مساء الرابع من تموز 2002 اغمض منصور حكمت ، بهدوء  عينيه والى الابد ن تاركا احبته وجيلا من الشيوعيين ، يعصر الالم قلوبهم على فراقه الذي جاء في غير حينه.

ترك منصور حكمت ورائه كنزا ضخما من الكتابات الماركسية التي تجعله يقف بشموخ الى جانب اعظم مفكري وقادة الحركة الشيوعية المعاصرة : ماركس وانجلزولنين .

قاد منصور حكمت نضالا لاهوادة فيه ضد مختلف التيارات والنزعات الاشتراكية البرجوازية كالتحريفية الروسية والشعبوية والماوية ….واعاد الى الفكر الماركسي بريقه الذى كان قد فقده بفعل تراكم غبار تلك التيارات ورجع ،كما في عهد ماركس سلاحا ماضيا بيد الطبقة العاملة قي نضالها ضد عبودية راس المال الماجورة وكانت حصيلة هذه المرحلة تاسيس الحزب الشيوعي الايراني.

أسس الحزب الشيوعي العمالي الايراني وفي ضوء منهجه وبدعم اساسي منه تاسس الحزب الشيوعي العمالي العراقي .

الا ان اهم انجازات هذا القائد الشيوعي الفذ تتمثل في كونه شخصية تاريخية ادرك بعمق قوانين وخصائص العصر الراهن من تطور الراسمالية  الامر الذي مكنه من ترك بصمات واضحة ودقيقة عليه من خلال طرحه وبدقة متناهية وشفافية عالية بديل الطبقة العاملة وتصورات الميل الشيوعي ومطالبه الآنية ، فالنقد الشوعي للديمقراطية والقومية والدين والاسلام السياسي واضطهاد المرأة والدفاع عن حقوق الطفل والحقوق المدنية ومسالة الاجهاض وخاصة الانطلاق من والتاكيد على ان الانسان بحد ذاته يشكل اهم ثروة بشرية …..هي مسائل ارتبطت بحق بنضال منصور حكمت وجعلته متداعيا ليس فقط بمطالب الحركة الشيوعية العمالية والطبقة العاملة فحسب بل بمجمل المطالب الانسانية والتحررية للبشرية المظهدة .

ان البشرية ، كما يشير منصور حكمت بحاجة الى الشيوعية المعاصرة ة وهي من اجل تحررها النهائي بحاجة الى  منصور حكمت وفكره التحرري الوقاد.

لقد استعجل رفيقنا الرحيل ولكن عزاء الشيوعيين انه ترك لهم تراثا ضخما ومنهجا ثوريا عمليا ترسخ  خلال اكثر من عشرين عاما من النضال الدؤوب سيعملون على الاسترشاد به وتطويره في نضالهم من اجل تحرر الطبقة العاملة واقامة المجتمع الاشتراكي .

جلال محمد

8/8/2002