الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب، البقاء حيا حتى سن ال18

جمال الدين بوزيان

2010 / 2 / 21
حقوق الانسان


بعض المسؤولين بالجزائر يستحقون محاكمتهم كما يحدث مع مجرمي الحرب بسبب قوانينهم الغبية الظالمة، و التي تقتل المريض بطريقة غير مباشرة، أو على الأقل تزيد من معاناته.
ما هو جزاء وزير مسؤول عن التضامن و عن الحماية الاجتماعية و الفئات المحرومة، يحرم الأطفال المرضى بالسرطان من منحتهم الشهرية ومن رقم التأمين؟ هو يحرمهم من العلاج و يزيد من معاناتهم و من معاناة أوليائهم.
هو يعلم أولياء الأطفال المرضى التسول والتنقل بين المساجد والجمعيات الخيرية من أجل توفير الدواء لأولادهم المرضى، وأي مرض؟ إنه السرطان.
هل يمكن أن يقال عن دولة بها مثل هذا الوزير أنها تحترم حقوق الإنسان؟
الغبي أو المنافق فقط من يقولان ذلك.
الطفل المصاب بالسرطان في الجزائر لا حق له إلا في العلاج الكيميائي و العلاج بالأشعة، وباقي الأمور التي يتطلبها العلاج يجب دفعها من جيب أولياءه إذا كان متوفرا لديهم، وإلا عليهم التدرب على فنون الاقتراض والتسول.
نموذج واقعي ومضحك مبكي في نفس الوقت لقوانين وزارة تدعي التضامن وهي أبعد ما يكون عن الرحمة والتضامن.
يقول القانون الموقر لهذه الوزارة بأن المنحة تعطى فقط للطفل المعاق ذهنيا أو حركيا بنسبة مئة بالمئة، وبالتالي فالطفل المصاب بالسرطان لا يعتبر طفلا معاقا، وعليه يجب أن يصبر لحين وصول سنه إلى الثامنة عشر لكي يتمكن من الاستفادة من المنحة ورقم التأمين. طبعا إذا كتبت له الحياة إلى غاية وصوله لتلك السن، ولا داعي لذكر عدد الأطفال الذين يفارقون الحياة كل شهر بمصلحة الأطفال بسبب السرطان.
هذا المرض قاتل، الكل يعلم ذلك، ولا مجال لتغطية هذه الحقيقة، لكن قسوة هذا المرض لم تشفع للأطفال المصابين به لدى وزير التضامن وفريقه المحترم لكي يعدلوا من هذا القانون الظالم.
ماذا يفعل نواب البرلمان الأشبه بالجواري والغلمان في القصور الملكية، هم لا يتحركون إلا بأوامر أسيادهم، كان الأولى بهم السعي لتغيير قوانين الحماية الاجتماعية الظالمة، من المفروض أنهم ينقلون مشاكل وانشغالات الناس إلى السلطة، لكن ما يصلنا من أخبار وإشاعات عنهم، يؤكد بأنهم منشغلون عن هموم الشعب بالتنقل بين الفنادق وتقسيم أوقاتهم الثمينة بين الأكل المفرط والسياحة العشوائية و انتقاء العاهرات الجميلات، وملئ الجيوب قدر الإمكان قبل انتهاء العهدة.
أين هي الجمعيات و منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني؟ أم أنها هي الأخرى منشغلة بجمع الفتات وملئ الجيوب؟
من يجعل المسؤول في هذه البلاد يغير القانون الظالم بدون أن نرى فوضى وحرقا لإطارات السيارات و قطعا للطريق؟
تعود هذا الشعب وعودته حكومته أن لا شيء يتغير بدون فوضى وأعمال شغب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفرق
عبد القادر أنيس ( 2010 / 2 / 21 - 20:48 )
يا أخي لا توجد حكومة في العالم تقوم بواجباتها تجاه المواطنين لوجه الله أو بدافع الإنسانية والرحمة والعطف عليهم. ومن ينتظر مكتوف اليدين حكومة كهذه سيطول انتظاره حتى يشبع ذلا ومرضا وموتا وهذا حالنا.
الفرق في نوعية المجتمعات. في العالم مجتمعات واعية منظمة وهي المجتمعات الديمقراطية العلمانية فهمت منذ عشرات السنين دورها وابتكرت طرق النضال والتنظيم النقابي والحزبي والانتخابي والجمعوي والصحفي والفكري وفرضت نفسها على أعدائها. هي مجتمعات حية، تتعلم، تقرأ، تكتب، تبدع، تعمل.
أما مجتمعاتنا فهي خاملة لا تزال تؤمن بالحلول السحرية والدينية والقبلية والجهوية لهذا ينجح عندنا الوصوليون والانتهازيون وعديمو الضمير والكفاءة في استغفال الناس واستغلالهم والتسلط عليهم.
في الجزائر، يا أخي، فوتنا فرصة التغيير الديمقراطي الحضاري عندما انساق الناس وراء الأحزاب الدينية والجهوية والقومية بسبب قلة الوعي والثقافة. مخرج النفق المظلم يبدو أنه مازال بعيدا. أما التحرك الفوضوي والحرق وقطع الطرق فهو تنفيس يخدم الحكومة أكثر لأن الناس يعود للنوم بعد هذه الهبات العنترية.
تحياتي

اخر الافلام

.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة


.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل




.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة