الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتهب عاصفة الديمقراطية بقوة

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 2 / 22
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


كنا شعب يحيا في بنية النظام الاستبدادي الذي سقط في وهدة الانحلال،وكان الذعر الاجتماعي يصاحبه رعب شخصي حيث سيق خيرة أبنائنا إلى محرقة الحروب الجاهلية وزج آخرين في المعتقلات وغيبوا في القبور الجماعية ..ذقنا ألوان العذاب كافة ووصلنا إلى مشارف الهاوية .إن مفاهيم الأسر والأذى الجماعي،باتت وطأتها ثقيلة وقيد المجتمع وأنغلق العراق وحوصر الشعب وطفت الشراهة وتحكمت عصبة متحجرة القلوببالأشياء وتشوه نظامنا الاجتماعي وحشرنا في ركن مأوى البؤس وبدد خيراتنا بشتى الذرائع..كانت حقبة سوداء وسمت قلوبنا وأمنياتنا بالقيود.وحالما سقطت الدكتاتورية استبشرنا خيرا وفيرا وتنفسنا عبير الحرية واستشفينا عراقا ديمقراطيا جديدا قام على أنقاض الانهيار الجماعي والحزب الواحد..فحلت التعددية وعرفنا اليمين والوسط واليسار وهرع أبناء العراق يكافحون العنف والارهاب الذي ما انفك يتكالب علينا من دول شوفينية وعقول ماضوية تلتحف ببرودة الذبح وتصدر فكر التفجير (تفجير مستقبلنا الطموح) وتكفر ليس تكفيرا عن اساءتها في عهد سلطتها بل انقطاعا عن نجاح تجربتنا الفتية وولوجنا عالم الإنسان الحضاري خوفا من شمولها بالعاصفة الحداثوية التي قد تطيح بحكامها،فباتت القضية جهادا ومقاومة الحكام الطغاة في محيطنا الاقليمي ضد حرية الشعوب،وفي فعلنا التاريخي ونموذجنا الحر،فوجئنا بانحراف العملية السياسية عن تنفيذ نهضة سريعة،إذا عمد الساسة ذوي الخلفية الصحراوية والمتلبسين لباس الاقطاع الزراعي قلبا وقالبا،يصعفون امام المال العام ،فتقاسموا الكعكة متناسين أن الشعب يراقب،ويفهم اللعبة جيدا،وما فشل هؤلاء بقيادة السلطة السياسية ،فبد الاتجاه بها نحو انعاش دخل الفرد العراقي وبناء دولة مدنية عصرية وفق مقتضيات روح العصر،ولأنهم سطحيون في أفكارهم،لم نحقق الاشباع الذي هو أساس ذهابنا إلى صناديق الاقتراع،هنا يصح قول القائل : ( فلتهب عاصفة الديمقراطية بقوة)،وحين يتوجه العراقيون إلى اختيار ممثليهم في السلطة التشريعية ،والتي هي فرصة منح الليبراليين اصواتنا ،كونهم مرتكز انقاذنا من التداعي والتهميش والسرية..ولنحذف من قواميس الاضطهاد والسلطة كل معوقات استحقاقاتنا بالرقي والتطور ولتسقط الأصنام فلا وجود لأنظمة شاملة وكاملة كما لا وجود لأفكار شاملة وكاملة فقد مللنا السكن في الحزن وأن أوان التجدد الدائم في صراعنا مع حكامنا من أجل التقدم ووجدنا ساعات الفرح الإنسانية في قاع التفاؤل بــ (الليبراليين )،لنحيا ونفكر ونعمل لخدمة شعبنا والعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل