الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخلاقية الانتخابات وخروقات الكتل السياسية

سلام الامير

2010 / 2 / 22
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يمر عراقنا الجديد عراق الديمقراطية هذه الأيام بمرحلة حساسة جدا في تأريخه الحديث وهي مرحلة ممارسة الديمقراطية وتطبيقاتها في عملية انتخابات الدورة البرلمانية الثانية المرتقبة
فالانفتاح السياسي الهائل يعد مظهرًا من أهم مظاهر الديمقراطية في العراق فبعد الحزب الواحد أصبحت عشرات الاحزاب وبعد القائد الواحد اصبح عشرات القادة ولم تعد السلطة حكرا على طرف او شخص معين وانما يتم تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع وحسب ما يقرره الشعب
وبعد 9 نيسان الخير 2003 فقد مارس ابناء الامة العراقية حقهم الانتخابي وذهبوا الى صناديق الاقتراع عدة مرات وذلك في المرحلتين الانتقالية والدائمة وعملية التصويت على الدستور الدائم وهاهم على ابواب انتخابات برلمانية مقبلة وفي كل مرة يطلق العراقيون على عملية الاقتراع بالعرس الانتخابي وقد اثبت العراقيون انهم اصحاب مبادئ وقيم وانهم شعب عظيم تمتد جذوره التاريخية لآلاف السنين
وعلى الرغم مما صاحب عمليات الاقتراع السابقة من عمليات تشويش على الناخب وتدليس وفي بعض الاحيان تزوير لبعض النتائج لصالح جهة او كيان الا انها كانت محط اعجاب الاخرين من بني البشر ممن مارسوا الديمقراطية وتعودوا عليها واتقنو فنونها جيدا
ان الانتخابات هي مرآة تعكس وجه الناخب وطباعه وسجاياه والمرشح ومبادئه واخلاقه ففي حملة الدعاية الانتخابية والتنافس المشروع يتوضح الخط الاخلاقي للكتل السياسية بالمجموع وكل مرشح على حده فاننا قد لاحظنا الالتزام الاخلاقي لبعض الكتل السياسية في الانتخابات السابقة ومدى تمسكها بالمبادئ والقيم وانها لا تهتم للفوز او الخسارة بقدر اهتماها باحترام الراي العام وحرية الناخب وعدم الضغط عليه بأي طريقة كانت وان تلك الكتل على قلتها حافظت على التمسك بالاخلاق الانتخابية ولم تسجل ضدها أي خروقات تخل بالاخلاق والاعراف
وعلى العكس تماما من ذلك لاحظنا البعض الاخر من الكتل السياسية التي لا تمتلك الثقة العالية بنفسها ولا تحترم حرية جمهورها كان همها الاساس كيف تحصل على اعلى رقم انتخابي وتكسب اكبر عدد من المقاعد وان كان ذلك قد كلفها ذهاب السمعة الجيدة اولا وعدم التفاف الجماهير حولها ثانيا وعدم ثقة الناخب بوعودها فيما اعقب ذلك وان كانت صادقة وقد تبين ذلك بوضوح في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مؤخرا في اغلب مدن العراق وكيف ان النتائج جاءت معاكسة لرغبة الكتل الغير ملتزمة بالاخلاق الانتخابية وكانت قد خدعت الناخبين سابقا واختلقت حيلا واقاويل مرة بأسم الدين وخرى بأسم الوطنية لكنها سرعان ما تلاشت مع الرياح
ويعتقد الخبراء ان في هذه الجولة الانتخابية البرلمانية لا تستطيع أي جهة او كيان سياسي ان تخدع الجمهور او تحتال عليه مرة اخرى سيما وان المراجع الدينيين قد اعلنوا دعمهم للعملية الانتخابية وانهم لا يدعمون أي قائمة معينة
وعلى الرغم من ان الحملة الانتخابية ما زالت في بداياتها الا انه لم يلحظ من قبل المراقبين خروقات كبيرة كتمزيق اعلانات الكتل الاخرى او تشويه بعض الملصقات كما كان متبعا بالسابق من قبل بعض الكيانات السياسية وعلى ما يبدو ان اؤلئك المتجاوزون قد ادركوا وتيقنوا ان الناخب العراقي لا يمكن خداعه كل مرة وان تمزيق وتشويه ملصقات الاخرين جاء بنتائج عكسية وان المعركة الانتخابية من حق كل مرشح ان يخوضها ويوصل برامجه لجمهوره وان التنافس ينبغي ان يكون شريفا مبنيا على اساس الاخلاق وان شعب العراق معروف عنه عالميا انه شعب كريم يتمتع باخلاق عالية جدا وكذلك يجب ان يكون المرشح والكيان السياسي على مستوى عالي من الاخلاق
نتمنى ان تكون انتخابات البرلمان الجديد 2010 – 2013 انموذجا يستحق الاعجاب والاقتداء به ونطلب من رؤساء الكتل والكيانات السياسية والمرشحين ان يكونوا على قدر المسؤولية التي ستلقى عليهم في المستقبل فليس المهم ان يكسب هذا الكيات كذا عدد من المقاعد بل الاهم ان يكون على مستوى الخلق العام ويحظى باحترام الاخرين فمن لم يوفق في هذه الدورة للفوز فهناك دورات اخرى مقبلة فان كان مخلصا ونزيها وخلوقا ملتزما بالقانون والاخلاق فلابد ان ينجح سواء في هذه المرة او في المرات القادمة وليكن كل هم المرشحين ان يكون العراق دولة حرة يسودها القانون فان هم عملوا على مخالفة القانون في الدعاية الانتخابية فانى لهم ان يكونوا حماة للقانون وان فاقد الشي لا يعطيه
فلنتجه جميعنا أفراداً وجماعات وأحزاب باتجاه واحد هو بناء الوطن المُدمر وإنجاح العملية الديمقراطية ونحافظ على أمن واستقرار الوطن فأمامنا كثير من العمل يتطلب منا جهد كبير لينعم اطفالنا بحياة حرة كريمة في عراق ديمقراطي حر موحد ونستظل بظل القانون

سلام الامير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة