانية
وفشلت يوليا تيموشينكو باشعال ثورة ملونة اخرى وإخراج الجماهير الأوكرانية إلى الشارع على شاكلة ما جرى في 2004 م وَ ذلك لعدة أسباب أهمها:
أولا: تأثير الأزمة الإقتصادية المالية العالمية على أوكرانيا مما أدّت إلى فقدان الثقة لدى الجماهيرية الأوكرانية بالسلطات التنفيذية للبلاد
ثانياً: لأنّ أقطاب الثورة البرتقالية في السلطة لم يُحققوا إحتياجات وَ طموحات الشعب الأوكراني رغم الوعود التي قدّمها قادة الثورة البرتقالية وَ ضمناً كل من الرئيس المُنتهية ولايته فيكتور يوشينكو وَ رئيسة الحكومة الحالية يوليا تيموشينكو
ثالثا: الأوضاع الآن تختلف عما كانت عليه في 2004 م، حيث وقف العالم الغربي وَ خاصة الولايات المُتحدة الأمريكية إلى جانب المُرشح المُعارض فيكتور يوشينكو، وَ كان وضع روسياً الفدرالية ضعيفاً إلى حد ما.
رابعاً: الشعب الأوكراني كان يتطلع في تلك الفترة إلى الخلاص من الشمولية وَ الديكتاتورية الموروثة عن الفترة السوفياتية السابقة، وَ بذلك فإنّ الثورة البرتقالية وَ المُمثلة بزعيمها فيكتور يوشينكو كانت بمثابة إنعطاف تاريخي في حياة الشعب الأوكراني. أمّا الآن فالأمور قد تغيرت وَ هذا دليل آخر على فشل تحقيق مآرب يوليا تيموشينكو في قلب نتائج الإنتخابات (الدورة الثانية) رأساً على عقب كما حصل في عام 2004 م

وطوى سحب المُرشحة للرئاسة يوليا تيموشينكو السبت الدعوى المُقدمة للمحكمة الإدارية العليا منها لتعليق نتائج الإنتخابات الرئاسية في الدورة الثانية، صفحة الانتخابات الرئاسية ودشن مرحلة حراك سياسي ومؤشرات ازمة سياسية، ونهوض تحديات امام الرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش.
ويعود سبب تحركات تيموشينكو الصاخبة قبل سحب طلبها، لتحقيق اهداف تساعدها على البقاء على الحلبة السياسية والدخول في الصراعات والمعارك المقبلة. وتعمل تيموشينكو للظهور بمظهر السياسي العنيد بعيون انصارها، وانها خرجت بارادتها غير مهزومة لتحتفظ بشعبيتها التي لاتقل عن شعبية منافسها، وضمان اصوات الناخبين. فتيموشينكو تخطط للمشاركة في انتخابات عمدة العاصمة كييف، وفي الانتخابات البرلمانية المبكرة في حال اعلانها، وان فوزها في اي من الحالتين سيضمن لها حضورا ملحوظا في العملية السياسية وخلق المصاعب المعقدة امام خصمها اللدود الرئيس الجديد، ويوفر لها حصانة كافية تقيها من التعرض لتهم تورطها بممارسات غير شرعية خلال توليها منصب رئيس الحكومة.

والخيارت المطروحة امام تيموشينكو الان اما ترفض الاستقالة وتكافح للاحتفاظ بمنصبها رئيسة للحكومة لكي يبقى التحالف الحكومي الهمش قائما، او انها ستنتقل للمعارضة بعد اعلانها الاستقالها من منصبها،والسيناريو الثالث يقوم على محاولتها الاتفاق مع كتل اخرى، ربما من صفوف خصومها.اجمالا ان تيموشينكو بحركتها الصاخبة تمهد الطريق للوصول للمرحلة التالية من سيرتها السياسية.
ولكن السؤال الاكثر اهمية اليوم يتمحور حول الطريق الذي تسير عليه اوكرانيا في عهد الرئيس الجديد. وتوزعت اراء المحللين بهذا الشان. البعض يرى بفوز يانوكوفيتش ضربة قاصمة بالقيم الغربية.ويتوقعون بحدوث تقارب وثيق بين مواقف موسكو وكييف، مما سيساعد في المستقبل القريب على اقامة تكامل سياسي واقتصادي روسي ـ اوكراني، قد تنضم له بيلاروسيا وكازخستان. وبطيعة الحال فان هذا التطور سيزعج الغرب.

وهناك عدد من المراقبين يرون ان لدى يانوكوفيتش ميولا غربية لا تقل عن ميول تيموشينكو.ولا يتفق هؤلاء مع الراي القائل بان يانوكوفيتش صاحب ميول روسية وان تيموشينكو ذات نزعات غربية، ويؤكدون أن لا اساس لمثل هذا التصور.ويشيرون الى ان يانكوفيتش اعادة النظر بمواقفه في السنوات الاخيرة وتخلص من الميول الروسية.وهناك معلومات تشير الى ان الاثرياء الذين يدعمون يانوكوفيتش لا يرغبون بفقدان اوكرانيا استقلالها، وانهم معنيون بان يناور بين الاتحاد الاوروبي وروسيا.
وكان يانوكوفيتش قد اكد بان اوكرانيا خلال عهده سترتبط بعلاقات ودية وبراجماتية مع روسيا وانه لا يعتزم الطلب من موسكو سحب اسطولها الحربي من سواحل القرم وانه شطب على فكرة الانضمام للناتو.

ان نهاية فصل الانتخابات الرئاسية باوكرانيا سيفتح صفحة جديدة في تاريخها السياسي الجديد، ولكن الرئيس الجديد سيواجه تحديات جديدة تتمثل بتشكيل حكومة قوية وتكتل برلماني موالي له، وبخلافه فسيتعين عليه اعلان انتخابات برلمانية مبكرة،ةهذا سيغني بداية دورة جديدة من التوتر السياسي. ويعتمد التطور المقبل على مدى اتقان يانوكوفيتش وفريقه لفن الحلول الوسط والقبول بتقديم تنازلات من اجل استقرار البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام