الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام والمجتمع سوء الفهم الكبير

محمد بوزكَو

2010 / 2 / 22
الصحافة والاعلام


إن أمعنت النظر جيدا في وضعية الإعلام المغربي المكتوب وكنت في تمعنك ذاك مشبع بالواقعية ومسند بالحقيقة فانك بالأكيد سترى الصورة على غير تلك التي تصورها الصحافة المغربية المكتوبة عن نفسها أو تلك التي يحاول نقشها القائمون على شؤون السلطة في البلاد في أذهان العباد.
كيف؟
قف مليا أمام أي كشك صادفته أمامك وفي أية مدينة تريد، تمعن النظر في الصحف والجرائد المغربية المكدسة والمعروضة للبيع، تصفحها إن شئت التركيز أكثر. ماذا ستلاحظ؟ أو ما الذي لم تتمكن من ملاحظته؟
قد تلاحظ أو قد لا تلاحظ أن 99 في المائة من الجرائد والمجلات تنشر موادها إما باللغة العربية أو باللغة الفرنسية، وهما طبعا اللغتان اللتان تتباريان في الساحة الإعلامية المغربية على المساحات الورقية فيما الأهداف المسجلة تحسب دائما في مرمى لغة أخرى اسمها الأمازيغية اللغة الأصل للوطن والمواطن.
بعض الجرائد القليلة جدا جدا، اختارت أن تدس بين ثناياها صفحة أو صفحتين على أقصى تحديد تتناول مواضيع لها صلة بالثقافة الأمازيغية، في سياسة خبيثة، عن قصد أو جهل، لذر الرماد في العيون كأنها بذلك تبرئ نفسها من هذا الإجحاف والجفاف والجفاء الذي تواجه به تلك الثقافة.
في ظل هذا الوضع يزداد الجسم الصحفي تشرذما وتشتتا بين مرتزق ومتملق ومنافق ولاحس وكاذب وشكام ومستغِل ومستقل عن الحقيقة... جسم تتشكل خلاياه ممن يلهث على فرنك ومن تسيل لعابه لزردة ومن تعمي أبصاره لآلِئٌ فنسى الكل أن في الأرض حقيقة أخرى، حقيقة لغة من صلب هذا الوطن لم تجد بعد مكانا لها في جرائد الوطن...
كانت الحركة الثقافية الأمازيغية منذ ميلادها ترفع شعارا دالا، عميقا : "لا ديمقراطية بدون أمازيغية" وهذا الشعار ينطبق أيضا على صحافة وإعلام المغرب، إذ لا صحافة ولا إعلام ديمقراطيين بدون أمازيغية، ومن ثم فالنقاش الذي تم فتحه مؤخرا في البرلمان حول الإعلام والمجتمع، والذي يسميه البعض حوار وطنيا حول الإعلام، ليس سوى نقاش خارج السياق لأنه ببساطة لم يتناول جوهر المشكل... الإعلام الذي يتنصل للغة الأصل لسكان هذه الأرض هو حتما إعلام لا وطني...إعلام لا مصداقية له... يتعالى على أهم مكونات الشخصية المواطن وهي المكون اللغوي والثقافي والحضاري...
والذي يحز في النفس أكثر هو أن عددا ليس هين من المنابر الصحفية من تهرفُ على دراهم بالملايين تساهم بها الدولة لتغطية مصاريف التغطية الصحفية وهي بالطبع دراهم تُأخذ من جيب الشعب... والشعب جزء منه أمي لا يقرأ فيما غالبيته أمازيغ يتبرعون بالدراهم على الصحافة والصحافة أول من يقصيهم... حالهم في ذلك مثل حال ذاك الذي يشتري الكرباج لجلاده...
لقد أشعلوا فتيل الحوار حول الإعلام، بين إعلام ضاق ذرعا من القمع وهو متماد في التنكر لهذا الوطن عبر قمع لغته وإقصاءها كأداة للنشر ووسيلة للقراءة والتواصل وكحمولة فكرية وثقافية وحضارية وبين دولة تريد أن تتجنب ما أمكن لها اللجوء إلى خنق الحرية والتضييق عليها...
هو حوار بدون حوار، تبادل للمصطلحات وتصنيف للمصالح... في أفق إعادة جدولة الضوابط... أما اللغة الأصل فخارج الفصل...
ومع ذلك لا بد من نقطة نظام في هذا الحوار...
ما دامت الدولة تساهم مع الجرائد بأموال الشعب، ومادام الشعب في غالبيته أمازيغ، نقترح خلق دفتر تحملات تلتزم به كل صحيفة يقتضي في ما يقتضيه أن تُخصص في كل جريدة صفحات مكتوبة بالأمازيغية... ولا يهم مواضيعها، ما دام أن هذا الإنسان الأمازيغي سيجد حتما نفسه بين تلك الكلمات والمصطلحات...
وبدون عقد
إن الحرية التي تنادي بها الصحف هي نفس الحرية التي نريدها نحن الأمازيغ...
إن القمع الذي تتضايق به الجرائد هو نفسه القمع الذي تتضايق به اللغة الأمازيغية بتجاهلها كوسيلة للخبر والتحرير الصحفي
إن الاهانة هي نفسها
والإقصاء هو ذاته.... وعلى الجرائد أن تكف عن البكاء لكي يتسنى لها سماع بكائنا...

اِوا هادي ماشي قاسحة... خاص غير شوية ديال الديمقراطية وشوية ديال الجرأة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان