الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الديمقراطية ... الخط الفكري السياسي - الحلقة الثانية

عبد الرحمن غانم

2010 / 2 / 22
القضية الفلسطينية


منذ الصرخة الأولى لولادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كان لها خط سياسي وفكري ومحاور ثابتة وكان لها جذور ومناحي عميقة وثوابت على مدار أكثر من أربعة عقود في مجريات العملية الوطنية وكان من أهم هذه الثوابت (المقاربة المرحلية "البرنامج المرحلي"، قضية الوحدة الوطنية، العلاقة الوثيقة بين الخط السياسي والحلول التنظيمية ) والكثير من الثوابت التي امن بها مؤسسو هذه الجبهة وأيضا من تبعهم حتى يومنا هذا .
لقد كان للجبهة خط فكري وسياسي واضح وضعه مجموعة من المناضلين الأوائل الذين شاركوا في المؤتمر الأول واللجنة المركزية الأولى والثانية وخاصة الثانية حيث اقروا البرنامج السياسي والنظام الداخلي واقروا هاتين الوثيقتين وأيضا خلال الدورة الرابعة للجنة المركزية الثانية في آب ( أغسطس -1973) اقروا ( عشر موضوعات حول الخط العام للبرنامج الوطني المرحلي في المناطق المحتلة والأردن والذي تحول لاحقا وبالتحديد في الدورة الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في حزيران - يونيو 1974 تحت عنوان برنامج النقاط العشر إلى الخط السياسي الموجه لسياسة منظمة التحرير الفلسطينية وتطور ليصبح برنامج الإجماع الوطني في العام 1979 إبان انعقاد الدورة الرابعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني )1*.
البرنامج المرحلي يتطرق لتحقيق الفعلي لحق العودة وتقرير المصير وقيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران يونيو 1967 كاملة السيادة وعاصمتها القدس وبما انه أصبح برنامج للإجماع الوطني تفاجئ الجميع بما جاءت به ( أوسلو ) حيث تحول من برنامج مرحلي إلى برنامج حلول جزئية.
كما عملت الجبهة الديمقراطية على الحفاظ على الثوابت الوطنية ومازالت حتى يومنا هذا من خلال تبنيها الوحدة الوطنية والتي نحتاج إليها في أيامنا هذه حيث أننا بأمس الحاجة لها في ظل الانقسام بين شطري الوطن، والحصار المفروض على قطاع غزة، وإعادة اعمار القطاع. فمنذ ما يقارب من 41 عام عملت الجبهة بحرص على أن تكون إحدى الركائز الرئيسية في أول ائتلاف ميداني وطني وكان يتمثل بالكفاح المسلح حيث كانت هذه التسمية التي تطلق على القيادة العسكرية الموحدة للمقاومة الفلسطينية وكانت تضم اغلب الفصائل منها ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – الصاعقة – قوات التحرير – وجيش التحرير الفلسطيني) .
وقد تم انضمام الجبهة لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني في الدورة الأولى التي عقدها بعد تأسيسها وشاركت بعضوية اللجنة التنفيذية حيث تقدمت إلى هذه الدورة (بمشروع لتحقيق وحده القوى والفئات الوطنية الفلسطينية في جبهة تحرير وطنية موحدة اعتبرت فيه أن الوحدة الوطنية مهمة مركزية يومية من مهمات حركة المقاومة وكافة القوى الفلسطينية المناضلة وعلينا أن نناضل جميعا من اجل دفع العلاقات إلى أرقى شكل من أشكال الوحدة الوطنية .. فمسألة الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة والقوى الوطنية المناضلة مسألة لا تقبل الجدل فهي واحدة من أهم مشكلات حركة التحرير الوطني الفلسطيني) 2*.
إن الوحدة الوطنية بمفهوم الجبهة الديمقراطية هي أساس الدولة الفلسطينية المشكلة فبدونها يكون هناك نقص في الثوابت الوطنية التي نعمل على عليها في جميع الفصائل. حيث أننا نشترك في الكثير من هذه الاهداف وعلى رأسها العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة والقدس عاصمة لها ودحر الاحتلال ......... الخ. لذلك فقد تقدمت الجبهة أكثر من مرة على مدار الثلاث سنوات الأخيرة بمبادرات تدعو إلى الوحدة وإنهاء الانقسام والعودة إلى الحوار الوطني الشامل للوصول للوحدة ووضع برنامج وطني مشترك تحمله أي حكومة لانجاز حقوق الشعب الفلسطيني .
وقد عملت الجبهة الديمقراطية على الربط بين الخط السياسي والخط التنظيمي حيث عملت على بلورة استراتيجية عمل تنظيمي مع استراتيجية عمل سياسي . حيث كان البرنامج المرحلي هو البرنامج النضالي في المرحلة التي ولد فيها ومازال. أي أن العمل التنظيمي والسياسي يكون داخل أراضي 1967 باعتبارها الحلقة المركزية للنضال في المرحلة الراهنة للحركة الفلسطينية .
لقد كانت الجبهة مبادرة دوما بالمواقف السياسية الواضحة والصارمة دون انحياز لطرف أو لجهة ما حيث ان مواقفها تنبع من المسؤولية الوطنية التي تتحملها ولا تنبع من أجل مطامع فئوية ضيقة، ولا لخدمة مصالح عربية او إقليمية او دولية. وكان لها من المساهمات اللامعة في إطار العملية النضالية التحررية بأشكالها وأنواعها المختلفة ( سياسية وجماهيرية وعسكرية ) فقد كان هناك تداخل و تجانب بين السياسي والتنظيمي لتوفير أعلى وارقي درجات الائتلاف الوطني بين مختلف القوى والأطر السياسية والجماهيرية والاجتماعية للاضطلاع بكفاءة بالمهام النضالية المطروحة .
ان هذه الثوابت هي من السمات التي تتسم بها الجبهة الديمقراطية وهي سمات ثابتة في سياسة الجبهة العامة، ذلك يشير إلى الصلة العميقة بالحياة اليومية والواقع التي تعيشه الحركة الجماهيرية .
هكذا كانت وما تزال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على مدار ما يقارب 41 عام من النضال ومن العمل السري والعلني فهي السباقة دوما بالمبادرات الموحدة لفصائل العمل الوطني على مدار عمرها، وهي التي قدمت المناضلين من قياداتها ومؤسسيها وأعضائها هكذا عهدناها .
------------------------------------------------------------
1. راجع كتاب الجبهة الديمقراطية النشأة و التأسيس ص15.
2. راجع كتاب الجبهة الديمقراطية النشأة والتأسيس ص25.
• عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب