الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة الديمقراطية

كاظم الحسن

2010 / 2 / 22
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن



يتساءل البعض، كيف استطاعت دولة مثل الولايات المتحدة الاميركية ان تبلور او تشكل الهوية والامة برغم الاعراق والاديان المختلفة والهجرات المتزايدة من مختلف بقاع العالم حتى اصبحت بحق العالم المصغر بكل اطيافه والوانه ومكوناته دون ان يحدث صدام او فوضى او نزاعات بين المهاجرين الى هذه القارة الواسعة انها الديقراطية التي تتسع للجميع بصرف النظر عن العراق او الدين او الجغرافية وهذا سر قوتها وثرائها وقدرتها على تجاوز وتخطي الازمات والمعوقات لانها تخلق في الفرد والمجتمع الثقة بالنفس وتزرع فيه الحرية وروح المسؤولية والقدرة على الابتكار والمبادرة وتحمل العواقب بلا تردد او خوف.
ولكن الاشكالية التي تثار دائماً عن الغزو الثقافي الغربي والغاء الخصوصيات ونمط حياة الامم، غالباً ما تصدر من مجتمعات مغلقة يحكمها الاستبداد والعنف ويغلفها الفشل في جميع المجالات دون ان تتحمل وزر المسؤولية ولو لمرة واحدة. ونجد حشداً من اعلاميين واكاديميين ومثقفين يدافعون عن ضرورة التلاقح الثقافي وتبني مشروع الحداثة في مجالات الادب والصناعة ويقيمون سياج عازل للنظام السياسي ويعتبروه من الثوابت الوطنية التي لا يجوز المساس بها. انهم يعتمدون على نظرية (اهون الشرين) على اعتبار ان التطرف الديني سوف يملأ الفراغ ويعود بالمنطقة الى ماهو اسوأ مما كانت عليه.
اذن ماهي البدائل التي تحمل مكان فساد الدكتاتورية؟
اذا كانت هذه الانظمة لا تسمح ببناء مجتمع مدني او قوى سياسية منافسة لها وتحرم عليها الانشطة والممارسات التي تخالف نهج السلطة وتحكم عليها بالنفي والخيانة وما يترتب على ذلك من ضمور للحريات وثقافة حقوق الانسان مما يولد نقيض الدكتاتورية، الاسلام السياسي المتطرف والذي يقابل الالغاء والاقصاء والنفي بشيء مماثل ويجعل المجتمع ساحة حرب للقوى لا تعترف بالرأي الاخر على انه جزء من العملية السياسية والاجتماعية ومكمل لها، بل انه شاذ وغريب وطارئ لانه يؤمن بالتعددية وتداول السلطة واحترام القانون وارساء مؤسسات المجتمع المدني بكل آلياته واسسه الضرورية لبناء الدولة الحديثة. وهنا يصبح الدكتاتور ونقيضه المتطرف جزءاً من الازمة التي تضرب المجتمع. فاذا كانت الانظمة الدكتاتورية تتحدث عن الفتنة النائمة، وهي تحكم منذ اكثر من ثلاثة عقود، دون ان تعمل على علاجها ووضع حلول لها، الا يعني هذا انها كانت تعمل على تفتيت الوطن من اجل البقاء في الحكم اطول فترة ممكنة والتهديد بها من اجل ديمومتها، وهذا بطبيعته لن يؤدي الى الاندماج الوطني والقومي بل يجعل الازمات والمشكلات خامدة تحت الرماد، تنتظر الشرارة لكي تحرق كل شيء حولها، وما الكلام الذي يقال عن الاستقرار الذي تخلقه تلك الانظمة الا محض خرافة ليس لها من صحة. يقول الاستاذ عبدالمنعم سعيد: ان صدام، صاحب التسعة والتسعين اسماً من التعظيم، كان يخاف جيشه اكثر من الجيش الاميركي المهاجم، وحتى بعد الحرب استمرت الاوامر المانعة للاتصال بين الوحدات العراقية المختلفة خوفاً من قيامها بالتنسيق بينها للقيام بانقلاب على الحكم وطبقاً لواحدة من الشهادات المقدمة من العراقيين فقد كان على القادة العسكريين العراقيين القيام باستطلاع للتعرف على مواقع القوات العراقية وربما هذه المرة الاولى في التاريخ العسكري الذي يصبح فيه على القادة الميدانيين القيام بهذا الواجب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ