الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدعة اليمين

بودريس درهمان

2010 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لما كانت وزارة التربية الوطنية يشغلها وزراء يمينيون ولا واحد آنذاك كان يتحدث عن تدني مستوى التلاميذ وكساد المدرسة الوطنية و لكن بمجرد ما أصبحت الوزارة يديرها وزراء يساريون أو محسوبين على اليسار حتى بدأ الجميع يتحدث عن تدني المستوى و عن انهيار المدرسة الوطنية. هذه الأحكام السياسية اليمينية الشائعة عندنا في المغرب عاشتها فرنسا مع و صول الاشتراكيين إلى الحكم.
سنة 1981 هي السنة التي وصل فيها الاشتراكي فرانسوا ميتران إلى الرئاسة خلال هذه السنة بدأت الصحافة الشعبية اليمينية مسندة بالأكاديمية الفرنسية تشن حملة شعواء على المدرسة الفرنسية متهمة إياها بالتدني و ضعف المر دودية في ظل هذه الحملة ظهرت كتب كثيرة و كتابات كثيرة تزكي هذه الفكرة إلى أن اهتدى عالمين سوسيولوجيين إلى الخدعة السياسية اليمينية و أكدوا عدم صدقيتها معتمدين في ذلك على الإحصائيات التي استمدوها من قسم التقويم بوزارة التربية الوطنية الفرنسية. لقد وجد هذان العالمان السوسيولوجيان وهما العالمان المعروفان في أوساط اليسار بشكل عام استابليت و بودلو بان عدد الحاصلين على الشواهد العليا تضاعف في جميع التخصصات فكيف يعقل أن تتضاعف الشواهد العليا و يتم الحكم على المدرسة الوطنية الفرنسية بالتدني و بتقلص المردودية. ألفوا كتابا للرد على هذه الترهات سموه "المستوى يرتفع" Le niveau monte""منشور بدار لوسوي سنة 1988.
لماذا كان اليمين يلجا إلى هذه الدعايات المغرضة في حق المدرسة الوطنية الفرنسية؟ يتساءل العالمان. الجواب على هذا السؤال يمكن إيجاده بين ثنايا النظريات السياسية و التربوية التي عرفت صعود نجمهما في تلك الفترة و يتعلق الأمر هنا بسياسة اللامركزية و بنظرية مشروع المؤسسة. هاتين السياستين كانتا مندمجتين في إطار مشروع مجتمعي ناضل اليسار و الأطراف اليمينية المتنورة من أجله.
كل المؤرخين لتاريخ الأفكار و الأحداث السياسية و الاجتماعية يؤكدون بأن ما استطاع الأوروبيون تحقيقه و صياغته جميعا من طرفهم شهر ماي سنة ألفين في تقريرهم حول قضايا التربية كان اليساريون بكل فصائلهم قد مهدوا له الطريق خلال عشريات سبعينيات و ثمانينات القرن العشرين. كانت مطالب اليساريين تتمحور حول خمس رهانات:
• رهان المعرفة
• رهان اللامركزية
• رهان الموارد البشرية
• رهان الاندماج المجتمعي
• رهان توفر المعطيات و القدرة على القيام بالمقارنة.
كل هذه الرهانات التي حدد اليسار معالمها و ناضل من أجلها تحققت على أرض الواقع و تم تبنيها بشكل رسمي من طرف الاتحاد الأوروبي شهر ماي سنة ألفين
في فرنسا ابتدأ الحديث عن اللامركزية سنة 1985و بدا بعد ذلك العمل بها وقبل هذا التاريخ بسنة فقط أي سنة 1984 عرفت منطقة فرساي بباريس خروج اكبر تظاهرة معارضة لمشروع سفاري projet Savary الذي كان يسعى إلى دمج المدرسة الخصوصية في المدرسة العمومية الموحدة. هذان المشروعان سواء مشروع اللامركزية أو مشروع سفاري هما مشروعان للاشتراكيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو لجنود الاحتياط على الحدود مع لبنان: نقدر خدمتكم ونعم


.. مؤسس موقع ويكيلكس يقر بالتهم الموجهة إليه بعد اتفاق مع الحكو




.. مسيرة حاشدة في كوريا الشمالية لإحياء الذكرى الرابعة والسبعين


.. الشرطة البريطانية توقف 4 أشخاص لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الو




.. أخبار الصباح | زوجة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة الانقلاب عليه