الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختصرات في الماركسية 11

فواز فرحان

2010 / 2 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تأثير الأفكار في الحياة الإجتماعية ..

لما كانت الفلسفة الماركسية مادية ، فهي تبحث عن أصل الأفكار الإجتماعية في حياة المجتمع المادية ، ولما كانت جدلية ، فهي تدلل على أهميتها الموضوعية وتحدد دورها الحقيقي ..
لأن نكران أهمية الأفكار موقف ضد العلم حاربته النزعة المادية الجدلية دائماً ..
إن تطبيق قوانين الجدلية لا يُظهر فقط أهمية الأفكار والنظريات الإجتماعية بل ينتج لنا فهم عملها ...
الوضع الإقتصادي هو الأساس ولكن صورة النضال الطبقي السياسية ونتائجها والدساتير القائمة بعد فوز الطبقة المنتصرة ، والصورة التشريعية وإنعكاس جميع صور هذا النضال الحقيقي في أدمغة المشتركين بها في النظريات السياسية والتشريعية ثم تطورها فيما بعد الى نظم عقائدية ، كل ذلك يؤثر في مجرى الوان النضال التاريخي ويحدد صورتهِ ...
وكلما إزدادت معرفة الناس لقوانين المجتمع الموضوعية ، كلما إزدادت فعالية نضالهم ضد القوى الإجتماعية الرجعية التي تعترض سبيل تطبيق هذه القوانين لأنها تضر بمصالحهم الطبقية ...
إذا كان الناس يعلمون قوانين التطور الإجتماعي إستعانوا بهذه القوانين ، وإذا كانوا يجهلونها راحوا ضحيتها ، هكذا تساعد معرفة أسباب الحرب الإستعمارية على النضال بصورة فعالة ضد الحرب ...

النظرية المادية الجدلية ...

ــ أصل الأفكار المادي هو الذي يضفي عليها القوة ..
تؤكد النزعة المادية الجدلية في نفس الوقت الذي تؤكد فيه طابع القوانين الإجتماعية الموضوعي لا سيما القوانين الإقتصادية عمل الأفكار الموضوعي ..
لا تجعل النزعة المادية الجدلية من المادة والفكر مبدأين منفصلين بل هما مظهران كل منهما واقعي كالآخر ..
يقول ستالين ..
( الطبيعة واحدة لا تنقسم ، وهي تبدو في صورتين مختلفتين ، إحداهما مادية واخرى فكرية ، وكذلك الحياة الإجتماعية واحدة لا تنقسم وتبدو في صورتين مختلفتين ، وهكذا يجب علينا أن ننظر لتطور الطبيعة والحياة الإجتماعية ) ..
مع العلم أن الصورة المادية سابقة للصورة الروحية لهذا لا تقول النزعة المادية الجدلية بسلطان الأفكار على العالم بل هي تجعل هذا السلطان مفهوماً ...
وبعد أن اكتشف أصل الأفكار المادية الإجتماعية ، أصبح في مقدور الجدلية فهم فعالية تأثيرها على العالم الذي خرجت منه ، وهكذا نرى أصل الأفكار والنظريات المادي لا يضر بأهميتها بل يعيد إليها كل فعاليتها ...
النزعة المادية ترى في الأفكار قوة ملموسة لها نتائج ماديّة كقوى الطبيعة ...

الأفكار القديمة .. والأفكار الجديدة

رأينا في دراستنا لأصل الأفكار أن التناقض بين الأفكار والنظريات يعكس تناقضاً موضوعياً في المجتمع ...
مثال ..
الأزمات الإقتصادية التي تولدها الرأسمالية سببها الموضوعي هو التناقض بين طابع ملكية وسائل الإنتاج الخاص ، وطابع عملية الإنتاج الإجتماعي ..
فكيف نحل هذا التناقض ؟؟
تجيب طبقة البروليتاريا الثورية ..
( بواسطة جعل وسائل الإنتاج إشتراكية ) ...
هناك أفكار قديمة ونظريات مضى زمانها تخدم الآن قوى المجتمع الزائلة ، وأهية هذهِ الأفكار أنها تعيق تطوّر المجتمع وتقدمه ...
ومن البديهي أن كراهية العلوم وإحتقارها يفيدان في الوقت الحاضر البرجوازية ، لأن إزدهار هذه العلوم السلمي يُعرّض هذهِ البرجوازية للخطر ...
لذلك تقوم البروليتاريا وهي الطبقة الثورية مقابل ذلك بنشر الأفكار القائلة بوجوب تشجيع تقدم العلوم ...
وتتفق هذه الفكرة تماماً مع نمو قوى الإنتاج ، ولا يمكن أن يقوم بهذا التشجيع سوى نضال البروليتاريا الثورية ...
فهناك قوى ونظريات جديدة تقف في الطليعة تخدم مصالح قوى الطليعة في المجتمع ، وأهمية هذه الأفكار والنظريات أنها تسهل تطوّر المجتمع وتقدمه ...
وتزداد أهمية هذه الأفكار كلما عكست بصورة صادقة حاجات تطور حياة المجتمع المادية ..
لهذا توجِد الطبقة العمالية الظروف المادية التي تساعد على إزدهار العلوم عند إستلام الحكم ...
الأفكار إذاً .. هي قوى ... الأفكار القديمة هي قوى رجعية ، ولهذا تأخذ بها الطبقات الرجعية ، والأفكار التقدمية هي قوى تساعد على تقدم المجتمعات ..
الأفكار ... هي ثمرة عملية المعرفة
ولا يُحكم على الجديد بالزمن بل بقدرته على حل المشاكل التي تنشأ في زمن معيّن ، لهذا فإن كتاب رأس المال لكارل ماركس هو أكثر من جديد من جميع كتب الإقتصاد في الجامعات البرجوازية ...
الأفكار الخاطئة ...
هي قوة فعالة لا تقل فاعليتها على الأفكار الصحيحة ، ويجب محاربتها بواسطة الأفكار الصحيحة التقدمية التي تعكس بصورة أدق حاجات التطور الإجتماعي ، مما يضمن لها النصر الأخير ، وتزداد قيمتها يوماً بعد يوم حتى تصبح لا غنى عنها وهذا ما يُفسّر إمتداد إنتشار هذه الأفكار ...
الأفكار الجديدة .. تقوم بالتنظيم والتعبئة والتحويل ...
لا تظهر الأفكار والنظريات الجديدة إلاّ حين يُثير تطور حياة المجتمع المادية مهام جديدة أمام المجتمع ..
وظهورها يُعطي لها الأهمية الكبرى التي تسهل تقدم المجتمع ، وتظهر أهميتها في التنظيم والتعبئة والتحويل وكذلك أهمية عمل الآراء والمؤسسات السياسية الجديدة ..
ظهور الأفكار الجديدة والنظريات الإجتماعية حق لأنها ضرورية للمجتمع ، ولأن حل المشاكل الملحة التي يثيرها تطور حياة المجتمع المادية يصبح مستحيلاً دون عمل هذه الأفكار والنظريات في التنظيم والتعبئة والتحويل ...
وهذه الأفكار والنظريات تشق طريقها وتصبح ملكاً للجماهير الشعبية التي تعبئها وتنظمها ضد قوى المجتمع الزائلة ، فتساعد على قلب هذه القوى التي تعيق تطور حياة المجتمع المادية ...
لهذا النص أهمية كبرى لأنه يوضّح لنا الصورة التي تتخذها الأفكار الجديدة في عملها .
أولاً ... تعبئ الهمم ، أي أنها تثير وتبعث الحماس وتحرّك الجماهير ..
ثانياً ... تنظم ، أي أنها لا تؤثر على الوعي فقط وتسمو به ، بل هي تتيح حل المشاكل التي يعانيها المجتمع بصورة فعلية ..
ثالثاً ... نضال الأفكار مظهر ضروري من مظاهر النضال الطبقي ، لهذا فإن عدم محاربة الأفكار المفيدة لسيطرة البرجوازيةهو تقييد للبروليتاريا ..
رابعاً .. الفكرة تزداد قوتها كلما إزداد عكسها للوضع الموضوعي في ذلك الوقت ، ويصبح العنصر الذاتي فاصلاً كلما عكس بصدق العنصر الموضوعي ...
خامساً ... يضطرنا عمل الأفكار والنظريات الإجتماعية الفعال الى تكوين نظرية تتفق وحاجات المجتمع المادية إتفاقاً تاماً ، كما تتفق وحاجات الجماهير الكادحة التي تصنع الجماهير ..
لهذا فإن إحتقار النظرية ... يعني حرمان الطبقة العاملة من البوصلة التي تقود الحركة الثورية ...
لهذا يقول لينين ...
( لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ) ..
ومن فضائل الإشتراكية العلمية بإعتمادها على المادية الجدلية ، إنها تقدر تماماً أهمية عمل الأفكار ، فهي تضع إذاً النظرية في المكانة السامية التي تستحقها وترى أن من واجبها إستخدام كل قوتها للتعبئة والتنظيم والتحويل ...
( تصبح النظرية قوة مادية متى ما آمنت الجماهير بها ) ..
مثال ...
أتاحت الفكرة التقدمية القائلة بأنه يجب القضاء على حكومة كيرنسكي ( اكتوبر 1917 ) وتسليم السلطة الى السوفيتات لضمان تحرير القوميات المضطهدة ، أتاحت هذه الفكرة تنظيم الجماهير وتعبئتها ومن ثم تحويل المجتمع ...

الخلاصة ..
ــ الأفكار قوة فعالة .. لهذا يسئ الثوري الذي يهمل محاربة وجهات النظر الخاطئة المنتشرة الى مجموع الحركة .. فهو يسير على طريق النزعة المادية الساذجة السئ ، ولا يسير على طريق النزعة المادية الجدلية الصلب ، وهو أساس الإشتراكية العلمية ..
ــ الوجود الإجتماعي يحدد الوعي الإجتماعي .. والوعي الإجتماعي يؤثر بدوره على المجتمع ، وليس هذا التأثير ضرورياً فقط لتحقيق التغييرات المادية ، بل أن الفكرة في بعض الأحيان هي التي تقوم بدور خطير ويكون صدق الشعارات حينئذٍ حاسما ً ...
ــ نضال الأفكار مظهر ضروري من مظاهر الصراع الطبقي ، ولهذا فإن عدم محاربة الأفكار المفيدة لسيطرة البرجوازية هو تقييد للبروليتاريا ...
ــ الفكرة تزداد قوتها كلما إزداد عكسها لواقع موضوعي في ذلك الوقت ، ويصبح العنصر الذاتي فاصلاً كلما عكس بصدق العنصر الموضوعي ...
ــ يضطرنا عمل الأفكار والنظريات الإجتماعية الفعال الى تكوين نظرية تتفق وحاجات المجتمع المادية إتفاقاً تاماً ، كما تتفق وحاجات الجماهير الكادحة التي تصنع التاريخ ..
لهذا فإن إحتقار النظرية .. يعني حرمان الطبقة العاملة من البوصلة التي تقود الحركة الثورية ...
لهذا يقول لينين .. لا حركة ثورية دون نظرية ثورية ...
ــ من فضائل الإشتراكية العلمية بإعتمادها على المادية الجدلية أنها تقدر تماماً عمل الأفكار ، فهي تضع النظرية إذاً في المكانة السامية التي تستحقها وترى ان من واجبها استخدام كل قوتها للتعبئة والتنظيم والتحويل ..

ملخص كتاب اصول الفلسفة الماركسية
جورج بوليتزر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي